المركز الطبي الدولي يعلن عن تأسيس كلية طب جديدة بمعايير عالمية    البحرين تعزي المملكة في استشهاد ضابطين بتحالف دعم الشرعية اليمنية    ممثلا "سلطان بروناي دار السلام و"جمهورية توغو" يصلان الرياض    آل الشيخ يرأس وفد المملكة في الاجتماع الثامن عشر لرؤساء المجالس التشريعية الخليجية في أبو ظبي    مجزرة في جباليا وتطهير عرقي شمال غزة    منسج كسوة الكعبة المشرفة ضمن جناح وجهة "مسار" بمعرض سيتي سكيب العالمي المملكة العربية السعودية    "السكري" .. عبء اقتصادي متزايد على الحكومات    "الصحة" تحيل ممارسين صحيين للجهات المختصة بعد نشرهم مقاطع غير لائقة    مكتبة الملك عبدالعزيز العامة تشارك في "ملتقى الترجمة الدولي" بالرياض    هل نرى معرضاً للصحافة السعودية وتاريخها العريق؟!    البديوي يدين الاعتداء الإرهابي الغادر في معسكر قوات التحالف الداعمة لقوات الشرعية اليمنية    الفرصة لاتزال مهيأة لهطول الأمطار على تبوك والجوف والحدود الشمالية    خلال الاجتماع الوزاري لدول مجموعة العشرين بالبرازيل:المملكة تؤكد التزامها بالحفاظ على التراث الثقافي    والدة الأستاذ علي زكري في ذمة الله    جمعية «صواب»: برنامج متخصص ل39 شاباً متعافياً من الإدمان بجازان    الأمريكية "كوكو جوف" بطلة الفردي في نهائيات رابطة محترفات التنس    بلدية محافظة الشماسية تكثف جهودها الرقابية لتعزيز الامتثال    محافظ جدة يتوج الفائزين في فعاليات بطولة جمال الجواد العربي    أمانة القصيم تشارك في معرض سيتي سكيب العالمي وتطرح فرص استثمارية    قنوات عين تحصد ثلاث عشرة في خمس مسابقات دولية خلال عام 2024    35.4 مليار ريال حصيلة الإطلاقات والاتفاقيات في ملتقى بيبان 24    الرئيس الموريتاني يزور المسجد النبوي    8 توصيات طبية تختتم مؤتمر طب الأعصاب العالمي    برعاية خالد بن سلمان.. وزارة الدفاع تنظم الملتقى الدولي الأول لضباط الصف القياديين    20,778 مخالفاً في 7 أيام وترحيل 9254    ضمك يتغلّب على الوحدة بثلاثية في دوري روشن للمحترفين    الأخضر يفقد كنو أمام «الكنغر»    السعودية تختتم مشاركتها في منتدى «WUF12» بمشاركة 30 جهة وطنية    هيئة العقار ل «عكاظ»: «فال» و«موثوق» شرطان لإعلانات المنصات    التفاؤل بفوز ترمب يدفع «S&P 500» لتسجيل أعلى مكاسب أسبوعية    الفيفي: 34 % من الطلب الرقمي الحكومي للمنشآت الصغرى.. بلغ 32 ملياراً    «فهد الأمنية» تستضيف مؤتمر الاتحاد الدولي لأكاديميات الشرطة    «ألفا ميسينس».. تقنية اصطناعية تتنبأ بالأمراض    5 نصائح لحماية عينيك من الالتهاب    وزارة الدفاع تنظم الملتقى الدولي الأول لضباط الصف القياديين نوفمبر الجاري    ياباني يحتفل بذكرى زواجه الافتراضي    فيسبوك وإنستغرام يكافحان الاحتيال بتقنية الوجه    يجوب مختلف مناطق المملكة.. إطلاق «باص الحِرفي» للتعريف بالفنون التقليدية    حديث في الفن    انطلاق التمرين السعودي المصري«السهم الثاقب 2024»    مراسل الأخبار    التعاون يقتنص فوزاً ثميناً من الأخدود    نور ولي والبلوشي يحتفلان بعقد قران مها ورامي    تكريم «الموظف الكفو» في فرع «الموارد والتنمية الاجتماعية» بحائل    الجوف تسجل أقل نسبة بطالة بين الذكور بالمملكة ب 2.3%    فطر اليرقات يعالج السرطان    لماذا فرغوا الأهلي ؟    فهم ما يجري بالمنطقة من اضطرابات.. !    فوز ترمب.. هل للعنصرية مكان في الانتخابات الرئاسية ؟    استحالة الممكن وإمكانية المستحيل    «منطاد العلا»    أنشيلوتي: حققنا فوزا رائعا على أوساسونا والحديث عن الانتقالات سابق لأوانه    خطيب المسجد الحرام: أوفوا العهود والتزموا بالأوامر والنواهي    أمين الرياض يلتقي مديرة برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية    مبادرة تطوعية لتبديل المصاحف المهترئة من مساجد وجوامع محافظة ضمد تطلقها إسلامية جازان    الشؤون الإسلامية تنفذ ١٣٣٥ جولة رقابية على جوامع ومساجد ومصليات ودور التحفيظ وجمعيات التحفيظ بمدينة جيزان    أُمّي لا تُشبه إلا نفسها    أمير الباحة يستقبل مساعد مدير الجوازات للموارد البشرية و عدد من القيادات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



علي الجبوري ل «الحياة»: حاورنا الأميركيين في اسطنبول ورفضنا عرضهم في الانتخابات
نشر في الحياة يوم 13 - 06 - 2010

أعلن الأمين العام ل «المجلس السياسي للمقاومة العراقية» الشيخ علي الجبوري براءة تنظيمه من «عمليات العنف التي تستهدف العراقيين بمختلف خلفياتهم المذهبية والعرقية والدينية»، مؤكداً ان مجلسه «لا يسعى الى إقامة نظام حكم إسلامي» وانه لا يرفض رئيساً كردياً للعراق.
ودعا الجبوري الذي يضم مجلسه أربع حركات مسلحة تعد من أكبر الحركات في العراق وهي «الجيش الإسلامي في العراق»، و «الجبهة الإسلامية للمقاومة في العراق – جامع»، وجماعة «أنصار السنة / الهيئة الشرعية»، و «حماس - العراق» الى ان «يكون موطن الخلاف العقائدي بين السنة والشيعة في الجوامع والمساجد والجامعات لأنها أماكن للمناظرة والاحتجاج وليس في السياسة» معتبراً ان «تيار الصدر ليس مقاوماً للمحتل بل يمتلك ميليشيات طائفية تستهدف المدنيين العزل». وأكد الجبوري في حوار مع «الحياة» انه «لن يتفاوض مع الأميركيين مرة أخرى الا إذا توافرت ضمانات عربية وإسلامية ودولية من الاتحاد الأوروبي تلزم الأميركيين بتنفيذ بنود أي اتفاق نتوصل له» معرباً عن قناعته بأن «واشنطن ستسحب قواتها من العراق في الموعد الذي حددته» لكنه اعتبر أن «هذا غير كافٍ لأنها يجب ان تعتذر للشعب العراقي وتعوضه وتعيد بناء ما دمرت، وبخلاف ذلك فإننا سنستمر بمقاومة أي أميركي على ارض العراق حتى ان كان موظفاً في السفارة».
وهنا نص الحوار مع الشيخ علي الجبوري الذي اجرته «الحياة» معه في اسطنبول:
ماهو الموقف السياسي الحالي ل «المجلس السياسي للمقاومة العراقية»؟
- موقفنا يتلخص في أربع مرتكزات هي أولاً: تحرير العراق من الاحتلال الأميركي وجميع أشكال الهيمنة الأجنبية سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة. وثانياً: تعويض العراق عن جميع الأضرار التي تعرض لها من جراء الاحتلال، إضافة الى تعويض جميع المتضررين من مهجرين ومعتقلين وما الى ذلك. ثالثاً: إيجاد مصالحة حقيقية وليست كالمصالحة التي أعلنت عنها الحكومة لأنها ليست إلا زوبعة إعلامية ودعاية انتخابية، بل يجب إيجاد مصالحة حقيقية بين أطياف الشعب العراقي كافة للوصول الى حل للقضية العراقية. رابعاً: إقامة نظام حكم عادل ورشيد يمثل جميع العراقيين، ويكون فيه البلد دولة للمواطن وليس لطائفة أو حزب.
ما قصدكم بإقامة «نظام حكم رشيد»، هل تقصد خلافة إسلامية، أم تقبلون بنظام الحكم المدني والديموقراطية؟
- نحن ليس لدينا خيار القبول والرفض لأننا لا ندعي اننا الخيار الوحيد في العراق، العراق مجتمع كبير ومتنوع له خيارته وله تطلعاته، ونحن لا نسعى لإقامة دولة إسلامية ولم نطرح هذا مسبقاً، بل برنامجنا السياسي يدعو الى إقامة حكومة تكنوقراط من المهنيين بعد خروج الاحتلال تكون مهمتها التحضير لإقامة النظام الدائم، ونحن لن نفرض شيئاً بل سنترك الخيار لأهل الحل والعقد في العراق، ولم نطرح نظام حكم معين أو شكل معين، وأي نظام حكم يتفق عليه العراقيون سنكون معه».
إذاً لماذا لا تقبلون بالعملية السياسية وبما أفرزته الانتخابات الأخيرة؟
- نحن نرفض العملية السياسية لأنها تدار من قبل الاحتلال وبالمحصلة تمثل مصالحه، كما انها لا تحمل أي صبغة وطنية وتسيطر عليها دول الجوار إضافة الى المحتل، إذ إن جميع الكتل والأحزاب مدعومة من دول إقليمية، وتلك الأحزاب تعمل من اجل حفظ مصالح الدول الداعمة لها وليس من اجل العراق والمواطن العراقي، كما انها جرت على العراقيين المآسي والقتل حتى صارت دماؤهم وأشلاؤهم ثمناً للتنافسات السياسية بين الأحزاب والكتل الطائفية. كما ان بلداً يوجد فيه 140 ألف جندي محتل وفيه اقتتال طائفي لا يمكن ان تحل مشاكله بالانتخابات، حيث لا يمكن المحافظة على صناديق الانتخابات من التزوير لذلك قاطعنا جميع عمليات الانتخابات التي أجريت سابقاً.
أليس سلوك طريق الانتخابات للوصول الى «الحكم الرشيد» كما سميته أفضل من الطرق الاخرى حتى وان كان يحمل بعض السلبيات؟
- نعم، لكن اعتراضنا على العملية السياسية والانتخابات ليس لأنها في ظل الاحتلال فقط، هذا أحد الأسباب، لكن الأهم هو ان العملية السياسية فاقدة الشرعية من خلال طائفيتها وحزبيتها وعدم تمثيلها المواطن وهذه الأمور أسوأ من كونها في ظل الاحتلال، وهدف الاحتلال من الانتخابات هو إيجاد حكومة تعقد معه اتفاقات ترهن وتكبل معها مستقبل البلاد وتهدر ثرواته، كما حصل مع الحكومة العراقية التي مثلت أجندة الاحتلال وقاتلت الشعب العراقي مع المحتل، ولو كانت حكومة خدمات تحضر لما بعد خروج الاحتلال، ما وقفنا بوجهها.
ما رأيك بالانتخابات الأخيرة ودعم السنة العرب قائمة «العراقية» التي يتزعمها شيعي ليبرالي؟
- مسألة الانتخابات وإفرازاتها لا تعنينا كثيراً لأننا قاطعنا الانتخابات وأعلنا اننا لن نعترف بنتائجها مهما كانت وليس فيها من يمثلنا، وحوارات تشكيل الحكومة لا تعنينا، الذي يعنينا أننا نبهنا الشعب العراقي ونذكره اليوم بأنه لن يكون هناك حل في العملية السياسية، لأن نفس الأشخاص والأحزاب والأيديولوجيات هي التي خاضت الانتخابات ولم نرَ وجوهاً جديدة بل نفس الوجوه الفاسدة التي ارتكبت أبشع أنواع الجرائم بحق العراقيين، وأزكم فسادها الأنوف هي التي خاضت الانتخابات ولم تفعل شيئاً سوى تغيير أسمائها من طائفية الى وطنية، ورغم وجود فائز وخاسر في الانتخابات الا ان أوراق اللعبة بدأت تتجمع لصياغة حكومة كما تريد الأحزاب المسيطرة في البلاد والاحتلال ودول الجوار ولم تحترم نتائج الانتخابات.
ألا يوجد من هذه الكتل السياسية من هي أقرب الى توجهاتكم أو على الاقل تعتقدون انها الافضل بالنسبة إليكم؟
- نعم، هناك قاعدة شرعية هي (اختيار الأقل سوءاً)، وهناك أناس جيدون في العملية السياسية والبرلمان إلا ان الفساد أكبر من الصلاح، والفاسدون هم المسيطرون والغلبة لهم ولا يمكن الصالحين فعل أي شيء، ولا نقول هذه الكتلة (العراقية) تخلو من الخير لكن التجربة هي التي تبرز هؤلاء وتثبت صدقيتهم ومدى فائدتهم للعراق وشعبه، لكننا نرفض ان يكون اياد علاوي ممثلاً للسنة، لأنه ليس سنياً، والسنة طائفة عريضة لا يمكن ان يمثلها شخص واحد، لكن ما دفع كثيراً من السنة الى انتخاب هذه القائمة هو الشعارات الوطنية التي رفعتها.
ما رأيكم في ان يكون رئيس العراق شخصاً كردياً؟
- لا مشكلة لدينا في ذلك المهم شخص يحرص على وحدة العراق ومخلص للعراقيين ومن أبناء هذا البلد، الذين يقومون بأي شيء من اجل إسعاد أبناء بلده.
هل تنطبق هذه الصفات على الرئيس الحالي جلال طالباني؟
- أكيد لا. لا تنطبق عليه أي من تلك الصفات بل ينطبق العكس، لأنه ليس وطنياً ولا مخلصاً للعراق.
هل حاورتم الحكومة الحالية أو بعض أطرافها؟
الحكومة تصنف المقاومة على أنها إرهاب، ولم تختر ان تتحاور معنا او تقترب منا، وهي من لم يكن لها هذا النوع من الخيارات. تحاورنا مع المحتل الأميركي ولما طلب إشراك الحكومة العراقية رفضنا، وقلنا ان إشراكها سيجعلنا ننسحب من المفاوضات.
لماذا هذا الموقف من حكومة منتخبة؟
- نحن نعتقد أن الحكومة الحالية لا تمتلك المقومات الأخلاقية للحكومة.
ماذا تقصد بالمقومات الأخلاقية؟
- الحرص على المواطن وعلى حياته وأملاكه وعرضه. والحرص على الوطن وثرواته وحفظها وصيانتها، هذا لا نجده لأن المواطن يقتل بسلاح من يسمون أنفسهم الدولة، بالمليشيات التي تسمى الشرطة والجيش، والنهب والسرقة مستمرة لأموال البلاد وثرواتها.
هل ما زالت حواراتكم مع الأميركيين مستمرة؟
- حصلت جلستان من الحوار مع الأميركيين في اسطنبول بشهادة الحكومة التركية في شهري آذار (مارس)، وأيار (مايو) من العام الماضي، ورفضنا الحوار مع وفد عسكري ولم نتحاور سوى مع وفد سياسي يمثل الإدارة الأميركية، ولم يجرَ تفاوض حقيقي إنما جرى التوقيع على بروتوكول لتنظيم العملية التفاوضية، طلبنا من الأميركيين إبداء حسن النية بإطلاق جميع المعتقلين لديهم لكنهم رفضوا، كما طلبنا منهم الاعتراف بأنهم محتلون والاعتذار للشعب العراقي وما يترتب عليه الاعتذار وتعويض العراق مادياً ومعنوياً وإعمار البلاد، لكننا لما رأيناهم يماطلون ولا يريدون تنفيذ أي شيء، ولم يطرحوا سوى انهم (الأميركيون) مستعدون لدعمنا في دخول العملية السياسية وان تكون لنا حظوة في البرلمان المقبل، مقابل ان نسمح لهم بالانسحاب الآمن، رفضنا ذلك، ولذلك توقفت المفاوضات منذ ذلك الحين.
متى انقطع الاتصال مع الأميركيين؟
في الشهر الخامس من العام الماضي وأجريت محاولات من أطراف عدة لإعادة الحوارات لكننا رفضنا، لأننا لم نرَ جدية منهم في المفاوضات.
وهل هذا يعني أنكم لن تعودوا الى الحوار مع الأميركيين مستقبلاً؟
- لا. قد نعود الى المفاوضات اذا كانت بضمانات دولية كبيرة، وبشهادة الدول العربية والإسلامية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، حتى نضمن ان يتم تحقيق ما نتوصل إليه في المفاوضات.
القوات الأميركية بدأت الانسحاب من العراق، وأكدت الإدارة الأميركية مراراً أنها ملتزمة إكمال انسحاب قواتها نهاية العام المقبل، ماذا تريدون أكثر من ذلك؟ ألا ترى ان انسحاب الجيش الأميركي سوف يسحب أي ذريعة لحمل السلاح؟
- نحن نعتقد أن الانسحاب الأميركي سيحصل في مواعيده تماماً، وان أميركا جادة في الانسحاب من العراق، وهو ليس فضلاً منها بل بفضل الضربات الموجعة التي تعرضت لها وهزيمة مشروعها وهو مشروع الشرق الأوسط الكبير هو الذي جعلها تفكر في الانسحاب، الا انه انسحاب شكلي وجزئي، لأنها ستبقى على بعض القواعد، وحتى السفارة الأميركية في بغداد هي ثكنة عسكرية لن نرضى بها، ونحن لن نرضى بوجود أي سفارة لأميركا وسنعتبرها قوة احتلال ما لم يعوض الأميركيون العراق ويدفعوا ثمن الاحتلال ويعتذروا من الشعب العراقي.
اذا طبقوا كل هذه الشروط يجب ان تكون سفارتهم أسوة بسفارات الدول الأخرى، لأن الموارد البشرية والمالية وكابلات الاتصالات تعادل أكثر من عشر سفارات، وهم صرحوا انه سيعمل بها خمسة آلاف إنسان، ليس هناك سفارة في العالم يعمل بها مثل هذا العدد من البشر ستكون وكراً عسكرياً جاسوسياً استخباراتياً.
ألا ترى ان خروج الأميركيين سيجعل العراق عرضة للاحتلال أو السيطرة من دول مجاورة، أو على الأقل دخول البلاد في اقتتال طائفي وعرقي؟
- نعتقد أن الوجود الإيراني حاصل حالياً، ونحن قلنا منذ البداية ان العراق يتعرض لاحتلالين مباشر من أميركا وغير مباشر من إيران، فالعراق محتل عسكرياً من أميركا وسياسياً من إيران، ويمثل هذا الاحتلال الإيراني رجال السياسة الموجودون وهم الحكيم والمالكي والجعفري والجلبي وهؤلاء وغيرهم، لكنني أخالف من يقول ان العراق لا يستطيع مواجهة إيران او أي دولة أخرى لأن المقاومة تمكنت من إسقاط الهالة العسكرية لإمبراطورية العالم أميركا و40 دولة أخرى جاءت معها لاحتلال العراق، وبذلك فإن المقاومة قادرة على السيطرة على الأوضاع في العراق والدفاع عنه وحمايته من أي دولة أو جهة أخرى، ولن يكون العراق لقمة سائغة لأي دولة او طرف. واعتقد أن إيران لن تفكر في احتلال العراق لأن وضعها لا يساعد على ذلك وأيضاً الوضع الدولي والعربي والإسلامي لا يحتمل ذلك، وتعرف أنها ستهزم وستكتفي بدعم الأطراف الموالية لها.
إذا كنت تستبعد الاحتلال من دولة، ألا تخشى حصول حرب أهلية في العراق بعد الانسحاب الأميركي؟
- كانت هناك محاولات من أميركا وإيران ودولة أخرى لإشعال حرب أهلية ولم تنجح، واعتقد أنها لن تحصل مستقبلاً لأن العراقيين صار لديهم من الوعي والحصانة ما يجنبهم الوقوع في اقتتال طائفي، وجر العراقيين الى حرب أهلية أمر صعب ان لم يكن مستحيلاً.
ما رأيكم بسياسات الرئيس الاميركي باراك اوباما ومحاولته إظهار ان بلاده ليست عدوة للمسلمين؟
- سياسة اوباما هي سياسة (الرئيس الأميركي السابق جورج) بوش ذاتها، ان لم تكن أسوأ، لأن سياسة اوباما لا تختلف عن سياسية بوش سوى بالوسيلة فقط. بوش يعتمد الآلة العسكرية والقوة، وأوباما يعتمد ديبلوماسية ناعمة لتحقيق النتائج ومحاولات الهيمنة نفسها التي كان يصبو إليها بوش. وما نراه من سياسة أميركية لم يتغير إنما تغير الأسلوب فقط.
كيف تنظرون الى التفجيرات التي تستهدف المدنيين والعمليات المسلحة التي تستهدف جوامع وحسينيات الشيعة؟
- نحن نرفض وندين أي استهداف للمدنيين او لأي طائفة او دين من طوائف الشعب العراقي. ونحن نمتلك فكراً إسلامياً معتدلاً ليس لنا خلاف سياسي مع أي طائفة او قومية، لكنني لا أنكر الخلافات العقائدية بين السنة والشيعة هذه موجودة وثابتة لكن موطنها ليس ميدان السياسة بل موطنها المناظرات في دور العبادة من الجوامع والمساجد وأيضاً الجامعات، على أن تكون المجادلة بالتي هي أحسن وليس بالقوة أو تدمير دور العبادة للآخرين لأن هذا ليس من منهجنا، والخلاف المذهبي موجود قبلنا وسيبقى بعدنا، ونحن نؤمن ان العراق لكل العراقيين وجميعهم مواطنون لهم حق المواطنة الكاملة، ومن يستهدف الأسواق والمنازل ودور العبادة مجرم ونحن نتعهد بمحاسبته والاقتصاص منه لأن كل من يسفك دماء المدنيين الأبرياء هو مجرم وقاتل ونحن نتبرأ منه، والشيعة مواطنون عراقيون وليسوا أعداء بل إن الأميركيين هم الأعداء ومن عاونهم من أي طائفة كان.
هل هذا يعني ان معكم عراقيين من طوائف او اديان او قوميات أخرى؟
- هناك فرق بين الواقع والطموح، نحن نحرص على ان يكون معنا أفراد من كل طوائف الشعب العراقي لأن المقاومة كما هي واجب هي حق لكل الشعب العراقي، وحالياً موجودون لكن ليسوا كثراً.
هل تستهدفون الجيش والشرطة العراقيين؟
- لا نستهدفهم ابتداء الا إذا جاؤوا مع القوات الأميركية لاستهداف المقاومة لأن السلاح ليس عاقلاً ولا يفرق، أما استهدافهم ابتداء فلا نقوم به.
هناك اتهامات لكم بأنكم واجهة من واجهات حزب البعث، كيف تنظرون الى أكثر من ثلاثة عقود من حكم البعث؟
- البعث هو جزء من المشكلة في العراق، وكانت له سياسات خاطئة هي التي أوصلت البعث الى ما هو عليه الآن، على رغم ان السنوات الأخيرة من عهد البعث لم يكن يحكم حزب بل حكمت سياسة الرجل الواحد، وسياسة البعث لم تنجح وهي التي جلبت المآسي للعراق، ونحن لسنا واجهة لهم وأنا من الذين سجنوا في عهد النظام السابق أكثر من مرة، وهذا حال أكثر أفراد المجلس. ونحن لسنا ضد وجود قضاء يحاسب أفراد النظام السابق، وعناصر الحكومات المتعاقبة بعد الاحتلال لكن من دون تسييس كما يحصل الآن.
التيار الصدري يطرح نفسه كتيار مقاوم للأميركيين، هل لديكم تنسيق معه؟
- نحن لا نراه تياراً مقاوماً، لأنه سلم سلاحه منذ عام 2004، صحيح انه قاوم الأميركيين في النجف ثلاثة أشهر لكنه سلم سلاحه والاحتلال ما زال قائماً، لذلك لا يصطلح على تسميته تياراً مقاوماً بل قاتل فترة قصيرة لمصالح اقتصادية وهي السيطرة على أموال المراقد في النجف وكربلاء، كما ان «جيش المهدي» مليشيا طائفية نفذت عمليات إجرامية ضد طائفة معينة من الشعب العراقي.
هل لديكم علاقة بهيئة علماء المسلمين وبرئيسها الشيخ حارث الضاري؟
- نعم، لدينا علاقة مباشرة مع هيئة علماء المسلمين، وهي ليست مرجعية دينية او فكرية او عقائدية لنا لكن لدينا علاقة طيبة بهم لأنهم قوة رافضة للاحتلال ولهم مواقف طيبة، ومع الشيخ حارث الضاري لدينا علاقة مؤسساتية وشخصية.
ما رأيكم ببناء سياج أمني حول بغداد؟
- هي محاولة لعزل بغداد عن محيطها السني لأنه معروف ان العشائر والأهالي الذين يسكنون في محيط بغداد هم من السنة، والحكومة الحالية تريد تصفية السنة من بغداد ونحن نتوقع انهم يحضرون لحرب طائفية جديدة لإبعاد السنّة عن بغداد.
كيف تمولون أنفسكم وعملياتكم، هل تساعدكم دول أم منظمات إسلامية؟
- من أسلحة الجيش العراقي، وتبرعات من العراقيين وهناك تمويل داخلي، وليس لنا دعم من أي دولة، وهناك إمكانات وطاقات تكفي لأن نقاوم مئة سنة أخرى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.