سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فرنسا اعتبرت العملية الاسرائيلية "خرقاً للقانون الدولي" وأنان عبر عن قلق الأمم المتحدة من الانتهاكات والرد عليها التوتر بين "حزب الله" واسرائيل ينحسر الى ساحته التقليدية
انتقل التوتر العسكري في جنوبلبنان بين اسرائيل و"حزب الله" الى منطقة مزارع شبعا أمس، بعد التصعيد الذي شهده الخط الازرق في شكل غير مسبوق اول من امس، وأدى الى مقتل جنديين اسرائيليين وسقوط مقاتل من الحزب، متخطياً منطقة المزارع التي هي منطقة التوتر التقليدية منذ العام 2000. وسقطت اربع قذائف اسرائيلية في منطقة قريبة من مزارع شبعا المحتلة امس من دون ان تتسبب بأضرار. وأوحى حصر التوتر مجدداً بمنطقة المزارع، بأن الاطراف المعنية تتجه الى اعتماد سياسة "ضبط النفس" التي كانت الولاياتالمتحدة الاميركية دعت اليها ليل الثلثاء في تصريح للناطق باسم الخارجية ريتشارد باوتشر الذي اوضح انه "لم تتوافر ادلة تدين اسرائيل" في عملية اغتيال القيادي البارز في "حزب الله" غالب عوالي يوم الاثنين الماضي التي اتهم الحزب الدولة العبرية بتنفيذها. الى ذلك، وصف الأمين العام للأمم المتحدة، كوفي أنان، الحال في جنوبلبنان خلال الستة اشهر الماضية بأنها كانت "زاخرة بالتناقضات". وقال: "ان خطر تصاعد اعمال العنف لا يزال كبيراً وقد يؤدي الى دخول الاطراف في صراع"، وان "لا يمكن لأي من الجانبين ان يتجاهل المخاطر التي تترتب على تجاهل الالتزامات" بموجب قرارات مجلس الامن. وقدم انان تقريره الى مجلس الامن عن قوة الأممالمتحدة الموقتة في الجنوب. وقال فيه: "لا يزال استمرار اسرائيل في انتهاكاتها الجوية الاستفزازية غير المبررة على سيادة الاراضي اللبنانية امراً يدعو الى القلق البالغ. كما ان قيام "حزب الله" بالرد بطلقات نارية من المدافع المضادة للطائرات عبر الخط الازرق يشكل تهديداً مباشراً لحياة البشر". وقال: "ان انتهاكاً للخط الازرق لا يمكن ان يبرر انتهاكاً آخر". ودعا انان الحكومة اللبنانية الى "بذل المزيد من الجهود للحفاظ على الهدوء ووقف ارتكاب انتهاكات الخط الازرق، وبخاصة انتهاك وقف اطلاق النار". وكرر دعوة مجلس الامن الى ان تقوم الحكومة اللبنانية "بمواصلة بذل الجهود لضمان اعادة بسط سلطاتها الفعلية على ارجاء الجنوب كلها، بما في ذلك نشر القوات المسلحة اللبنانية، وبذل قصارى جهدها لكفالة الهدوء". وحث الحكومة على بسط سيطرتها بقوة في كامل اراضيها. وأدان الناطق الرسمي باسم الخارجية الفرنسية هيرفي لادسوس "العملية العسكرية الاسرائيلية التي استهدفت الأراضي اللبنانية والتي تمثل خرقاً للقانون الدولي"، كما أدان قصف "حزب الله" على الجيش الاسرائيلي. وبعث مندوب لبنان السفير سامي قرنفل رسالة الى كل من الأمين العام ورئيس مجلس الأمن في شأن اعتداءات اسرائيل الجوية الاخيرة. وقال: "في ظل هذه الانتهاكات ومع ارتفاع وتيرة التهديدات الاسرائيلية ضد لبنان وسلامة ارضه وأبنائه، يطالب لبنان مجلس الامن بردع اسرائيل وثنيها عن هذه الاعمال الخطيرة التي تشكل تهديداً للأمن والسلم الدوليين وتتحمل اسرائيل كامل مسؤولياتها وما قد ينتج عنها من عواقب". وأكد الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في جنوبلبنان ستافان دي ميستورا "قلق الأممالمتحدة الجدي تجاه التحول السلبي للأحداث خلال اليومين الأخيرين مما ادى الى رفع درجة التوتر على طول الخط الازرق وفي لبنان عموماً". وقال: "ان نحو 48 ساعة مضت على تزايد التوتر وهناك عدد من الانتهاكات التي حصلت خلال هذا الوقت"، داعياً كل الاطراف الى ممارسة اقصى درجات ضبط النفس لاستعادة الهدوء والتقيد بالالتزامات لتحقيق هذا الهدوء. وكان قائد المنطقة الشمالية في الجيش الاسرائيلي الجنرال غابي بني غينز وجه تحذيراً ل"حزب الله" ولبنان وسورية وايران، معتبراً ان الحزب يشكل قنبلة موقوتة ستنفجر في النهاية. وبقي الجيش الاسرائيلي في حال تأهب على الحدود في ظل غياب الدوريات مقابل استنفار المقاومة التي كثفت من مراقبتها للجانب الآخر من الحدود. وشيع "حزب الله" امس، شهيده حسن مصطفى غريّب الذي سقط في مواجهات اول من امس، في بلدته طير حرفا وسط هتافات منددة باسرائيل ومؤكدة خيار المقاومة. وقال مسؤول منطقة الجنوب في الحزب الشيخ نبيل قاووق: "عندما تريد اسرائيل ان تهدد أمننا وتقتل كوادرنا فإننا في الحزب لن نستجدي أمننا وحماية كوادرنا من احد، وانما ننتزع أمننا من فوهات مجاهدي المقاومة الاسلامية". معتبراً "ان اسرائيل تعيش مرارة الهزيمة فتتحين الفرص لتغيير المعادلة وتحقق مكاسب وفاتها انها في مواجهة "حزب الله" لم تحقق اي انتصارات". مجلس التعاون الخليجي يدين العدوان ودانت الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي "العدوان الاسرائيلي الغاشم على الاراضي اللبنانية الذي يستهدف ترويع الآمنين وتوسيع دائرة العنف التي تنتهجها اسرائيل ضد لبنان والتي تعيد المنطقة الى اجواء التوتر والتصعيد غير المبرر". وأكدت الأمانة العامة في بيان امس "ان الاعتداءات الاخيرة التي تعرضت لها الاراضي اللبنانية تمثل تجاوزاً وانتهاكاً لكل الاعراف والمواثيق الدولية، واعتداء سافراً على دولة عضو في الأممالمتحدة". وأيدت الخطوات التي تتخذها الحكومة اللبنانية في هذا المجال بما في ذلك تقديم شكوى ضد الحكومة الاسرائيلية الى مجلس الأمن. ودعت المجتمع الدولي ومجلس الأمن على وجه الخصوص الى الضغط على الحكومة الاسرائيلية، لوقف اعتداءاتها المتكررة على لبنان والجوار".