} أخفق القادة السابقون لجيش تحرير كوسوفو في تطويق التأييد الكبير الذي يتمتع به ابراهيم روغوفا لدى ألبان الإقليم، فيما حظيت انتخابات كوسوفو "التاريخية" بترحيب كبير على رغم المعارضة الدولية للهدف الألباني في الاستقلال. اصبح مؤكداً ان ابراهيم روغوفا سيكون رئيساً للحكم الذاتي المحلي لإقليم كوسوفو لمدة ثلاث سنوات، وأن حزبه "الرابطة الديموقراطية لكوسوفو" سيقود حكومة الاقليم المقبلة التي ستتركز مهماتها على شؤون الصحة والتعليم والنقل والثقافة، فيما يظل الإقليم تحت اشراف الأممالمتحدة. وبحسب المعلومات التي توافرت امس، فإن المقاعد ال120 لبرلمان كوسوفو ستتوزع كالآتي: 53 مقعداً لحزب روغوفا و22 لهاشم ثاتشي و11 لراموش خير الدين و20 للصرب. فيما تتوزع المقاعد ال14 المتبقية على الأقليات اتراك، بوشناق، غجر وأحزاب ألبانية صغيرة. ورجح مراقبون ان تتفق "الرابطة الديموقراطية لكوسوفو" مع الصرب والأقليات العرقية للحصول على غالبية اكثر من نصف اعضاء البرلمان، خصوصاً أن الترتيبات الدولية تمنح كلاً من الطرفين وزيراً في الحكومة التي سيشكلها البرلمان الجديد. وأثنت بلغراد على نتائج الانتخابات، ودعا الرئيس اليوغوسلافي فويسلاف كوشتونيتسا القيادة الجديدة في بريشتينا الى التزام قرار مجلس الأمن 1244 الذي يعتبر الإقليم متمتعاً بحكم ذاتي واسع في اطار جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية. ورحب رئيس حكومة البانيا ايلير ميتا بالانتخابات "الحرة والديموقراطية الهادئة" في كوسوفو، واعتبر ان نتائجها "تؤكد الدرجة العالية من الثقافة والمسؤولية التي يتمتع بها سكان الإقليم وفئاتهم السياسية وخطواتهم باتجاه السلام والاستقرار". وأشادت الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي بالانتخابات باعتبارها "خطوة تاريخية مهمة الى الأمام من اجل الحياة المشتركة بين سكانه وتقدمهم الديموقراطي". لكن وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي رفضوا دعوة روغوفا التي حض فيها العالم "على الاعتراف بأراضي كوسوفو دولة مستقلة على الفور". وأفادت وزيرة الخارجية النمسوية بنيتا فيريرو لدى وصولها الى بروكسيل امس لحضور اجتماع وزراء الدول الأعضاء في الاتحاد ان "هذه الانتخابات لم تكن ابداً لإعلان استقلال كوسوفو". وقالت ان روغوفا "يعلم تماماً ان المجتمع الدولي ضد الاستقلال، لكنهم متمسكون بهذه الفكرة. علينا درس ما يمكن ان يكون حلاً، لكنني لا أؤيد الاستقلال بهذه الطريقة". وأكد منسق الشؤون الأمنية والخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا "ضرورة ان يلتزم الزعماء الألبان في كوسوفو بقرار مجلس الأمن" الذي ينص على منح الإقليم حكماً ذاتياً واسعاً على أن يبقى داخل الاتحاد اليوغوسلافي. وأشار ديبلوماسيون من الاتحاد الأوروبي الى أن المجتمع الدولي "سيوضح لروغوفا انه لن يسمح للبرلمان بإعلان الاستقلال او اتخاذ خطوات استفزازية". وأضافوا: "مشكلة روغوفا انه يتحدث بلغتين... واحدة للاستهلاك المحلي، والثانية للمجتمع الدولي". وقال هؤلاء الديبلوماسيون: "سنوضح لروغوفا ان عليه التأكد ألا يكون اول اجراء للبرلمان هو اعلان الاستقلال". الى ذلك، اوضح رئيس الإدارة المدنية الدولية لكوسوفو هانز هاكيروب، انه "لن يسمح للبرلمان المنتخب بالتصويت على قضايا تخص الاستقلال". وأضاف في تصريح نشرته صحيفة "بوليتيكا" الصادرة في بلغراد "ان من حق سكان كوسوفو، ومنهم روغوفا، ان يعبروا عن آرائهم ومواقفهم بكل حرية، لكنهم واقعياً غير قادرين على اتخاذ اجراءات تتعارض مع قرارات المجتمع الدولي". ومعلوم ان الاستقلال هو هدف ألباني أُقرّ في استفتاء شعبي في كوسوفو من طرف واحد الألباني عام 1991، وليس من حق اي ألباني التخلي عن ذلك إلا باستفتاء شعبي جديد، وهو السبب الذي يفرض على روغوفا التعبير عن هذا الموقف في تصريحاته، على رغم علمه ان الاستقلال لن يتحقق دولياً، على الأقل، في المستقبل المنظور. وكان روغوفا انتخب مرتين "رئيساً لجمهورية كوسوفو" عامي 1992 و1998 بشكل رمزي، بناء على "استفتاء الاستقلال" من قبل الألبان فقط.