مخاوف الجمهوريين الاميركيين من سيطرة ديموقراطية محتملة على مجلس النواب في الانتخابات النصفية غدا الثلثاء لا تقتصر فقط على خسارة السلطة التشريعية وإمكان تقويض عمل البيت الأبيض. ويزيد هذه المخاوف وصول زعيمة الأقلية الديموقراطية نانسي بلوسي 66 عاما الى رئاسة المجلس. اذ انها تعرف بمعارضتها الشرسة للرئيس جورج بوش الذي وصفته سابقا ب"الامبراطور من دون ثياب"و"الرئيس غير الكفوء". وهي بين الأصوات القيادية في الولاياتالمتحدة المعارضة للحرب على العراق والداعية الى انسحاب مبكر من هذا البلد. وتتجه بلوسي، رغم الاتهامات المتكررة لها من نائب الرئيس ديك تشيني ب"ليبرالية سان فرانسيسيكو"و"السيدة النخبوية الفاقدة الاتصال مع الشعب الأميركي"، نحو تحقيق انجاز تاريخي، اذ ستكون أول امرأة في التاريخ الأميركي ترأس مجلس النواب. ويعتمد هذا الانجاز على حصد الحزب الديموقراطي المقاعد ال15 في المجلس واستعادة الأكثرية التي خسرها العام 1994. الأمر الذي ترجحه الاستطلاعات وتعليقات الخبراء. ولا تخفي بلوسي ميولها الليبرالية وتصويتها ضد الحرب على العراق العام 2002، ومعارضتها قوانين التنصت وال"باتريوت آكت". وهي تعهدت في حملاتها الانتخابية بإنهاء"الاستعراض الجمهوري المتطاير"، كما تهدد البيت الأبيض بوضع خطة من الكونغرس لسحب القوات الأميركية وخفض الموازنة الدفاعية للحرب. وتتباهى نانسي توماس دي أليساندرو بلوسي بجذورها الايطالية وكونها أماً وجدة لأكثر من خمسة أحفاد، وهو ما أخرها في دخول الحلبة السياسية حتى العام 1987، كممثلة عن ولاية كاليفورنيا في مجلس النواب. ونجحت منذ توليها زعامة الديموقراطيين العام 2002 بتوحيد صفوفهم. كما تميزت بجرأتها وخطاباتها اللاذعة ضد الرئيس بوش. وتصنف بلوسي بين النواب العشرة الاكثر ثراء، اذ يدير زوجها بول بلوسي شركة عقارية وتقدر ثروتهما بحوالي 50 مليون دولار. وفي السياسة الخارجية، تعتبر بلوسي من المتشددين حيال ايران وتطالب بفرض عقوبات على الصين وروسيا لإمدادهما طهران بتكنولوجيا تساعدها في برنامجها النووي. وتفترق كليا مع الادارة الحالية وبعض الديموقراطيين في موضوع الحرب على العراق، اذ تدعو الى الاستعداد لانسحاب القوات الأميركية من هذا البلد وتعتبر قرار الحرب"خطأ يتحمل مسؤوليته الرئيس بوش". وتعتبر بلوسي من المؤيدين لاسرائيل، وعارضت مبدأ السماح بمشاركة"حركة المقاومة الاسلامية"حماس في الانتخابات، لكنها تؤمن بحل الدولتين وانسحاب اسرائيل من الأراضي المحتلة. ووعدت بلوسي، وهي من المتمرسين في العمل التشريعي، وتعرف عن كثب الأروقة الداخلية للكونغرس، بعدم اطلاق سجال لإقالة بوش في حال فوزها، تحاشيا لإثارة مخاوف في اوساط المعتدلين الذين يحتاجهم حزبها في الانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة في 2008. ويتوقع أن تطلق بلوسي، والأكثرية الديموقراطية في حال فوزها، جلسات استماع وتحقيقات في شأن ملفات طوتها الادارة الحالية، مثل قرار الحرب أو الفساد الاداري، أو اعصار كاترينا.