قتل أربعة مدنيين في ساحل العاج أمس، في اشتباك بين قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة ومحتجين مناهضين للمنظمة الدولية، ما اضطر قوات السلام إلى إخلاء قاعدتين غرب البلاد، حسبما أكد ضابط في الجيش العاجي. جاء ذلك في وقت شلت تظاهرات المحتجين وهم أنصار للرئيس لوران غباغبو ابيدجان العاصمة الاقتصادية للبلاد، لليوم الثالث على التوالي أمس. وأقام المتظاهرون حواجز في معظم الأحياء، ما جعل السير فيها مستحيلا. ويحتج مناهضو القوات الدولية على قرار مجموعة العمل الدولية بعدم تمديد ولاية الجمعية الوطنية، الأمر الذي اعتبروه"مساساً بالسيادة الوطنية". وخلا حي بلاتو الذي يضم الإدارات والشركات من المارة كلياً، في حين أقام"شبان وطنيون"من أنصار غباغبو حواجز كثيرة في الطرق المؤدية إلى السفارة الفرنسية حيث يواصل المئات اعتصاماً منذ مساء الاثنين، ويبثون موسيقى صاخبة ويرقصون ويغنون. وأفاد الضابط العاجي أن"أحداث الشغب مستمرة"في إطار الاشتباكات بين القوات الدولية والمناهضين لها، مشيراً إلى أن قوات حفظ السلام انسحبت من بلدتي جويغلو ودويكوي في الغرب. وتسيطر حكومة غباغبو على جنوب البلاد، فيما يبسط متمردون مناهضون لها سيطرتهم على الشطر الشمالي للبلاد المقسمة منذ الحرب الأهلية عام 2003. وهاجم مئات المتظاهرين قواعد وسيارات للامم المتحدة. وأوقف شبان السيارات وفتشوها وفحصوا بطاقات الهوية عند حواجز أقاموها في أنحاء ابيدجان. واختفت وسائل النقل العام في أجزاء عديدة من المدينة. وتجمع نحو 300 محتج أمام مقر قيادة القوات الدولية التي أطلقت عناصرها أعيرة تحذيرية وقنابل غاز مسيل للدموع لمنع المتظاهرين من اقتحام المقر. كما تظاهرت مجموعة صغيرة من المحتجين خارج القاعدة العسكرية الفرنسية جنوبالمدينة. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان سلطات ساحل العاج الى وقف ما اسماه"العنف المنظم ضد الأممالمتحدة"التي تسعى الى تنفيذ خطة سلام تأجلت طويلا. وقال الجنرال هنري بونتيغا رئيس أركان الجيش الفرنسي، ان على المجتمع الدولي ان يفرض عقوبات على ساحل العاج في أعقاب الاحتجاجات.