أعرب الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في جنوبلبنان رولف كنوتسن عن دهشته "لقوة ردود الفعل" التي صدرت في لبنان على تصريحه الذي اعتبر فيه عملية "حزب الله" في مزارع شبعا خرقاً للخط الأزرق ما أوحى "ان تصريحي شكّل تعدياً على سيادة لبنان"، مكرراً التوضيح "ان مزارع شبعا تقع في منطقة تم احتلالها سنة 1967 وهي بالتالي تنضوي تحت قراري مجلس الأمن 242و338". وقال كنوتسن بعد لقائه، أمس، وزير الخارجية اللبناني محمود حمود ان وجهات النظر "كانت متطابقة لجهة ضرورة عمل الأممالمتحدةولبنان سوية لدعم الظروف الملائمة للسلم والأمن". وأضاف: "كنت أعربت عن قلقي تجاه الحادث الذي جرى في منطقة مزارع شبعا ومثلما قلت كان خرقاً خطيراً لخط الانسحاب، وأنا متأكد انكم ستدركون أني بوصفي الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة لا يمكن لي أن اغض النظر عن أي خروق لخط الانسحاب، وتصريحي لم يكن أول تعبير عام عن القلق تجاه الخروق مهما كان الطرف الذي يقف وراءها على جانبي الخط" مذكراً بتصريحه السابق المتعلق بخروق إسرائيل للأجواء اللبنانية. وشدد على أن تقرير الأمين العام للأمم المتحدة عن الخط الأزرق يؤكد "ان اعتماده هو لفرض تأكيد الانسحاب الإسرائيلي من جنوبلبنان طبقاً للقرار 425 من دون ان يخل بأي اتفاق حدود معترف به دولياً يمكن ان تبرمه لبنان والجمهورية العربية السورية في المستقبل". وتابع: "مثلما قلت الجمعة الماضي، فإن الأطراف تعهدت الاحترام التام لخط الانسحاب تنفيذاً للقرار 425 ولا ضرورة للقول إن هذا التعهد يلزم الطرفين بعدم السماح لأي أعمال عنف أو عدوانية عبر خط الانسحاب". من جهته، أكد السفير الأميركي في لبنان ديفيد ساترفليد "أن على الجميع احترام الخط الذي رسمته الأممالمتحدة واحترام الحاجة الى الأمن والاستقرار والسلام في الجنوب هذا مهم جداً. وآمل ان يفعل الجميع كل ما في وسعهم لتأكيد عدم حصول المزيد من الاستفزازات والتصعيد". وكان ساترفيلد التقى أمس وزير العدل سمير الجسر الذي بحث معه في تطوير الجهاز القضائي. وقال رداً على سؤال عن تفسير تصريحه الأخير عقب عملية مزارع شبعا على انه يتضمن تهديداً الى لبنان: "ان احداً لم يطلق أو ينقل تهديدات. نحن وآخرون في المجموعة الدولية نحاول الاشارة الى نقطة معينة. وهي ان من مصلحة كل الفرقاء والمعنيين وقف الأعمال الاستفزازية، ونحن نأسف بشدة عندما يصاب أي كان بأذى". وأشار الوزير الجسر من جهته الى "أن الجانب الأميركي شكا من تضرر مصالح شركات أميركية في موضوع قانون حماية الملكية وبعض القرصنة مثل البث التلفزيوني وغيره". وعن تسلم أسماء سجناء لبنانيين أفرج أو سيفرج عنهم من السجون السورية بين من شملهم العفو قال الجسر: "لم نتبلغ شيئاً رسمياً بعد". من جهته، أكد مسؤول "حزب الله" في الجنوب الشيخ نبيل قاووق ان عملية السماقة مزارع شبعا لن تكون الأخيرة وأن المعركة مع اسرائيل لم تنته وطالما هناك أراض محتلة وأسرى في سجون العدو فإن معركتنا مستمرة. وكانت الطائرات الحربية الإسرائيلية خرقت مجدداً الأجواء اللبنانية أمس وحلقت فوق الجنوب والبقاع الغربي وصولاً الى بيروت. في وقت اصيب مدني لبناني بجروح في انفجار لغم إسرائيلي في حقل محاذٍ للمنطقة الحدودية التي كانت محتلة. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن لجنة دعم المعتقلين اللبنانيين في سورية والمنفيين سوليدا انتقادها بشدة "لامبالاة السلطات اللبنانية في التعاطي مع مسألة الافراج عن لبنانيين من السجون السورية اذ لم تقم حتى الآن بإصدار لوائح اسمية باللبنانيين المفرج عنهم ولا بأماكن وجودهم أو أماكن تسلمهم من قبل الأهل".