فيما تتصاعد حدة المواجهات المسلحة في دارفور، طالبت المفوضية الأوروبية بحظر جوي فوق أجواء الإقليم المضطرب وأعلنت الخرطوم ترحيباً مشروطاً بمهمة المبعوث الأميركي أندرو ناتسيوس ودعت الى حوار بناء مع واشنطن. وأفادت مصادر مطلعة بان المواجهات بين فصائل المتمردين والميليشيات المسلحة اتسعت في اقليم دارفور. وأكد الجناح الرافض لاتفاق أبوجا للسلام في"حركة تحرير السودان"ان القوات الحكومية شنت هجوماً عنيفاً على معسكر كلمة في جنوب دارفور بعد ظهر أمس، مما أدى الى مقتل سبعة نازحين بينهم ثلاث نساء. ودعا بيان صحافي باسم هذه الجماعة"المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لحماية المدنيين في دارفور قبل تنفيذ المخططات المأسوية للحكومة في دارفور والغاء ما يُسمى باتفاق أبوجا الذي أصبح ذريعة لضرب النازحين". في غضون ذلك، دعا منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا إلى فرض حظر على الطيران في دارفور. ووصف، في جلسة للبرلمان الأوروبي، الوضع في الإقليم بأنه خطير إلى حد يحتم على المجتمع الدولي التفكير في إجراء أقوى يمنع تفاقم الأزمة، وطالب الاتحاد الأوروبي بأن يكون مستعداً لذلك. وأعلنت أ ف ب وزارة الخارجية السودانية، أمس الجمعة، انها ترحب بالموفد الاميركي الخاص، اندرو ناتسيوس، المكلف بصفة خاصة متابعة ملف دارفور واكدت انها لم ترفض منحه تأشيرة دخول. وكانت الوزارة ترد على معلومات نشرت في الولاياتالمتحدة تفيد بأن السلطات السودانية رفضت منح تأشيرة دخول للموفد الأميركي. واكدت الوزارة، في بيان، ان تصريحاً أميركياً حول رفض منح الموفد الأميركي تأشيرة دخول صدر في اللحظة نفسها التي قدم فيها ناتسيوس طلباً للحصول على التأشيرة. واعتبر بيان وزارة الخارجية السودانية ان هذا التصريح يمثل"محاولة من وزارة الخارجية الأميركية لافشال مهمة الموفد الأميركي قبل ان تبدأ". وأضافت الخارجية السودانية انها"ستمنح تأشيرة دخول الى ناتسيوس وترحب بمهمته بشرط ان تكون بناءة وان تساهم في دعم القوة الافريقية وفي معالجة الآثار السلبية لقرارات الاممالمتحدة والعقوبات الأميركية". وكان الرئيس جورج بوش قال عند استقباله ناتسيوس في الثاني من تشرين الأول اكتوبر الجاري، ان"الأممالمتحدة يجب أن لا تنتظر أكثر من ذلك لتشكيل قوة دولية لحماية السكان الأبرياء"في دارفور. وقال ناتسيوس من جهته ان"هدفنا ليس معالجة المشكلة لمدة شهرين ولكن الاهتمام بجذورها"لانهاء الحرب في الاقليم. ومن المقرر ان يقوم الموفد الأميركي الخاص الى السودان بجولة ديبلوماسية ما بين 10 و23 تشرين الأول اكتوبر يزور خلالها لندن وبروكسيل وباريس ثم الخرطوم. وكان مجلس الأمن أصدر في 31 آب اغسطس القرار 1706 الذي يقضي بنشر قوات دولية في دارفور حيث أدت الحرب الأهلية منذ اندلاعها في شباط فبراير 2003 الى مقتل 200 ألف شخص على الأقل.