رفض الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي ضغوطاً تتعرض لها بلاده في قضية الممرضات البلغاريات الخمس والطبيب الفلسطيني الذين حكم عليهم القضاء الليبي هذا الشهر بالإعدام بعدما دانهم بنشر الفيروس المسبب للأيدز بين أكثر من 400 طفل في مستشفى بنغازي شرق في التسعينات. وقال القذافي الذي كان يتحدث في حفلة استقبال بمناسبة عيدي الميلاد والأضحى في مقره بباب العزيزية في طرابلس الليلة قبل الماضية، إن القضاء الليبي فصل في قضية الممرضات البلغاريات لكن القضية المتعلقة"بدوافع الجريمة"لم يتم التطرق اليها بعد. وتساءل:"لمصلحة من تم تنفيذ جريمة حقن أكثر من 400 طفل ليبي بهذا المرض الخبيث؟ ومن المستفيذ من هذه الجريمة؟ ومن أمر الجناة بتنفيذها؟". وزاد:"لا بد لنا أن نعرف السبب الذي دفع هؤلاء الجناة إلى ارتكاب الجريمة. هل هي المخابرات الأميركية أو الاسرائيلية أو الليبية أو الهندية أو أي جهة أخرى؟ وما هي مصلحة هذه الجهة في نشر هذا المرض بين أطفال أبرياء؟". وانتقد في شدة الحملة الإعلامية في الغرب التي تطالب ليبيا بتبرئة الممرضات الخمس والطبيب الفلسطيني. وقال:"في الوقت الذي يطالبنا فيه الغرب باحترام استقلالية القضاء وعدم التدخل في أحكامه يطلب منا أن نتدخل في حكم القضاء على الممرضات البلغاريات المدانات بارتكاب هذه الجريمة. المقايييس خربت وفسدت المعاملات بين الدول. هذه نقطة قذرة". وأشار إلى أنه لو ثبت أن العملية تمت نتيجة إهمال أو عدم انتباه او لأي سبب آخر غير متعمد فإن القانون كانت له احكام أخرى تناسب دوافع هذه الجريمة و"لكن عندما يكون العمل متعمداً فإننا نود معرفة لمصلحة من تم هذا العمل وما هي دوافعه. يجب على الممرضات أن يقلن لنا من أمرهن بتنفيذ الجريمة وما هي جنسيته". وقلل من أهمية الإعلان عن إنشاء صندوق دولي لمساعدة الأطفال المحقونين بالإيدز وعلاجهم. وقال:"هذا الصندوق لا وجود له على أرض الواقع ولم تتبرع له أي دولة أو مؤسسة بدرهم واحد". وتعرّض القذافي لقضية المواطن الليبي عبدالباسط المقرحي الذي دانه القضاء الاسكتلندي بالتورط في تفجير طائرة"بان أميركان"فوق لوكربي في الثمانينات وحكم عليه بالسجن المؤبد. وقال:"هذا الحكم مطعون فيه من قبل أكثر من مؤسسة قانونية دولية، وهذا يعني أن الحكم باطل وأن عبدالباسط رهينة سياسية لأن الحكم سياسي وليس قضائياً. وهناك شهود يثبتون ان القضاة تعرضوا لضغوط سياسية أجبرتهم على اصدار هذا الحكم الباطل، وعلى رغم ذلك لم يتقدم أحد من أوروبا يطالب بتبرئة المقرحي، فيما ترتفع أصوات الحكومات الأوروبية مطالبة ليبيا بالافراج عن ممرضات ثبت قضائياً تورطهن في جريمة ضد أطفال أبرياء". وتوفيت أ ف ب، رويترز أمس فتاة كانت من بين الأطفال المصابين بالأيدز في بنغازي. وأعلن جمعة المشري وهو ضابط حوكم سابقاً بتهمة تعذيب الممرضات البلغاريات أن"مهى شمس وهي فلسطينية عمرها 16 سنة توفيت اليوم السبت من مرض الأيدز في بنغازي شمال ليبيا بعدما كانت تعالج في ايطاليا". وتوفي شقيقها قبل سنة ونصف بمرض الأيدز أيضاً.