اكد رئيس "مجلس المصالحة والاصلاح" الصومالي حسين محمد عيديد امس ان الفصائل الصومالية المعارضة لحكومة مقديشو المنضوية تحت لواء "المجلس" ستتوصل الى سلام دائم في الصومال، وان الخيار العسكري ليس اولوية بالنسبة اليها. وقال عيديد في اتصال هاتفي من مقديشو ل"الحياة" في نيروبي ان "مؤتمراً للمصالحة الوطنية سيعقد في غضون شهرين، وستعد مسودة ميثاق له". وان المؤتمر سيعقد في الصومال "للحد من التدخل الاجنبي خلال عملية السلام"، وسيحدد مكانه قريباً. واتهم بلداناً عربية، لم يحددها، بارسال اسلحة الى الحكومة الانتقالية الصومالية التي يرأسها عبدي قاسم صلاد حسن. وكانت هذه الحكومة تشكلت في آب اغسطس الماضي في جيبوتي بعد محادثات سلام طويلة شارك فيها عدد كبير من الصوماليين. ولم يحظ صلاد حسن باعتراف عيديد وزعماء تنظيمات صومالية اخرين و"جمهورية ارض الصومال" في شمال غربي البلاد واقليم "بونتلاند" بلاد بونت وزعماء "جيش رحنوين للمقاومة" الذي يسيطر على جزء كبير من الاراضي في جنوب غربي الصومال. وقال عيديد ان عبد القاسم "زعيم تنظيم جديد". وكان عيديد، الذي يحمل الجنسية الاميركية وخدم في البحرية الاميركية برتبة عريف، وصل الى مقديشو الثلثاء الماضي بعدما ترأس اجتماعاً ل "مجلس المصالحة والاصلاح الصومالي" في مدينة بيداوه جنوب غربي البلاد. وقال ان الحكومة الانتقالية الصومالية تجعل من المشكلة الصومالية نزاعاً اقليمياً جديداً. واتهم بلداناً عربية لم يحددها بارسال اسلحة الى الصومال منتهكة الحظر الذي فرضه مجلس الامن في 1993. وتساءل "لماذا تريد البلدان العربية العنف في الصومال وفي منطقة شرق افريقيا كلها". وحذر من ان الاسلحة التي تصل الى الصومال ستزعزع استقرار الجارتين كينياواثيوبيا. وقال ان بعض الاسلحة جُلب من بلدان شرقية بعد شرائه بالنيابة عن حكومة جيبوتي. وتنفي جيبوتي حتى الآن توريد اسلحة الى الصومال. وحذر عيديد من انه في حال تعرض اي تنظيم في "مجلس المصالحة والاصلاح الصومالي"، الذي تأسس في اديس ابابا الشهر الماضي، الى اعتداء من قبل "الحكومة الانتقالية الصومالية" فان المجلس سيرد عسكرياً. وقال ان "ما يسمى بالحكومة الانتقالية الصومالية تسيطر على اقل من جزء من مئة من الصومال بينما تمثل اراضي البلاد الشاسعة منطقة محظورة عليها. كما ان قوتها العسكرية ضئيلة جداً، الاّ ان بامكانهم زعزعة الاستقرار باستخدام بضعة اشخاص مضللين". ونفى ان تكون اثيوبيا تعهدت تقديم دعم عسكري ل "مجلس المصالحة". واعترف عيديد بالنكسات السياسية التي تسبب بها زعماء الفصائل المتحاربة خلال السنوات العشر الماضية. وقال ان سوء الفهم الاساسي انتهى بين التنظيمات لتمهيد الطريق امام تشكيل حكومة وطنية. واوضح ان "زعماء الفصائل هم الذين اختاروا اثيوبيا مكاناً للاجتماع الذي قرر تأسيس "مجلس المصالحة". واود ان اشجب الاتهامات المستمرة الموجهة ضد اثيوبيا من قبل "الحكومة الانتقالية الصومالية التي نصبتها جيبوتي". وقال عيديد انه "رغم بعض النكسات فاننا نحن زعماء الصومال الحقيقيون الذين سيحلون المأزق الراهن. اما الحكومة الانتقالية الصومالية فانها تنظيم مضلّل لا يمكن ان يساعد الصومال".