اعتبر الرئيس جورج بوش، أمس، أن على الأممالمتحدة أن تعجّل في ارسال قوات دولية الى السودان"لوقف المعاناة الإنسانية والحرمان"في إقليم دارفور، وقال إن على المنظمة"ألا تنتظر أكثر للموافقة على نشر قوات حفظ السلام لحماية الأبرياء". وأعرب الرئيس الأميركي، بعد استقباله موفده الخاص الجديد الى السودان أندرو ناتسيوس في البيت الأبيض أمس، عن"قلقه البالغ"حيال الوضع في دارفور، وحض المنظمة الدولية على الاستعجال في الموافقة على نشر قوات حفظ سلام دولية هناك بهدف إنهاء ما تعتبره الولاياتالمتحدة تطهيراً عرقياً في دارفور ذهب ضحيته مئات الآلاف من المدنيين منذ 2003. وكان ناتسيوس الذي تولى منصبه قبل أسبوعين، قال أخيراً في مقابلة مع وكالة"أسوشييتد برس"إن الإدارة الأميركية تتشاور مع دول عربية لحضها على اقناع الحكومة في الخرطوم بالموافقة على نشر قوات دولية في دارفور. وأثنى بوش على رصيد ناتسيوس وخبرته الطويلة في السودان التي بدأها منذ 17 عاماً. وجاء هذا الموقف الأميركي الجديد في وقت دعا رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو الأسرة الدولية الى تفادي ان يحصل في دارفور ما حصل في رواندا عام 1994 عندما قتل 800 الف شخص تحت انظار المجتمع الدولي. وأعلن باروزو أ ف ب، رويترز من مقر الاتحاد الافريقي في أديس أبابا:"ما نريده قبل كل شيء هو تفادي تجدد مأساة رواندا عندما انسحبت الأسرة الدولية ولم تتحمل مسؤولياتها". أما مفوض المساعدات في الاتحاد الأوروبي لويس ميشيل فقال، من جهته، ان الاتحاد الأفريقي يحتاج إلى دعم متزايد من الأممالمتحدة ليواصل مهمته في حفظ السلام في دارفور. وأوضح ميشيل الذي زار مع باروزو الخرطوم وإقليم دارفور في نهاية الأسبوع الماضي:"لا يمكن حالياً للاتحاد الأفريقي الاضطلاع بالمهمة تماماً من دون اسهام كبير من الأممالمتحدة". وقالت الخرطوم انها ستعتبر وجود قوات تابعة للأمم المتحدة غزواً. وقال كينت ديغرفلت، مسؤول الاتحاد الأوروبي في السودان، ل"رويترز"ان الرئيس البشير بدا مستعداً، خلال محادثاته مساء السبت مع وفد الاتحاد الأوروبي، لتقبل فكرة تعزيز قوات الاتحاد الأفريقي بدعم من الأممالمتحدة. وقال ان الدعم"لن يكون بقوات بل بدعم من الامدادات والتمويل". وفي لندن، ذكرت صحيفة"الغارديان"في موقعها على الانترنت أمس ان قرابة 40 شخصاً قتلوا في اشتباكات بين جماعات للمتمردين في جنوب دارفور، مما اضطر موظفي المعونة الاجانب الى ترك معسكر جريدة للاجئين. وأوضحت ان مقاتلين موالين ل"حركة العدل والمساواة"التي لم توقع اتفاق أبوجا للسلام في أيار مايو الماضي، أطلقوا قذائف المورتر ونيران الرشاشات الثقيلة على رجال من فصيل تابع لجماعة"جيش تحرير السودان"التي وقعت الاتفاق. ويؤوي المعسكر الواقع قرب جريدة نحو 130 ألف نازح.