طالب الكونغرس الأميركي الجامعة العربية بإقناع الحكومة السودانية بقبول قوات دولية في دارفور تنفيذاً لقرار مجلس الأمن الرقم 1706، فيما دعت"مجموعة الأزمات الدولية"المجتمع الدولي إلى البحث في فرض عقوبات على الخرطوم، لدفعها إلى قبول نشر قوات تابعة للأمم المتحدة في الإقليم. أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن مبعوث واشنطن الرئاسي الجديد إلى السودان أندرو ناتسيوس غادر أمس متوجهاً إلى الخرطوم، حيث من المقرر أن يلتقي مسؤولين بارزين في الحكومة لمناقشة الوضع في دارفور وقضايا أخرى. وقالت الجامعة العربية أمس أن أمينها العام عمرو موسى تلقى رسالتين من مجلسي الكونغرس الأميركي تطالبان بإقناع الحكومة السودانية بقبول القوات الدولية في دارفور. وقالت في بيان إن إحدى الرسالتين وقعها 176 عضواً في مجلس النواب، بينما وقع جميع أعضاء مجلس الشيوخ المئة الرسالة الثانية. وأضافت أن موقعي الرسالتين"طالبوا بالعمل على إقناع الحكومة السودانية بقبول قوات الأممالمتحدة، باعتبارها السبيل الوحيد لضمان وقف إطلاق النار وحماية المدنيين ووصول المساعدات الانسانية". وأشار البيان إلى أن الموقعين"أيدوا قرار الجامعة العربية تمويل القوات الافريقية الموجودة حالياً في إقليم دارفور، على أن يكون ذلك بطريقة انتقالية إلى أن يتم نقل المهمات إلى قوات الأممالمتحدة". ولم يوضح البيان ما إذا كانت الجامعة مستعدة للسعي لدى حكومة الخرطوم من أجل أن تستجيب لما تضمنه خطابا مجلسي الكونغرس. وفي سياق موازٍ، قالت"مجموعة الأزمات الدولية"، وهي مؤسسة أبحاث مؤثرة مقرها بروكسيل، في تقرير أمس إن"الديبلوماسية المتأنية والثقة في حسن نية الخرطوم فشلتا تماماً". وأضافت أن"المجتمع الدولي ليس أمامه خيار يذكر غير انتهاج خطة عمل تستند بصفة أساسية إلى إجراءات اقتصادية وقانونية وإجراءات عسكرية أخرى محدودة بدرجة أكبر". وأشارت إلى أنه"ربما يكون من الممكن إقناع حزب المؤتمر الوطني الحاكم بتغيير سياساته وأن يوافق على مهمة الأممالمتحدة، عبر التحرك الآن لفرض عقوبات موجهة ضد زعماء النظام ومصالحهم". وأضافت أن العقوبات يجب أن تستهدف قطاع النفط، وأن تشمل تجميد أموال وحظر سفر 17 فرداً وردت أسماؤهم في تقرير سري للأمم المتحدة. ودعت المجموعة إلى بدء التحضيرات لإرسال قوات دولية إلى دارفور، حتى من دون موافقة الخرطوم، لضمان انتشار سريع إذا تدهور الوضع الانساني أكثر. واعتبرت أن تقاعس المجتمع الدولي عن تطبيق ضغوط ديبلوماسية واقتصادية فعالة هو السبب في الوصول إلى طريق مسدود. وكانت منظمات حقوقية وديبلوماسيون، أبرزهم مبعوث الأممالمتحدة إلى السودان يان برونك، اقترحوا أن يركز المجتمع الدولي جهوده على تمديد تفويض وتعزيز قوة الاتحاد الأفريقي. لكن المجموعة أكدت أن"الوقت تأخر كثيراً، نظراً إلى التدهور المستمر في الوضع الأمني ووضع حقوق الإنسان والوضع الإنساني". الى ذلك، قال مسؤول في الخارجية الأميركية أن ناتسيوس حصل هذا الأسبوع على تأشيرة دخول لزيارة السودان. وقال:"لديه تأشيرة وسيتوجه الى الخرطوم اليوم. وسيجتمع بمسؤولين بارزين". وقال ناتسيوس، وهو المدير السابق لبرامج المعونة الاميركية وأستاذ في جامعة جورج تاون، إن هدف زيارته هو إقناع الحكومة السودانية، خصوصاً الرئيس عمر البشير، بقبول قوة الأممالمتحدة في دارفور. وسيسعى ناتسيوس كذلك إلى إقناع زعماء عرب بالتدخل لدى البشير لقبول القوة الدولية. وأشارت الخارجية إلى أن المبعوث الرئاسي يعتزم زيارة دارفور خلال رحلته، إضافة إلى جوبا عاصمة جنوب السودان.