أكدت مصادر أردنية رسمية أن محادثات غير معلنة تجري مع قيادة"حركة المقاومة الاسلامية"حماس لترتيب زيارة لعمان ستكون الاولى منذ عام 1999 بعد ترحيل رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل وثلاثة من رفاقه على طائرة وزير الشؤون الخارجية القطري احتجاجاً على جمعهم بين الجنسية الاردنية وقيادة تنظيم فلسطيني. ورغم ان رئيس الوزراء معروف البخيت ابلغ مجلس النواب ان الحكومة تفرق بين قيادة"حماس"في الداخل والخارج، في اشارة الى رفض الحكومة الاردنية استقبال ممثلين عن الحركة، كتنظيم فلسطيني، يحملون الجنسية الاردنية، الا ان مسؤولين اردنيين التقوا عضو المكتب السياسي للحركة محمد نزال في عمان بعد فوز الحركة بالغالبية النيابية في التشريعي، فيما التقت قيادات الحركة الاسلامية الاردنية مشعل ورفاقه في دمشق لتقديم التهنئة، من دون ان تحمل اي وساطة. ورغم تأكيد ممثل"حماس"في بيروت اسامة حمدان ان حركته تلقت دعوة رسمية لزيارة عمان، الا أن المصادر الاردنية تنفي ذلك، مع ان هناك إشارات الى ان وفداً من قيادة"حماس"برئاسة مشعل سيزور الاردن الاسبوع المقبل. واستبعدت المصادر في حديث ل"الحياة"ان تلجأ الحكومة الى سحب جواز سفر مشعل ورفاقه الاردنيين، لأن هذا الامر لم يعد شرطا لاستقبال قيادة"حماس". وتدرس الحكومة سيناريوهات عدة للعلاقة الجديدة مع"حماس"تبدأ بزيارة وفد من الحركة برئاسة مشعل، يسبقها إعلان ان الوفد يمثل تنظيما فلسطينيا، او استقبال وفد من"حماس"الداخل، وهو ما تفضله الحكومة الاردنية لكن"حماس"تتحفظ عليه. وكانت الحكومة حاولت تكريس الاتصال مع"حماس"الداخل في الايام الاولى لفوز الحركة عندما ارسلت رئيس مكتب التمثيل الاردني لدى السلطة يحيى القرالة للقاء القيادي اسماعيل هنية وتقديم التهنئة باسم الحكومة. واكدت المصادر الاردنية انها معنية باقامة علاقات قوية مع"حماس"احتراماً لإرادة الشعب الفلسطيني ولاعطائها فرصة لتقديم برنامج سياسي واقعي يتعامل مع الظروف والوقائع على الارض بما يؤمن الحقوق الفلسطينية وعلى رأسها اقامة الدولة الفلسطينية.وتريد الحكومة إعطاء الحركة فرصة من اجل أن تغير اسلوب عملها في التعاطي مع الواقع وهو ما سيقرر بالتالي كيفية تعامل المجتمع الدولي مع الحركة بعد تشكيل الحكومة.