رجحت وثائق رسمية في لاهاي أمس، أن تكون ثماني طائرات استخدمتها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية سي آي أي لنقل مشبوهين بالإرهاب وتوقفت في هولندا. واستندت صحيفة"ان آر سي هاندلسبلاد"الهولندية التي أوردت النبأ في معلوماتها، إلى لائحة من عشر طائرات تشتبه المنظمة الأميركية المدافعة عن حقوق الإنسان"هيومن رايتس ووتش"في أنها نقلت معتقلين لحساب وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية. ونقلت الصحيفة عن وثائق حصلت عليها من وزارة النقل الهولندية بفضل قانون يتعلق بحرية الوصول إلى الوثائق الإدارية:"بين 2001 و2005، توقفت ثماني طائرات واردة على هذه اللائحة في هولندا لأسباب مجهولة". وفي 13 أيلول سبتمبر 2002، نقلت طائرة من طراز"غالفستريم 4"تحمل رقم التسجيل"ان85 في أم"على ما يبدو في مطلع 2003، الإمام المصري أبو عمر الذي خطف في إيطاليا، برحلة بين مطاري واشنطن وأمستردام-سكيبول، وفقاً للصحيفة. وزاد المصدر أن طائرة"غالفستريم 3"استخدمت لنقل معتقل يدعى ماهر عرار الذي اختفى من سجن سوري، حطت في 20 تموز يوليو 2002 في سكيبول مقبلة من انفير في بلجيكا. وأكدت الصحيفة رصد طائرات أخرى"توقفت في هولندا، مراراً في أفغانستان والعراق أو في قاعدة كامب بيري"، وهو معسكر تدريب تابع ل"سي آي أي"في أميركا. وطالب البرلمان الهولندي وزير الخارجية بن بوت بتقديم توضيحات"في أسرع ما يمكن"حول هذه الرحلات. في غضون ذلك، تواجه الحكومة البريطانية ضغوطاً جديدة لفتح تحقيق مستقل في شأن الدور الذي لعبته لندن في رحلات التعذيب السرية التي أدارتها الاستخبارات الأميركية. وأفادت صحيفة"ذي إندبندنت"أن النائب توني بولدري رئيس اللجنة البرلمانية للتنمية الدولية، دعا الخارجية البريطانية إلى مطالبة واشنطن بتقديم إجابات واضحة على المزاعم المتعلقة باستخدام"سي آي أي"مطارات بريطانية"في الرحلات السرية التي نظمتها"سي آي أي". وقال:"هناك إفادات قوية من أشخاص اتهموا أميركا بنقلهم إلى الخارج للتعذيب، ومع ذلك تحجم الحكومة البريطانية عن فتح تحقيق في استخدام طائرات أميركية مطارات بريطانيا أو مجالها الجوي لنقل المشتبه فيهم". وطالب بولدري بفتح تحقيق لمعرفة طبيعة الخطوات التي اتخذتها الحكومة البريطانية لمنع تعرض المطارات البريطانية لممارسات مماثلة مستقبلاً. وفي جنيف، طالب تقرير نشرته الأممالمتحدةواشنطن بمحاكمة كل المعتقلين في قاعدة غوانتانامو سريعاً أو"الإفراج عنهم فوراً"، واتهمها بإساءة معاملتهم. وفي توصياته، أكد التقرير الواقع في 54 صفحة، أن على الولاياتالمتحدة"أن تقفل منشآت الاعتقال في غوانتانامو من دون أي تأخير إضافي"ونقل المعتقلين إلى سجون في أميركا قبل محاكمتهم. وفي انتظار ذلك، يرى التقرير أن على الحكومة الأميركية"الامتناع عن أي ممارسات تعذيب أو إساءة معاملة أو معاقبة قاسية ومهينة أو غير إنسانية"حيال هؤلاء المعتقلين".