في وقت عقدت الجامعة العربية اجتماعاً تمهيدياً للجولة المقبلة من المفاوضات التي ترعاها بين الأفرقاء الصوماليين، حذرت إثيوبيا من أنها لن تتساهل مع أي محاولة للانقلاب على الحكومة الصومالية الموقتة، بعد يوم من توسيع"المحاكم الإسلامية"نطاق سيطرتها جنوب البلاد. وعقدت أمس"لجنة الصومال"في الجامعة العربية اجتماعاً استثنائياً برئاسة الأمين العام للجامعة عمرو موسى. وقالت مصادر شاركت في الاجتماع إن"اللجنة ناقشت التحضير للجولة المقبلة من المفاوضات الصومالية"المقرر عقدها في 30 تشرين الاول أكتوبر الجاري في الخرطوم. وقدم موسى تقريراً إلى الاجتماع عن الأزمة الصومالية ونتيجة الجولة الأخيرة من المحادثات بين الحكومة و"المحاكم". وكشف الأمين العام المساعد للجامعة السفير أحمد بن حلي أن وفداً يرأسه مسؤول ملف الصومال في الجامعة السفير سمير حسني سيزور الصومال وكينيا واريتريا واثيوبيا في غضون أسبوعين، للتشاور مع الأطراف المختلفة قبل بدء جولة المحادثات. وأشار إلى مبادرة ستطرحها الجامعة تقترح عقد اجتماع تنسيقي يضم المنظمات الاقليمية والدولية المعنية بالقضية الصومالية، بما فيها الاتحاد الافريقي والأمم المتحدة والمؤتمر الاسلامي. من جهة أخرى، نفى رئيس الوزراء الإثيوبي ملس زيناوي إرسال قوات إلى الصومال. وقال خلال مؤتمر صحافي في أديس أبابا مساء أول من أمس:"لا ندري لماذا قد تحتاج إثيوبيا إلى إرسال قوات ... لدينا أشخاص يدربون قوات الأمن التابعة للحكومة الانتقالية، لكن لا وجود مسلحاً لنا بهذه الصفة". وكان سكان في مدينة بيداوة، حيث تتمركز الحكومة الصومالية الموقتة، أكدوا أن مئات الجنود الاثيوبيين توافدوا على المدينة لحماية الحكومة من أي هجوم محتمل لخصومها الإسلاميين. إلا أن زيناوي حذر ضمناً من احتمال تدخل بلاده، في حال حاول الإسلاميون إطاحة الحكومة. وقال:"لا يمكن إطاحة الحكومة الفيدرالية الانتقالية المعترف بها من المجتمع الدولي. وينبغي أن لا يتم ذلك بالقوة ... وفي حال حصل ذلك، فإن اثيوبيا لن تتساهل حيال مثل هذا التطور". وأضاف:"من حق كل الحكومات اللجوء الى الدفاع عن النفس والسعي وراء مساعدة دول صديقة اذا كانت في حاجة اليها"، معتبراً أن"الإسلاميين يمثلون تهديداً جدياً للمنطقة". من جهة أخرى، قُتل 21 شخصاً في مواجهات بين قبيلتين صوماليتين تنازعتا على ملكية أرض في منطقة أوغادين الإثيوبية. وقال عبدالرزاق عدن من فصيل سليمان إن"المواجهات اندلعت بين مسلحين من فصيل سليمان الذي ينتمي إلى قبيلة هويا وفصيل مريحان من قبيلة دارود"، مؤكداً أن 13 شخصاً من فصيله قتلوا. وأكد عبدالكريم صلاد علي، وهو أحد وجهاء فصيل مريحان، أن جماعته"خسرت ثمانية قتلى"، مضيفاً أن 33 شخصاً جرحوا. وأكد مسؤولون في"المحاكم الاسلامية"في بلدة عذابو على الحدود مع إثيوبيا ان المواجهات التي بدأت السبت استؤنفت أمس.