سيطر الهدوء الحذر على الجنوب اللبناني بعد تدخل القوات الدولية العاملة في المنطقة لوقف التدهور الذي سجل عصر اول من امس، نتيجة عملية للمقاومة الاسلامية الجناح العسكري لپ"حزب الله" في مزارع شبعا المحتلة ورد اسرائيل بغارات على الجانب اللبناني، وكل ذلك على خلفية مقتل راع لبناني برصاص اسرائيلي، ولم يكن الضحية تجاوز الخط الأزرق. واعتبر الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان غير بيدرسون ان ما حصل اول من امس،"يشكل خرقاً خطيراً للخط الازرق ويأتي في وقت دقيق للبنان". ودعا الحكومة اللبنانية"الى تأكيد بسط سلطتها في الجنوب وممارسة السيطرة بشكل حصري على استعمال القوة انطلاقاً من اراضيها وفقاً للقرار الدولي الرقم 1655". وفيما تسلم بيدرسون شكوى لبنانية الى مجلس الامن ضد اسرائيل في شأن قتل الراعي ابراهيم رحيل، قدمت اسرائيل بدورها شكوى الى الأممالمتحدة ضد لبنان"بسبب هجوم"حزب الله"على شمال اسرائيل". وذكرت الاذاعة الاسرائيلية العامة امس، عن مصدر عسكري قوله:"ان"حزب الله"اطلق نحو 40 قذيفة هاون وصواريخ كاتيوشا في اتجاه مواقع للجيش الاسرائيلي في منطقة مزارع شبعا". وذكر المصدر"ان الحدود الشمالية لاسرائيل مع لبنان هادئة صباح امس". وقال بيدرسون بعد لقائه امس، وزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ انه طلب"من جميع الافرقاء احترام الخط الازرق"، لافتاً الى"ان أي خرق لهذا الخط لا يبرر خرقاً مقابلاً"، ومعتبراً ان"الوقت وقت التزام الهدوء، لذلك سجلنا قلقنا الكبير لخرق"حزب الله"الخط الازرق ونعتقد بأن ما حصل يشكل خرقاً جديداً له". وأشار الى"ان الاتصالات التي اجرتها القوة الدولية أدت الى وقف لاطلاق النار بعد ساعتين من بدئه". وقال:"اعتقد بأن علينا جميعاً ان نشكر"يونيفيل"على هذا". وكانت الغارات الجوية الاسرائيلية والقصف المدفعي لمناطق حدودية جنوبية ادت الى اصابة المواطنة غريس جبور في مزرع سردا والعمرا وتضرر عدد من المنازل والسيارات. وأجرى امس، فريق من الكتيبة الهندية العاملة في اطار القوات الدولية كشفاً على الاضرار، فيما سيرت القوة الامنية اللبنانية المشتركة دوريات لها على طول الحدود ووضعت حواجز ثابتة وأخضعت السيارات الى التفتيش. وكان وفد من"المقاومة الاسلامية"بقيادة مسؤول منطقة الجنوب في"حزب الله"الشيخ نبيل قاووق قدم التعازي لعائلة رحيل في بلدة شبعا. وقال قاووق:"من شبعا وعلى مقربة من مواقع العدو الصهيوني تؤكد المقاومة انها درع لكل الوطن والسيادة اللبنانية، والمقاومة اكدت بردها ان مهما كانت المتغيرات والمستجدات والانقسامات الداخلية لا تسامح مع العدو، وأي انتهاك اسرائيلي هو خط احمر والمقاومة تتمسك بكامل حقها بأن تلجأ الى كل ما من شأنه ان يردع العدو مهما كانت ردود الفعل الدولية وموقف الادارة الاميركية المنحازة لاسرائيل". وشدد على وجوب"ان يبقى الاسرائيليون خائفين من مفاجآتنا". واعتبر ان رد المقاومة"ليس في حاجة الى قرار او إذن من احد بل ان الذين يسكتون عن هذه الجرائم هم بحاجة الى تبرير وتوضيح موقفهم". وفد أميركي يلتقي صلوخ وكان صلوخ التقى رئيس واعضاء مجلس المصلحة القومية في الولاياتالمتحدة الذي يجول في المنطقة. وقال رئيسه اوجين بيرد:"أنا ممتن لصدق الوزير صلوخ والسهولة في انتقاد السياسة الاميركية عندما يكون ذلك ضرورياً من دون ان يعني ذلك انتقاداً وسنحمل مداخلته وننشرها في مبنى الكونغرس وفي اجتماعاتنا مع اعضاء الكونغرس الخميس المقبل حيث ستكون لنا جلسة لاطلاع الشعب الاميركي على ما تعلمناه عن"حماس"وپ"حزب الله"والعلاقات اللبنانية - السورية وأهمية ان تتحاور الولاياتالمتحدة معهم بدلاً من ان تملي عليهم".