أجمع قادة التحالف الحكومي المسيحي - الاشتراكي في ألمانيا، على مطالبة الولاياتالمتحدة بالكشف عن الرحلات السرية التي قامت بها طائرات تابعة للاستخبارات المركزية الاميركية سي آي أي في عدد من الدول الاوروبية، بينها ألمانيا ونقلت خلالها متطرفين مشتبهاً بهم الى معتقلات خاصة في دول شرق اوروبا حيث اخضعوا للتعذيب. وأعرب وزير الخارجية الالماني الجديد فرانك فالتر شتاينماير الذي يزور واشنطن غداً الثلثاء عن"قلقه"من المعلومات التي تنشر حول الموضوع. ويلتقي شتاينماير نظيرته الاميركية كوندوليزا رايس في أول لقاء بينهما، قادماً من نيويورك حيث يجتمع اليوم الاثنين مع الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان. وقال وزير الخارجية الالماني لصحيفة"بيلد أم زونتاغ"الصادرة أمس:"إن ما يقرأه المرء حالياً يعطي في الواقع سبباً لإبداء القلق". وطالب قادة من التحالف في برلين شتاينماير بمناقشة الموضوع مع المسؤولين الاميركيين. وفي وقت شدد رئيس الكتلة النيابية للاتحاد المسيحي فوكلر كاودر على ان الصداقة مع الولاياتالمتحدة تفرض ابلاغ المسؤولين فيها رفض ألمانيا واوروبا لمثل هذه الممارسات المخلة بحقوق الانسان، توقع نائبه فولفغانغ بوسباخ أن يبحث شتاينماير المسألة في واشنطن في تصريح أدلى به الى"فيلت أم زونتاغ". وقالت رئيسة حزب الخضر المعارض كلاوديا روت للصحيفة نفسها:"انتظر ان يطالب شتاينماير الكشف الكامل عن هذه الرحلات وعن عدد الاسرى ومتى تم نقلهم الى أين وكم مرة تم استخدام المانيا للهبوط فيها". وذكرت تقارير اعلامية بحسب الصحيفة اعلاه ان طائرات الاستخبارات الاميركية هبطت 80 مرة في المانيا بين 2002 و2004، خصوصاً في مطاري فرانكفورت ورامشتاين وهي تنقل بصورة غير مشروعة، اسلاميين معتقلين لاستجوابهم في معتقلات خاصة وسرية في اوروبا حيث تعرضوا فيها لاعمال تعذيب. واضافت مجلة"دير شبيغل"الصادرة امس، ان رحلات في هذا الاطار، حطت في مطار شونيغيلد في برلين ايضاً. واتهم رئيس الكتلة النيابية لحزب اليسار المعارض اوسكار لافونتين واشنطن بإخفاء الكثير من المعلومات، مشيراً الى ان"سي آي أي"قامت ب 15 رحلة جوية مموهة في اوروبا هذا العام. وطالب حكومته بعدم اعطاء الطائرات الاميركية المشبوهة اذن السماح بالهبوط في البلاد. الى ذلك، حذر رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الاوروبي المار بروك، وهو مسيحي ديموقراطي ألماني، رومانيا من نتائج تعاونها مع الاستخبارات الاميركية في هذا الصدد. وقال لصحيفة"ميركيشه الغمانية تساتيونغ"الالمانية:"اذا تأكدت المعلومات بأن بوخارست تعاونت، سيعاد فحص قرار ضمها الى الاتحاد الاوروبي عام 2007. واضاف ان"لا يمكن القبول بغوانتانامو على ارض اوروبية"كما ليس من المقبول اعتقال اشخاص من دون توجيه تهم اليهم ومحاكمتهم".