في وقت استمر تعثر الجهود لعقد الجولة الثالثة من المفاوضات بين"المحاكم الإسلامية"والحكومة الصومالية في الخرطوم أمس، تحرك الإسلاميون صوب آخر معاقل الحكومة في مدينة بيداوة لقتال القوات الإثيوبية المنتشرة هناك. ودعا ديبلوماسيون الجانبين إلى استئناف الحوار، فيما حذرت الولاياتالمتحدة إثيوبيا وإريتريا من تصعيد المواجهة بينهما في الصومال، في صورة"حرب بالوكالة"تخوضها الحكومة الصومالية و"المحاكم". ورفض الإسلاميون أمس المشاركة في جولة محادثات مع الحكومة. وهددوا بالعودة إلى معقلهم في مقديشو إذا لم تنسحب القوات الاثيوبية المنتشرة في الصومال وإذا لم يتم استبعاد كينيا من المشاركة في رئاسة المفاوضات التي ترعاها الجامعة العربية. وقال أحد أعضاء وفد"المحاكم":"نحن غير مستعدين لتغيير موقفنا. لقد تم اتخاذ القرار بالإجماع ونحن مستعدون للعودة إلى ديارنا إذا لم يتم تلبية شروطنا". وقام الوسطاء بجهود بين الجانبين في محاولة لإنقاذ عملية السلام المتعثرة التي تعتبر الطريق الوحيدة لتجنب حدوث مزيد من الاضطرابات في الصومال. وقال مسؤول في الجامعة العربية إن"الإسلاميين يشددون على هذين الشرطين ويؤكدون أنهم لن يشاركوا في المحادثات إذا لم يقبل الشرطان". وأضاف:"طلبوا مهلة لمشاورة قيادييهم في مقديشو وتسببوا في تأخير بداية الاجتماع". وفي المقابل، شدد وفد الحكومة على أنه لن يقبل أي شروط مسبقة، محذراً من أنه سيقاطع المحادثات إذا أجبرت كينيا على الخروج من جهود الوساطة. وقال رئيس الوفد الوزير عبدالله شيخ اسماعيل:"نحن هنا من اجل الحوار ونريد ان يُفتتح المؤتمر. وأود أن أنصح المحاكم الاسلامية بالتخلي عن شروطها". وأضاف:"إذا لم تشارك كينيا في الوساطة، فإننا لن نشارك في الاجتماع". وأوكلت إلى كينيا مهمة المشاركة في الوساطة في المفاوضات إلى جانب الجامعة، بعدما شكت الحكومة مما قالت إنه"تحيز عربي". وقال السفير الكيني لدى الصومال محمد عبدي الذي يشارك في المفاوضات إن السبب في موقف الإسلاميين المتشدد هو"الشائعات"و"المعلومات الخاطئة". وأضاف:"نحن لا نفرض أنفسنا على عملية الوساطة. ولكن المجتمع الدولي هو الذي دعانا إلى القيام بذلك ... لا نريد أن يُنظر إلينا باعتبارنا عاملاً سلبياً في عملية السلام الصومالية، فنحن أتينا إلى هنا فقط للمساعدة، وسنواصل دعمنا لعملية السلام". في غضون ذلك، استمر تدهور الوضع الأمني في الصومال. وكشف القائد الإسلامي الميداني معلم حاشي أحمد أمس أن قواته تزحف في اتجاه بيداوة للاستيلاء عليها وتوحيد البلاد في ظل أحكام الشريعة. وقال:"لن نتراجع مهما حدث". غير أنه أشار إلى أن هذه الخطوة لا علاقة لها بالمحادثات في الخرطوم، مؤكداً أن قواته تسعى إلى قتال الجنود الإثيوبيين المنتشرين لمساعدة الحكومة في بيداوة. وأضاف:"يعتقد الناس أننا سنتوقف فور السيطرة على بيداوة... لكننا نريد أن نوحد الصومال كله، بما في ذلك جمهوريتي بونت لاند وأرض الصومال. الصومال واحد ونحن نخطط لإعادة توحيده". وتابع قائلاً:"بعون الله سنطرد الإثيوبيين من بلادنا الأسبوع الجاري". إلى ذلك، حذرت الولاياتالمتحدة إثيوبيا واريتريا من مغبة القيام بحرب"بالوكالة"في الصومال، من خلال تأجيج التوتر بين الحكومة الانتقالية والإسلاميين. وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية شون ماكورماك في ندوة صحافية:"نأمل في أن لا تحاول هذه الدول استخدام الصومال وسيلة لتصفية خلافاتها بالوكالة". وأضاف:"سيكون ذلك مؤسفاً بالفعل للصومال، وكذلك للبلدان الأخرى في المنطقة".