ولد ويليام غيتس في مدينة سياتل عاصمة ولاية واشنطن، على الساحل الغربي للولايات المتحدة، يوم الجمعة 28 تشرين الاول اكتوبر 1955. تربى بفضل الجهود المضنية لأمه التي عملت بالتدريس, خصوصاً بعد وفاة والده. ولم تكن طفولته مُدللة. اثناء مرحلة دراسته الثانوية، اعتاد على"التسلل"، مع صديق عمره بول آلن، الى منشآت جامعة واشنطن لاستعمال الآلات الالكترونية الكومبيوترات، التي كانت في بداية ظهورها. كتب برنامجاً الكترونياً بلغة الفورتران، التي درسها بنفسه، للعبة"تيك توك"، ضمن مسابقة للمدارس الثانوية. وتغلب برنامجه على منافسيه كلهم. باع برنامجه الشخصي الاول, لادارة عمل المدرسة بصورة مؤتمتة، عندما كان في سن السابعة عشرة. اشترته منه مدرسته بالذات بسعر 4200 دولار. في عام 1975، اسس شركة مايكروسوفت، ايضاً بمشاركة صديقه بول آلن، لصنع برمجيات الكومبيوتر. وكانا طالبين في جامعة هارفارد. لم يستطع انهاء دراسته في جامعة هارفارد. وفي كتابه"الطريق الى الامام"، يصف ايامه الجامعية بصورة سلبية. ومن الواضح ان الجامعة العريقة لم تُثر اهتمامه. وبحسب روايته، فان الجامعة هي"المكان الذي تقضي فيه السنة في النوم ولعب البريدج... ثم تدرس اسبوعين وتنجح في الامتحانات". وفي النهاية، فضل تكريس جهده لمشروع حياته: شركة مايكروسوفت. جاءت نقطة التحوّل في حياة غيتس عام 1981، عندما طلبت شركة"آي بي ام"، عملاق صناعة الكومبيوترات المكتبية في العالم، من شركة مايكروسوفت صنع نظام تشغيل خاص لكومبيوتراتها. حمل النظام اسم"ام اس- دوس" MS-DOS. وصنعه غيتس بنفسه. وضمن له الامر وضع نظام تشغيل مايكروسوفت على كل كومبيوتر تبيعه"آي بي ام"في العالم. لاحقاً، تحوّل"ام اس- دوس"الى نظام تشغيل الكومبيوتر الشهير"ويندوز". وبفضله، تفوقت مايكروسوفت على"آي بي ام"لتصبح العملاق العالمي لنُظم تشغيل الكومبيوتر وبرمجياته. ويُقدر ان نظام"ويندوز"يُشغل راهناً اكثر من 90 في المئة من كومبيوترات العالم. في عام 1986، حققت مايكروسوفت ارباحاً بلغت 61 مليون دولار. وحينها، اعتبر رقماً مُذهلاً بالنسبة الى شركة ناشئة. وفي التسعينات، وخصوصاً ابان ولايتي الرئيس بيل كلينتنون، استفادت مايكروسوفت من الانطلاقة الفوّارة للمعلوماتية والانترنت عالمياً، لتقفز ارقام ارباحها الى مئات الملايين من الدولارات. منذ التسعينات، يتصدر غيتس قائمة الاغنى في العالم. وفي العام 1999، وصلت ثروته الشخصية الى مستوى اسطوري. وقُدّرت بنحو 100 بليون دولار، معظمها اسهم في شركة مايكروسوفت. تقدر ثروته راهناً بأقل من 50 بليون دولار. متزوج من ميليندا غيتس، التي عملت معه في مراحل مُبكرة من حياته المهنية. وقد انجب منها 3 اولاد. وتعيش عائلة غيتس في منزل باذخ في سياتل. في آذار مارس من عام 2005، حاز لقب فارس من الملكة اليزابيث تقديراً لجهوده الخيرية التي يُنظّمها عبر"صندوق بيل وميليندا غيتس"، الذي تبلغ موجوداته نحو 27 بليون دولار. قدّم ذلك الصندوق تبرعات مهمة لمكافحة مرض الايدز, ولشراء لقاحات ضد شلل الاطفال في العالم الثالث، ولدعم برامج مكافحة السل والملاريا، ولنشر الكومبيوتر والانترنت في الطبقات الاكثر فقراً في اميركا وغيرها. وضع كتاب"الطريق الى الامام" The Road Ahead الذي قدم فيه روايته عن حياته، اضافة الى رؤيته لتطور عالم المعلوماتية مستقبلاً. وقد ترجمت سلسلة"عالم المعرفة"ذلك الكتاب. على رغم تفوق"ويندوز"على نُظم تشغيل الكومبيوتر المنافسة، الا ان مايكروسوفت لم تجد طريقة لمنافسة جهاز"آي بود"في الموسيقى والترفيه، الذي اطلقه ستيف جوبز، احد اشرس منافسي غيتس واقدمهم. وبالنسبة الى محركات البحث، تمكن"غوغل"من احتلال المركز الاول منذ سنوات. ولم تستطع مايكروسوفت زحزحته الى الآن. وتُفكر الشركة في اطلاق محرك منافس خلال الاشهر الستة المقبلة.