استعد الرئيس العراقي السابق صدام حسين للموت وودع اثنين من اخوته، غير الاشقاء، الخميس في لقاء نادر في السجن كما كتب رسائل الى عائلته بينما ينتظر تنفيذ حكم الاعدام فيه. وقال محامي الدفاع بديع عارف ل "رويترز" بعدما قابل صدام اخويه وطبان وسبعاوي، المحتجزين ايضاً في معسكر كوبر للجيش الاميركي قرب مطار بغداد، ان"روحه المعنوية مرتفعة ومن الواضح انه يجهز نفسه". واضاف"قال لهما انه سعيد انه سيلقى حتفه على ايدي اعدائه ويصبح شهيداً لا مجرد ان يقاسي عناء السجن كما اعطاهم رسائل الى عائلته". ومع انتظار العراقيين موعد تنفيذ اعدام صدام شنقاً اكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي امس ان"لا مراجعة ولا تأخير"فيه. ومع بقاء الاشارات متضاربة عن موعد تنفيذ الحكم، خصوصاً بعدما قال مسؤول اميركي مساء الخميس ان الحكومة العراقية أبلغت مسؤولين أميركيين بأن صدام حسين"قد يُعدم خلال الايام القليلة المقبلة"اشار الى انه سمع"أن الامر ربما يستغرق يومين آخرين". وتوقع تنفيذ الحكم ابتداء من السبت"على الارجح". وشدد على أنه سمع من مسؤولين أميركيين في بغداد أن حكم الاعدام لن ينفذ الجمعة وأنه"ربما يكون هناك يوم آخر أو نحو ذلك". وأشار الى أن الحكومة العراقية ستُبلغ المسؤولين الاميركيين بموعد تنفيذ حكم الاعدام عندما يصبح وشيكاً. وتتعارض تعليقات المسؤولين الاميركيين مع تصريحات لمسؤولين عراقيين تراجعوا في وقت سابق عن تلميحات الى أن صدام قد يُعدم في غضون شهر. وقال المسؤولون العراقيون ان"حكم الاعدام لن ينفذ خلال 30 يوماً إلا اذا أصدر مجلس الرئاسة العراقي المشكل من الرئيس جلال طالباني ونائبيه قراراً يأمر بتنفيذه على الفور وهو غير محتمل في ما يبدو". وكان المسؤول الاميركي تحدث الى الصحافة في كروفورد حيث يمضي الرئيس جورج بوش في مزرعته الايام الاخيرة من العام الجاري، ويتابع الاعداد لاستراتيجية جديدة في العراق خلال اجتماع مع كبار المسؤولين في ادارته. وتوقع المسؤول ان يؤدي اعدام صدام حسين الى اندلاع اعمال عنف جديدة. وقال إن"كل الاسباب متوافرة للقيام بأعمال عنف". ونفت وزارة العدل العراقية امس الجمعة انها تسلمت صدام من الجيش الاميركي حيث كان محتجزاً وقالت ان صدام لن يعدم قبل شهر على الاقل. وطلب من مسؤول كبير من وزارة العدل العراقية التعليق على ما أعلنه أحد محاميِّ صدام من ان الرئيس العراقي السابق سُلم للسلطة العراقية فقال ان هذا ليس صحيحاً وانه ما زال مع الاميركيين. وأضاف ان وزارته المسؤولة عن تنفيذ الاحكام لن تعدم صدام قبل 26 كانون الثاني يناير. وأكد رئيس هيئة الدفاع عن صدام حسين امس ان الجانب الاميركي طلب من محاميه تسلم"الاغراض الشخصية لصدام او تخويل أي شخص بتسلمها". وأعلنت هيئة الدفاع عن الرئيس العراقي المخلوع ان الاميركيين طلبوا منها تسلم الاغراض الشخصية لصدام، بينما أكد مسؤول في الشرطة ان اجراءات امنية مشددة ستُتخذ مع تنفيذ الحكم. وقال المالكي، في تصريحات ادلى بها خلال استقباله عدداً من أسر الشهداء وبثتها قناة"العراقية"الناطقة باسم الحكومة، ان"لا أحد بإمكانه نقض حكم الاعدام بحق صدام حسين". وأضاف:"لا مراجعة ولا تأخير في تنفيذ الحكم ضد صدام حسين"، معتبراً ان"من يرفض اعدام صدام حسين يستهين بشهداء العراق وكرامتهم". وقال رئيس هيئة الدفاع عن صدام ان الجانب الاميركي طلب من محاميه تسلم"الاغراض الشخصية للرئيس السابق او تخويل أي شخص بتسلمها"، لكنه قال ان"الانباء التي تحدثت عن تسليم صدام حسين الى السلطات العراقية غير صحيحة". وشدد على ان"الرئيس صدام لم يسلم للسلطات العراقية لكن كل شيء متوقع". وأوضح المتحدث باسم الجيش الاميركي اللفتنانت كولونيل كريس غارفر ان"صدام حسين يخضع لسلطة العراقيين لكن لأسباب أمنية لن نكشف ما اذا نقل مادياً من سجنه العسكري الاميركي". وأوضح ان صدام حسين"سُلم قانونياً الى العراقيين منذ اكثر من عام ... وبطلب من الحكومة العراقية ابقيناه في سجن اميركي لأسباب أمنية". من جهته، أعلن العميد عبدالكريم خلف مدير مركز قيادة الشرطة الوطنية في وزارة الداخلية العراقية ان قوات الامن العراقية ستفرض اجراءات امنية مشددة مع تنفيذ حكم الاعدام بالرئيس العراقي المخلوع. وقال خلف ل"فرانس برس"هناك"اجراءات امنية تتناسب مع هذا الحدث من خلال انزال قوات امنية تضمن عدم تعرض شعبنا لأي اعتداء". تضارب المواعيد وعن موعد هذه العملية الامنية، قال ان"موعد تنفيذ الاعدام يتعلق باجراءات قانونية خاصة بوزارة العدل"، موضحاً ان الاجراءات ستتخذ"عندما يردنا اشعار من الحكومة العراقية". وتابع ان"اجراءات امنية ستتخذ في عدد من المحافظات فقط". وفي شأن احتمال فرض حظر للتجول، قال خلف انها"مسألة تبقى عند تقديرات القائد العام للقوات المسلحة"رئيس الوزراء العراقي. من جهة اخرى، اشار مصدر في مكتب المالكي الى ان"هناك تقاليد اجتماعية وقانونية تنص على عدم تنفيذ احكام الاعدام خلال الاعياد الوطنية والدينية". وكان مسؤول كبير في الادارة الاميركية طلب عدم الكشف عن هويته اعلن الخميس ان البيت الابيض يتوقع تنفيذ حكم الاعدام بصدام حسين في وقت قريب جداً"ربما"اعتباراً من السبت. لكنه اشار الى ان القرار يعود للحكومة العراقية. وأصدرت دائرة التمييز في المحكمة الجنائية العراقية العليا الخميس حيثيات حكمها بالتصديق على اعدام الرئيس المخلوع شنقاً لارتكابه"جرائم ضد القانون الانساني الدولي". وكان البيت الابيض اعتبر ان تأكيد حكم الاعدام يشكل حدثاً"تاريخياً"بالنسبة الى العراقيين، معتبراً ان"الطاغية"السابق نال محاكمة عادلة. وأكد المالكي في تصريحاته التي نقلتها"العراقية"الفضائية ان"لا احد بإمكانه نقض حكم الاعدام بحق صدام حسين". واضاف"من يرفض اعدام صدام حسين يستهين بشهداء العراق وكرامتهم". مؤكداً ان"لا مراجعة ولا تأخير في تنفيذ الحكم وان احترامنا لحقوق الانسان يوجب انزال عقوبة الاعدام بحق صدام واعوانه". وشدد على الالتزام بقرار الحكم، قائلاً:"بعد تصديق قرار الحكم لا احد بامكانه ان ينقض حكم الاعدام بحق صدام حسين". التقاليد من جهة اخرى، اشار مصدر في مكتب المالكي الى ان"هناك تقاليد اجتماعية وقانونية تنص على عدم تنفيذ احكام الاعدام خلال الاعياد الوطنية والدينية". ويبدأ عيد الاضحى اليوم السبت ويستمر اربعة ايام. لكن مصادر مقربة من مكتب المرجع الشيعي علي السيستاني في النجف افادت بأن المرجع اعلن"الأحد اول ايام عيد الأضحى". وكانت دائرة التمييز في المحكمة الجنائية العراقية العليا اعلنت الثلثاء انها أيدت الحكم باعدام صدام وبرزان ابراهيم التكريتي، الاخ غير الشقيق له، وعواد احمد البندر الذي ترأس محكمة الثورة في احداث الدجيل. ورفضت المحكمة التصديق على عقوبة السجن مدى الحياة لنائب الرئيس العراقي السابق طه ياسين رمضان وطلبت تشديدها لتصبح الاعدام. ووفقاُ للقانون العراقي يتعين تنفيذ احكام دائرة التمييز في المحكمة الجنائية العراقية العليا خلال ثلاثين يوما من صدورها وبعد تصديق رئاسة الجمهورية عليها. ولا يحق لرئاسة الجمهورية بموجب الدستور العراقي العفو عن الذين يدانون في جرائم ضد الانسانية او تخفيف عقوباتهم، طبقا للدستور العراقي الجديد الذي اقر في 2005 وطبقا لقانون المحكمة العراقية الجنائية العليا التي شكلت بعد سقوط نظام صدام. وقال مسؤول بارز من وزارة العدل:"ليس من شأن الاميركيين تحديد موعد تنفيذ الحكم"، رافضاً تلميحات مسؤول أميركي بارز بأن صدام قد يُعدم اليوم السبت. وقال إن الاعدام"لن يُنفذ قبل 26 أو 30 كانون الثاني يناير بعدما أيدت محكمة التمييز العراقية الحكم. لكن وزراء قالوا ان هناك اراء متضاربة داخل الحكومة في شأن توقيت الاعدام وما اذا كان يتطلب توقيع الرئيس العراقي. وأكد مساعد للمالكي في اتصال مع"رويترز"صحة فحوى التصريحات التي بثتها"العراقية"الفضائية، وقال انه أدلى بها أمام أقارب ضحايا لقمع صدام. وكان المالكي قال الشهر الماضي انه يريد ان ينفذ حكم الاعدام في الرئيس المخلوع قبل نهاية السنة الجارية بعد ادانته باتهامات بالقتل والتعذيب وجرائم أخرى ضد سكان بلدة الدجيل في الثمانينات من القرن الماضي. لكن بعض السنّة، الذين ينتمي اليهم صدام، يقولون ان الاعدام قد يزيد من ابعاد الاقلية السنية. ويرغب بعض الاكراد كذلك في رؤية ادانة صدام في جرائم ابادة في شمال العراق الذي يهيمن عليه الاكراد. ومن المقرر أن تستأنف هذه المحاكمة في الثامن من الشهر المقبل. وقال خليل الدليمي، الذي قاد فريق الدفاع عن صدام حتى صدور الحكم يوم الخامس من تشرين الثاني نوفمبر الماضي ل"رويترز"ان"الاميركيين اتصلوا به وطلبوا منه جمع المتعلقات الشخصية الخاصة بصدام". وعلى رغم أن صدام محتجز قانونياً لدى العراق الا ان القوات الاميركية هي التي تتولى احتجازه فعلياً. وعلى رغم أن العراقيين هم الذين سينفذون حكم الاعدام يقول مسؤولون أميركيون وعراقيون ان من المرجح أن تحضر القوات الاميركية الاعدام تحسباً لان يحوله معارضو الرئيس المخلوع الى استعراض عام.