أثار انتخاب زكي سعد أميناً عاماً لحزب"جبهة العمل الاسلامي"الاردني ردود فعل كثيرة، اذ اعتبرته المؤسسة الحاكمة ممثلاً لحركة حماس في"الاخوان المسلمين"الاردنيين وفي حزبهم. كما تناوله بعض الكتاب والمعلقين من أبناء البيئة"الاخوانية". وهنا نص حديث مع زكي سعد: يقال أنك اعتقلت في الاردن عام 1996 اثناء عودتك من الشام لأنك تدير استثمارات"حماس"؟ - انا اعتقلت في سورية عام 1996 على خلفية انتمائي لپ"الاخوان المسلمين". كانت الاجواء تشهد انفراجاً بين حزب الجبهة وبين حزب البعث السوري، ذهبت الى سورية في أول زيارة لي مستثمراً الاجواء الايجابية السائدة واعتقلت على الحدود واستمر اعتقالي 14 يوماً وتركز التحقيق على"الاخوان المسلمين"السوريين. ولما تأكدوا انني اقوم بزيارة خاصة افرجوا عني. وماذا عن كونك المسؤول في ادارة استثمارات"حماس"في الخارج من طريق شركة"البشرى للسياحة والسفر"؟ - ما قيل عن شبكات استثمارية غير صحيح. انا مساهم في مكتب"البشرى للسياحة والسفر والحج والعمرة"ومجموع الشركاء فيه 4، أنا واحد منهم. واعتقد ان المنطق والحقيقة والعقل لا تقبل هذه الاشاعات، لأن حركة بحجم"حماس"لو أرادت ان تستثمر، فلن تستثمر في شركة متواضعة جداً كالبشرى. ومن جهة أخرى اعتقد انه لو كان هذا الامر صحيحاً لما ترددت الحكومة والاجهزة الامنية في ابراز وثائقها، وأنا أعلم وهم يعلمون، أنهم كانوا يتابعون ويدققون، خصوصاً مع موجة مكافحة الارهاب، وسمعت مرة أن هناك 50 مؤسسة استثمارية تحت الرصد والمراقبة وعلمت ان مؤسساتنا كانت احدى هذه المؤسسات. لا يوجد شيء نخفيه، ويقيني الداخلي ان الذي يثير هذه الاشاعات يعلم انها غير صحيحة وانها مجرد اشاعات لتحقيق غايات أن لم يسألوا عنها في الدنيا فسيسألون عنها في الآخرة. لماذا لم ترد على هذه الاشاعات والحملات الاعلانية؟ - رد الحزب على هذه الحملة، ونحن في طور دراسة اقامة دعوى ضد احدى الصحف التي اثارت هذا الموضوع، وسنقاضيها ونطالب بتعويض عن الاضرار التي الحقت بالمؤسسة. هناك من يقول ان انتخابك صدى لفوز"حماس"في الانتخابات الفلسطينية؟ - فوز"حماس"هو صدى واستثمار للرصيد"الاخواني"القديم وليس العكس. حركة"حماس"مشروع اسلامي، وهذا المشروع متوحد في ثوابته واهدافه العامة، ولذلك هذا الكلام هو نوع من التوظيف لتشويه الصورة. تقديري ان ما اثير حول ترشيحي كانت وراءه جهات حكومية وأجهزة أمنية. حماس حركة اسلامية فلسطينية وبالتالي تحديد هويتها الوطنية يضعف من حقيقة أن فوزها هو فوز لپ"الاخوان المسلمين"في الاردن؟ - اعتقد انه لا يحق لأحد ان يزايد علينا في مسألة الهوية الوطنية الاردنية. ومن جهة اخرى هناك فصل حقيقي في التنظيم بيننا وبين"حماس". هناك استقلال اداري ومالي وسيادي. ولكن هذا لا يعني عدم وجود تنسيق وتعاون. فالواجب الديني والقومي والوطني يفرض دعم حركة"حماس"وكل الحركات الاسلامية المجاهدة. في أي مجالات؟ - في كل المجالات، وبلا خجل ولا تردد. ماذا مثل لكم فوز"حماس"؟ - فوز"حماس"ترك تداعيات ليس على الحركة الاسلامية في الاردن وانما على المجتمع الاردني وعلى المستوى الاقتصادي مثلاً، فبعد ان فقدنا العراق كسوق لمنتجاتنا اعتقد ان الضفة الغربية الآن هي سوق بديلة. لكن هذه السوق تمر عبر اسرائيل؟ - اسرائيل كما هو معروف تنكرت للاتفاقات. وآخرها اتفاقية باريس، ويمكن بالعلاقة التي ننكرها بين الاردن واسرائيل ان يكون هناك دور للأردن في الاقتصاد الفلسطيني. أود ان اقول ان التجربة الفلسطينية في الانتخابات هي تجربة مقرة ونموذج في غاية الديموقراطية والحرية والفضل في هذا للسلطة الفلسطينية رئاسة وسلطة وفصائل. يمكن أن يكون برنامج عمل الحزب في انتخابات عام 2007 الوصول الى السلطة؟ - حقنا الطبيعي ان نصل الى السلطة بتداول سلمي اذا حققنا غالبية، وهذا الحق مكفول في الدستور الاردني، واي حزب سياسي يتخلى عن حقه هذا يفقد مبرر وجوده. في السابق لم تكن لديكم رغبة في الفوز بالغالبية؟ - في فترة ما كان شعارنا المشاركة وليس المغالبة. ولكن من سيقرر الآن حجم مشاركتنا هو مؤسسات الحزب، القرار لم يتخذ حتى الآن ولكن من حيث المبدأ هذا حق طبيعي للحزب. هل صحيح ان ما أثاره موضوع ترشيحك خارج التنظيم هو ما دفع الى الاصرار على انتخابك أميناً عاماً للحزب؟ وهل تعتقد ان يستمر التعايش السلمي بينكم وبين السلطة بعد انتخابك؟ - لا يوجد في الحركة الاسلامية من هو مقتنع أو ينادي بالصدام مع الحكومة أو الاجهزة الرسمية. وكل ما يتم الحديث فيه أن الحزب هو حزب رسمي معارض وفق القانون يقصد الاصلاح والتغيير والمعارضة البناءة، ومن هنا العلاقة تتحدد بناء على تعاطي الطرف الآخر وهي الحكومة مع هذا المنهج. ليس هناك أي سياسات انقلابية وهناك مؤسسات تضبط اداء الحزب ولدينا رؤية للاصلاح الشامل. ماذا فهمت من موقف الحكومة والاجهزة من ترشيحك أولاً ثم فوزك بالأمانة العامة للحزب؟ - وجهوا اكثر من رسالة تهديد الى الحزب وتحذير من المضي في انتخاب هذه القيادة. الحزب لا يسمح لأحد ان يتدخل فيه ويشكل هذا التعاطي سابقة خطيرة جداً في تعاطي الحكومة مع المؤسسات الشعبية. للمرة الأولى نلاحظ ان هناك اعتراضاً رسمياً واضحاً على ترشيح أحد لقيادة الحزب؟ - هذا السؤال يجب ان يوجه اليهم. يقال ان السبب"حماسيتك"؟ - اذا كان الامر كذلك، فمتى أثنت الحكومة التي اخرجت قيادة"حماس"عام 1999 عليها وذكرت انها حركة مجاهدة تستحق كل تقدير. انا لست عضواً في"حماس"واذا كان الامر كذلك، فهل المطلوب من الاردن أن يقوم بمحاصرة"حماس"نيابة عن الكيان الصهيوني. يمكن ان تتحسس الحكومة من نفوذ ل"حماس"داخل الاردن؟ - ولماذا لا تتحسس من نفوذ لمؤسسات ودول وفصائل موجودة، وتعلم الحكومة الاردنية ان الاردن ساحة مفتوحة للجميع في عصر العولمة. مفتوحة للاردنيين؟ - هذا الاصل، ولكن ابتداء اقول انه لماذا هذه الحساسية الزائدة تجاه حركة"حماس". الاردن في السابق كان يدير العلاقة مع"حماس"بذكاء سياسي كبير في ايام الملك حسين، واعتقد ان الدور الاردني كان حاضراً في القضية الفلسطينية ولما فقدت هذه الورقة اختفى الدور الاردني لمصلحة دول اخرى. على كل الاحوال ليس لي أي انتظام رسمي أو غير رسمي مع حركة"حماس". كيف تنظرون الى استهداف تنظيمات راديكالية اسلامية الأمن في الاردن؟ وكيف ستتعاملون مع هذه الجماعات في حال شكلتم حكومة بعد الانتخابات؟ - أحسب ان الاردن الرسمي لا يحسن ادارة معاركه مع هذه الجماعات. بمعنى ان فسح المجال لحريات طبيعية وللاسلام السياسي المعتدل هو الذي يملأ الفراغ الذي قد يسعى التطرف والتشدد الاسلامي الى ملئه. التضييق على الاسلاميين هو الذي يوجد التطرف. احسب ان احد اهداف البرنامج الغربي في الحوار مع الحركات الاسلامية هو توظيف الحركات الاسلامية لمواجهة هذه الحركات المتشددة. نحن الاقدر على مواجهة فكرية وليست امنية مع قوى التشدد والتطرف. كيف يمكن ان تواجه الزرقاوي مثلاً بالافكار؟ - لو فسح المجال للمرجعيات الاسلامية اعتقد انه سيفقد الكثير من افكاره وانصاره. الجماعة الاسلامية في مصر بعد مراجعات ونقاشات تخلت عن الكثير من افكارها. الفكر يقابل بالفكر لا بالسجن. ذكرت ان الغرب يسعى الى علاقة مع قوى اسلامية معتدلة. هل تعولون على هذه الرغبات في الضغط على الحكومة لاحداث انفراجات تتيح وصولكم الى البرلمان؟ - لا نعول كثيراً على هذه الرغبات لأن الاستبداد السياسي الموجود في الوطن العربي عموماً من جانب الانظمة العربية كان بدعم ورعاية الانظمة الغربية وعلى رأسها الولاياتالمتحدة الاميركية. تجاربنا السابقة معها لا تبشر بالخير. ومن جهة اخرى ما سميت بمشاريع الاصلاح بدأت تضعف ولا نجد لها اثراً يذكر، لكن نتمنى ان تكون هذه البرامج صادقة والتقاطع في المصالح في عالم السياسة يمكن ان يكون مسموحاً به. كيف يمكن ان تتعاملوا مع معضلة التطرف التي تواجهها الحكومة اليوم، في حال وصلتم الى السلطة؟ - استطلاع الرأي الذي قام به مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الاردنية اشار الى تراجع خطر الارهاب في المجتمع الاردني وتقدمت مشاكل اخرى كالفقر والبطالة والاقتصاد.