استقبلت طرابلس الرئيس البلغاري جورجي بروفانوف الذي بدأ مساء الجمعة زيارة عمل لليبيا تدوم يومين، استقبالاً رسمياً لا يقل في مستواه عن استقبال أي رئيس دولة يزور الجماهيرية. لكنها استقبلته أيضاً استقبالاً شعبياً خاصاً يعبّر عن الرفض الكامل مسبقاً لما جاء من أجله، وتحديداً موضوع الممرضات البلغاريات المحكومات بالإعدام في قضية نقل الفيروس المسبب للإيدز الى أطفال ليبيين. وكان مقرراً ان يزور بروفانوف امس الأطفال المصابين بالإيدز في مركز طبي في مدينة بنغازي 105 كلم شرق طرابلس، ويجول في المقبرة التي ووري فيها 50 من رفاقهم. وسيعود لاحقاً إلى طرابلس حيث يتوقع أن يلتقي بالممرضات البلغاريات السجينات. واحتشد لاستقبال الرئيس البلغاري في مطار طرابلس أكثر من ألف متظاهر غالبيتهم من أسر الأطفال المصابين بفيروس الأيدز في مستشفى بنغازي قبل نحو عشر سنوات. وردد المتظاهرون بصحبة أطفالهم المصابين هتافات تطالب بتطبيق حكم العدالة بالممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني المدانين في القضية. كما طالبوا في هتافاتهم الاتحاد الاوروبي بالتزام المبادئ الانسانية والقانونية في هذه القضية والكف عن التدخل السياسي لمصلحة من دانهم القضاء الليبي. يشار الى ان خمس ممرضات بلغاريات وطبيباً فلسطينياً دينوا أمام محكمة جنايات بنغازي في هذه القضية المعروضة امام المحاكم منذ عام 1998 وأصدرت ضدهم حكماً بالاعدام، الا ان المتهمين طعنوا في الحكم. واستقبل الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي الرئيس البلغاري فور وصوله. وصرّح نائب وزير الخارجية البلغاري ايفان بيتاكوف بأنه يعتقد ان بروفانوف سيبحث في قضية الممرضات مع المسؤولين الليبيين وانه يأمل في التوصل الى حل لقضيتهن. أما أمين الاتصال الخارجي الليبي وزير الخارجية عبدالرحمن شلقم فصرّح الى الصحافة بأنه"لا يمكن أن نربط بين موضوعين. هناك مشكلة قرابة خمسين طفلاً ليبياً ماتوا، وأكثر من 400 طفل يعانون وبعضهم في ظروف صعبة. وهناك خمس ممرضات بلغاريات محكوم عليهن بالإعدام. هذه مشكلة ذات ثلاثة جوانب لا يمكن معالجة إحداها بمعزل عن البقية. الموضوع بالنسبة الينا هو موضوع قانوني. الدولة لا يمكن ولا تستطيع أن تتدخل في الناحية القانونية".