سخر مديرون تنفيذيون في قطاع الكمبيوتر من خطة لصنع كومبيوتر نقال بمئة دولار للأولاد في العالم الثالث. وتساءلوا عن السبيل إلى ذلك فيما الشاشة وحدها تكلف مئة دولار. وبحسب صحيفة"نيويورك تايمز"الأميركية، وصفت مديرة قسم التقنية في المشروع ماري لو جسبن الرؤية التي حولت الآلة من حلم إلى نموذج عملي بپ"الفكرة المجنونة". فجسبن، المصممة السابقة للرقائق في الشركة العملاقة للكمبيوترات"إنتل"، وجدت طريقة لتعديل الأساليب التقليدية للعرض في الكمبيوترات المحمولة، فخفضت كلفة تصنيع الشاشة إلى 40 دولاراً، مع الحد من استهلاك الطاقة بأكثر من 80 في المئة. ويمكن رؤية العرض بوضوح في ضوء الشمس. وسمح هذا التقدم وغيره للمشروع الذي لا يتوخى الربح، واسمه"كمبيوتر محمول واحد لكل ولد"، بتفنيد آراء مشككين كثر، خلال السنتين ونصف السنة المنصرمة. والتزمت خمسة بلدان، هي الأرجنتين والبرازيل وليبيا ونيجيريا وتايلاند، توزيع الكمبيوترات على ملايين الأولاد، علماً أن الإنتاج مقرر أن يبدأ في تايوان في حلول منتصف السنة المقبلة. ولن يأتي الكومبيوتر المحمول بنظام تشغيل من"ويندوز"أو حتى بقرص صلب، وستكون الشاشة صغيرة. وبات سعره المقدر اليوم أقرب إلى 150 دولاراً، بدلاً من مئة. بيد أن مقارنة مع أرخص كمبيوتر محمول في السوق، وسعره 500 دولار، تجعل الجهاز حلماً لمستهلكي الدول النامية. وهذا لم يمنع من تحول المشروع، الذي أطلقه نيكولاس نيغروبونتي، الباحث البارز في مجال الكمبيوترات، إلى موضوع جدال حول أهمية الكمبيوتر في التعلم والتنمية الاقتصادية. وأبرز المعارضين، إلى"إنتل"، عملاق الكمبيوتر الآخر"مايكروسوفت"، اللذان يقدمان بدائل. فالأولى تخطط لصنع كمبيوتر نقال بسعر 400 دولار مخصص للمدارس ومجهز ببرنامج تعليمي يستهدف المعلمين، لا الطلاب. وتساءل بيل غايتس، رئيس"مايكروسوفت"وأحد أبرز المحسنين لقضايا العالم الثالث:"هل يكفي أن ننقل ما نفعله في العالم الغني؟" وقال نيغروبونتي، المدير المؤسس لپ"مختبر الوسائط"، إنه مسرور للاهتمام الذي تناله آلته الصغيرة. وهي ليست المرة الأولى التي يواجه فيها تحدياً لإيمانه بقدرات التكنولوجيا على اجتراح العجائب. "يبدو الأمر وكأن الناس اهتموا بسفينة كولومبوس وليس بالهدف الذي وضعه لرحلته"، على حد تعبيره."يجب أن يتذكر الجميع أن المسألة تتعلق بالتعليم".