أبيدجان، باريس، واشنطن - أ ف ب، رويترز - دعا رئيس ساحل العاج المعترف به دولياً الحسن وترة، في كلمة رسمية أولى وجهها الى الأمة منذ بدء معركة أبيدجان، الى المصالحة الوطنية، معلناً فرض حصار على خصمه الرئيس المنتهية ولايته لوران غباغبو الذي لا يزال يرفض الاستسلام. وقال في كلمته المتلفزة: «فرضنا حصاراً حول محيط المقر الرئاسي، حيث تحصن غباغبو مع أسلحة ثقيلة ومرتزقة»، موضحاً أن الهدف هو ضمان أمن سكان حي بلاتو الذي يضم المقر الرئاسي من أبيدجان، حيث صدّ أنصار غباغبو المدججين بالسلاح الأربعاء هجوماً لقوات وترة التي باتت تسيطر على مجمل أنحاء البلاد. وأمل وترة بإعادة الهدوء والأمن الى أبيدجان التي تعاني من انقطاع المياه والكهرباء وتراجع مخزون المواد الغذائية بسرعة، وانهيار النظام الصحي وانتشار عمليات النهب، فيما تنتشر الجثث في الشوارع. وأشار الى أنه طالب قادة قواته باتخاذ كل التدابير لضمان حفظ النظام وأمن الممتلكات، وحرية التنقل في البلاد. وأعلن تخفيف منع التجول في أبيدجان بدءاً من أمس، للسماح بعودة الوضع تدريجياً الى طبيعته، داعياً الى «استئناف النشاط الاقتصادي» في الدولة الأولى المصدرة للكاكاو في العالم. ودعا الاتحاد الأوروبي الى رفع العقوبات التي فرضها على مرفأي أبيدجان وسان بدرو وعلى بعض الهيئات العامة في عهد نظام غباغبو. كما طالب البنك المركزي لدول غرب أفريقيا بإعادة فتح فروعه في ساحل العاج لضمان استئناف العمليات في كل البنوك لتيسير دفع الرواتب والمتأخرات في أقصر وقت». وتعهد وترة إلقاء الضوء على كل المجازر والجرائم التي حصلت في الأسبوعين الأخيرين ومعاقبة مرتكبيها، مطالباً قواته المتهمة بقتل مئات خلال زحفها من الشمال خصوصاً في مدينة دويكوي (غرب)، أن تتحلى بسلوك نموذجي وتمتنع عن ارتكاب جرائم وأعمال عنف ونهب ضد السكان. وأكد أن ساحل العاج واحدة غير قابلة للتقسيم، متعهداً أن يكون رئيساً لجميع العاجيين مسلمين أو مسيحيين أو من أي ديانة أخرى، وهو ما طالب به وزير الخارجية الفرنسي الآن جوبيه قبل أيام. تزامن ذلك مع إعلان روبرت كلوفيل، الناطق باسم المفوضية العليا لحقوق الإنسان في الأممالمتحدة بجنيف، عثور عاملين في المنظمة الدولية بساحل العاج على حوالى 100 جثة في الساعات ال24 الأخيرة في مناطق جويليو ودويكوي وبلولكوين (غرب)، بعضها محترق حتى الموت وأخرى ملقاة في بئر. ووزع برنامج الغذاء العالمي مساعدات تكفي لمدة ستة أيام في دويكوي، حيث لجأ آلاف النازحين من المعارك الى مقر إرسالية كاثوليكية، وينوي تكرار الأمر في دانانيه (غرب) وبواكيه وبونا وكورهوغو (شمال) وتييبيسو (وسط). وأطلق البرنامج مع وكالات أخرى نداءً لفتح ممرات إنسانية في ساحل العاج، تسمح بالوصول الى آلاف الأشخاص المحاصرين بسبب أعمال العنف. وفي واشنطن، استعرضت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ومع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الجهود الدولية المبذولة لدعم الشعب العاجي، وإرغام غباغبو على الاستسلام. وهما شددا على ضرورة تجاوب الأسرة الدولية بسخاء مع تزايد الحاجات الإنسانية في هذا البلد. وندد المسؤولان «بهجمات غير مقبولة» على بعثة الأممالمتحدة في ساحل العاج.