} شهدت مزارع شبعا المحتلة والمنطقة المحيطة بها في جنوبلبنان أمس هدوءاً حذراً، بعد توتر ميداني الليل قبل الفائت تخلله قصف اسرائيلي وغارات وعمليات عسكرية نفذها "حزب الله". وتحركت الاتصالات سياسياً وديبلوماسياً في لبنان وإسرائىل، وبخاصة من جانب ممثلي الأمين العام للأمم المتحدة فيهما، بإيعاز من نيويورك نظراً الى "خطورة الوضع". بيروت - "الحياة"، أ ف ب - شدد وزير الخارجية اللبناني محمود حمود خلال لقائه ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في جنوبلبنان ستافان دي ميستورا، على "ضرورة ان تعمل الأممالمتحدة وكل الجهات المعنية بالهدوء والاستقرار في المنطقة، على وقف الخروق والاعتداءات الاسرائيلية البرية والبحرية والجوية التي بلغت في الأشهر الثلاثة الأخيرة 194". وأبلغ حمود دي ميستورا ان "البيان الذي يصدره مع كل خرق غير كاف". وقال دي ميستورا انه زار حمود "بناء على طلب من نيويورك"، وعبّر له عن "قلق الأممالمتحدة الخطير في شأن الحوادث التي وقعت أول من أمس وكانت موضع درس بتفاصيلها وتوقيتها". وأشار الى انه لفت نظر حمود الى ان "الحال الأقليمية المتشنجة والهشّة والخطيرة لا تسمح بمثل هذه الحوادث. صحيح انه لم ينتج منها ضحايا لحسن الحظ، لكن الهجمات كانت عنيفة من الطرفين". واعتبر ان "خرق الخط الأزرق من جانب لا يبرر خرقاً من الجانب الآخر، وهذا ما جعل الممثل الشخصي للأمين العام في اسرائيل تيري رود لارسن وزملاء آخرين يجرون اتصالات طارئة وعاجلة مع اسرائىل كي لا تقوم بعمليات لاحقة كالتي قامت بها أول من أمس لأن الحال هشّة ودقيقة جداً"، موضحاً ان مجلس الأمن الذي سيعقد قبل نهاية كانون الثاني يناير الجاري للتجديد للقوات الدولية العاملة في جنوبلبنان "قد يأخذ في الاعتبار ما حصل، وسيكرر موقفه الواضح والحازم من قضية مزارع شبعا". وفي المواقف الاسرائيلية، اتهم وزير الخارجية شيمون بيريز، إيران ب"الوقوف" وراء عملية "حزب الله" الذي "بادر الى مهاجمة موقعنا". وقال: "ان الحزب تلقى أمراً من الحكومة الإيرانية بذلك"، معبتراً ان "الحكومة اللبنانية غير قادرة على ضبط تحركات قواته". وقال وزير الدفاع الاسرائىلي بنيامين بن اليعيزر ان "حزب الله" يحافظ على الهدوء "بسبب قيام سورية بمنعه عن الحركة، لكن فجأة تحرك، ربما لأن سورية تشعر بحرية أكبر أو لأن الحزب أراد اختبار الرد الأميركي". وتوقع في حديث الى الاذاعة الاسرائيلية "رداً ملائماً ليس بالضرورة بإطلاق النار". وأضاف ان "الولاياتالمتحدة تريد وقف "حزب الله" وسورية عند حدهما". وقال: "يمكن "حزب الله" ان يشعل ناراً ليس فقط على الحدود الشمالية لإسرائىل، بل حرباً اقليمية". واعتبر "انه لا يمكنه شن هجوم إلا بموافقة سورية وبإيعاز ودعم ايرانيين". وذكرت مصادر عسكرية اسرائىلية ان "اسرائىل لا تنوي الانجرار وراء "حزب الله"، على رغم حساسية الأوضاع في المناطق الشمالية التي قد تؤدي الى تدهور في المنطقة بأسرها". وأكدت ان "الحزب يدرك المعارضة داخل المجتمع اللبناني لاستئناف العمليات العسكرية"، معتبرة "انه لا ينوي القيام مرة أخرى بمثل هذه العمليات وقد تكون هذه العملية بمثابة اختبار لاسرائىل". وفي الوضع الميداني ساد أمس هدوء حذر في مناطق كفرشوبا وشبعا والعرقوب، بعدما لحقت أضرار جراء القصف ببعض المنازل، أعد عناصر مخفر شبعا تقريراً بها. وسيّرت القوات الدولية دوريات كثيفة، في حين تفقد قائدها العام الجنرال لوليت تيواري منطقة الغجر حيث التقى قياديين في "حزب الله" وبحث معهم في الوضع الميداني. وذكرت مصادر في القوات الدولية، ان الجنرال تيواري زار المنطقة بعدما استغرب تعرض محيط البلدة للقصف "لأنها خارج نطاق مزارع شبعا". وفي المقابل، خلت شوارع مستوطنتي المطلة والمنارة الإسرائيليتين من التحركات المدنية، واقتصرت الحركة على دوريات كثيفة للجيش. وكذلك خرقت طائرات حربية اسرائيلية حرمة الأجواء اللبنانية محلّقة فوق مناطق مرجعيون وحاصبيا والخيام وإقليم التفاح. واعتبرت "هيئة ابناء العرقوب" ان "الوجود الصهيوني في مزارع شبعا، احتلال"، مؤكدة "حق المقاومة باستعادتها".