أكدت وزارة الخارجية الأميركية، أمس، انها تنظر في البدائل المتاحة لوقف ما تصفه واشنطن بعمليات"ابادة"في دارفور، في ضوء تمسك الحكومة السودانية برفض قبول انتشار قوات سلام تابعة للأمم المتحدة في الإقليم المضطرب، على رغم صدور قرار من مجلس الأمن بذلك. وأوضح ناطق باسم الوزارة ل"الحياة"أن البحث في"البدائل"لا يعني التراجع عن السياسة نفسها، مشيراً إلى مواصلة المشاورات مع الأممالمتحدة ودول أوروبية لإرسال قوات الى السودان. وقال إن من بين البدائل تعزيز قوات الإتحاد الأفريقي بقوات عربية، مشيراً إلى أن حكومة الخرطوم أبدت مرونة تجاه فكرة إرسال قوات من دول عربية وإسلامية من شمال أفريقيا. لكنه شدد على ان ذلك لا يعني إلغاء دور الأممالمتحدة التي يمكنها ان تقود تلك القوات بسبب خبرتها في هذا المجال مقارنة مع قيادة قوات الاتحاد الأفريقي التي لم تتمكن من وقف أعمال العنف. وصدر موقف الناطق بعد يوم من تأكيد الموفد الأميركي الخاص الى دارفور اندرو ناتسيوس أن واشنطن تخلت عن طلبها نشر قوة تابعة للأمم المتحدة في دارفور. وقال ناتسيوس، موفد الرئيس جورج بوش، في مقابلة على موقع انترنت خاص ب"المتحف الوطني الأميركي للمحرقة"، إن واشنطن وحكومات غربية أخرى تدرس"وسيلة بديلة"لادارة تدهور الوضع في دارفور. واعتبرت وكالة"فرانس برس"أن موقف ناتسيوس"هو أول تأكيد رسمي لتغيير موقف الاميركيين بعد التصويت في 31 آب أغسطس 2006 في مجلس الأمن على قرار يطالب بنشر حوالى عشرين الف جندي"دولي في دارفور. وقال ناتسيوس في المقابلة أن الرئيس عمر البشير شعر بالغضب بسبب تجديد بوش قبل أيام العقوبات المالية المفروضة على السودان. وأضاف:"شعروا بالغضب من الموضوع لدرجة انهم الغوا لقائي مع الرئيس البشير". وحوّلت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس قضية دارفور الى مسألة أساسية في سياستها الخارجية في منتصف العام تحت ضغط من حلفائها الاوروبيين، وأشارت إلى أن قوات من"القبعات الزرقاء"وحدها ستتمتع بالقوة المالية والسياسية لوقف اعمال القتل. لكن ناتسيوس اعتبر انه لم يعد ضرورياً أن تلعب الأممالمتحدة أي دور في القضية. وقال:"اهتمامنا الحقيقي هنا ليس شكل الخوذة لقوات حفظ السلام بل درجة فعاليتها". وتابع:"حتى ولو لم تعتمر القوة خوّذة الأممالمتحدة، نكون حققنا أهدافنا اذا كانت كفوءة وهجومية"، موضحا انه من الممكن ان توافق واشنطن على قوة افريقية معززة او قوة بقيادة عربية او اسلامية، قد تكون مدعومة مالياً أو لوجستياً من الأممالمتحدة.