في وقت لاحت نذر مواجهة عسكرية بين الحكومة الصومالية و"المحاكم الإسلامية"بعد فشل محادثات السلام بينهما في الخرطوم، حذرت الولاياتالمتحدة أمس من أن"عناصر متطرفة داخل الصومال"قد تنفذ"هجمات انتحارية"ضد"معالم بارزة في كينيا وإثيوبيا". ودعت الأميركيين إلى"توخي اليقظة والحذر الشديدين"لدى تنقلهم في البلدين اللذين اتهمهما الإسلاميون الصوماليون أمس ب"التآمر"مع الحكومة الانتقالية لإجهاض المفاوضات. وأصدرت السفارة الأميركية في نيروبي أمس تحذيراً لرعاياها قالت فيه إن"عناصر صومالية متطرفة"تعتزم شن هجمات انتحارية في كينيا وإثيوبيا و"دول محيطة"بهما لم تسمها. وأضافت أن"هذه التهديدات تتضمن تحديداً القيام بتفجيرات انتحارية في المعالم السياحية البارزة"في البلدين. وتزامن التحذير الأميركي مع اتهامات وجهها الإسلاميون إلى نيروبي وأديس أبابا ب"التآمر والتواطؤ لإفشال محادثات السلام"مع الحكومة الموقتة في العاصمة السودانية. واتهم نائب مسؤول العلاقات الخارجية في"المحاكم"محمد علي إبراهيم كينيا بالسعي إلى تنفيذ مشروع لتخريب الصومال وتقسيمه. وقال الناطق باسم الإسلاميين عبدالرحيم مودي ل"الحياة"إن"كينيا وإثيوبيا والحكومة تآمرت لإفشال المحادثات. الإثيوبيون يعرقلون دائماً وأبداً جهود المصالحة بين الطرفين. وكينيا منحازة إلى الحكومة ضد المحاكم". وكان الوسطاء المشرفون على المفاوضات أعلنوا أن المحادثات"عُلّقت الى أمد غير محدد"، بعدما رفضت الحكومة طلب الإسلاميين تأجيلها. وحذر أمس مبعوث الأممالمتحدة إلى الصومال فرانسوا فال من أن يؤدي انهيار المحادثات إلى نشوب حرب واسعة، معتبراً أن"تعنت الطرفين أدى إلى انهيار المفاوضات". في غضون ذلك، واصل الإسلاميون تحركاتهم حول آخر معاقل الحكومة الانتقالية في مدينة بيداوة، وعززت الحكومة قواتها للرد على الهجوم المرتقب. وحذر نائب رئيس الحكومة الصومالية عبدالله شيخ إسماعيل من"عواقب وخيمة"لتحركات"المحاكم"وتوسعها عسكرياً. وقال إن"العالم يعرف أن المحاكم على مشارف بيداوة، وهذا التخويف لن ينال منا. هذه مؤامرة لن نركع لها، وسندافع عن بيداوة ومكاسب الشعب الصومالي والمؤسسات الدستورية التي يعني زوالها بداية الانهيار والفوضى في الصومال".