هاجم موالون للرئيس العاجي لوران غباغبو السفارة الفرنسية وقاعدة تابعة للجيش الفرنسي في أبيدجان أمس، خلال تظاهرة شارك فيها الآلاف منهم احتجاجاً على اتفاق سلام قالوا إن باريس فرضته على حكومتهم. ويقضي الاتفاق بمنح المتمردين حقيبتي الدفاع والداخلية في حكومة الوحدة الوطنية المنبثقة عن الاتفاق. واستخدم جنود فرنسيون غازات مسيلة للدموع وأطلقوا أعيرة نارية في الهواء لإبعاد المتظاهرين عن قاعدتهم العسكرية في أبيدجان وعن السفارة الفرنسية، فيما ناشد غباغبو أنصاره التزام الهدوء من باريس حيث اجتمع مع زعماء غرب أفريقيا لمناقشة إعادة بناء البلاد. وأشعل محتجون النيران في مدرسة فرنسية وحطموا مركزاً ثقافياً فرنسياً. وهاجموا ونهبوا العديد من المصالح التي يملكها فرنسيون او مهاجرون أفارقة متهمون بمساعدة المتمردين الذين يسيطرون على نصف البلاد تقريباً. كما أشعل المحتجون النار في سفارة بوركينا فاسو المجاورة الأمر الذي يرجح أن يزيد سوء العلاقات بين البلدين. وفي ما بدا تأييداً لموقف المحتجين، أعلنت هيئة أركان القوات النظامية في ساحل العاج أن "بعض النقاط في اتفاقات ماركوسيس تشكل بطبيعتها إذلالاً لقوات الامن والدفاع وكذلك للدولة والشعب العاجيين". وجاء في بيان حمل توقيع الناطق باسم هيئة الأركان الليوتنانت كولونيل جول ياو ياو أن "قوات الدفاع والأمن في ساحل العاج وكذلك المؤسسة الشرعية والنظامية للجمهورية"، تلحظ إثر اتفاقات ماركوسيس أن "مفاوضات لومي ضمت قوات الدفاع والأمن بينما لم تدع إلى ماركوسيس". ولكن البيان تضمن دعوة إلى التزام الهدوء إثر اندلاع التظاهرات المناهضة لفرنسا التي شلت أبيدجان منذ مساء أول من أمس، احتجاجاً على اتفاقات ماركوسيس. وكان غباغبو وافق على اقتسام السلطة مع الأحزاب السياسية المنافسة وقادة المتمردين وعين سيدو ديارا الذي ترجع أصوله إلى الشمال المسلم المتمرد، رئيساً جديداً للوزراء ليترأس "حكومة مصالحة وطنية". وزاد من حدة الاحتجاجات إشاعة المتمردين أن وزارتي الدفاع والداخلية عرضتا عليهم. وناشد غباغبو في بيان تلي أثناء قمة زعماء غرب أفريقيا "كل سكان ساحل العاج الهدوء والعودة إلى منازلهم وانتظار عودتي". وأضاف أنه سيعود "بمجرد انتهاء القمة" لإلقاء كلمة. واستطرد "حضرنا إلى باريس سعياً وراء السلام، اعتقد بأننا نسير في الطريق الصحيح لإحلال السلام". تأييد أفريقي للسلام وأيدت قمة رؤساء الدول الأفريقية في باريس رسمياً أمس، اتفاق المصالحة في ساحل العاج، بحسب ما أشار البيان الصادر عنها. وجاء في نص البيان الختامي الذي وزع على الصحافيين إثر انتهاء أعمال القمة التي استمرت يومين، أن القمة "تؤيد الاتفاق الموقع في ماركوسيس والذي يكرس المصالحة الوطنية ويفتح الطريق أمام عودة السلام إلى ساحل العاج بهدف احترام الشرعية الدستورية". وشدد رؤساء الدول الأفارقة على "ضرورة تطبيق التدابير المتفق عليها ضمن مهل سريعة". وطلبوا "في شكل خاص أن تلتزم حكومة الوحدة الوطنية فوراً بوضع برنامج لتطبيق التدابير التي ينص عليها الاتفاق موضع التنفيذ". كما طالبوا ب"إنشاء فوري للجنة متابعة في أبيدجان" لمتابعة تنفيذ الاتفاقات. ... ودعم أوروبي وقال رئيس المفوضية الأوروبية رومانو برودي في باريس أمس، أن الاتحاد الأوروبي سيقدم معونة تصل إلى 400 مليون يورو .4432 مليون دولار إلى ساحل العاج على مدى السنوات الخمس المقبلة. وجاء في نص الكلمة التي ألقاها أمام قمة زعماء غرب أفريقيا أن "المفوضية الأوروبية مستعدة لحشد كل الموارد اللازمة لساحل العاج لاستعادة استقرارها والتنمية الاقتصادية" فيها.