أعلنت"المحاكم الإسلامية"إنها لن تشارك في محادثات السلام المقرر استئنافها اليوم مع الحكومة الصومالية في الخرطوم، ما لم تنسحب القوات الإثيوبية التي تتمركز في مقر السلطات الانتقالية في بيداوة لمساعدة الحكومة الضعيفة في مواجهة الإسلاميين. لكن الجامعة العربية التي ترعى المفاوضات أكدت أنها ستعقد في موعدها. وكان مقرراً أن تعقد اليوم الاثنين الجولة الثالثة من المحادثات للبحث في تقاسم السلطة بين الأفرقاء الصوماليين، بعدما أسفرت الجولة الثانية عن هدنة هشة. وأعلنت الحكومة الموقتة أول من أمس أن رئيس البرلمان الانتقالي شريف حسن شيخ عدن سيرأس وفدها إلى المفاوضات مع"المحاكم"على رغم التصعيد العسكري بينهما الأسبوع الماضي. وقال مسؤول الشؤون الخارجية في"المحاكم"إبراهيم حسن عداو:"لن نشارك في محادثات الخرطوم ما لم تسحب إثيوبيا قواتها من الصومال". وعلى رغم أن 18 قيادياً إسلامياً يشكلون وفد"المحاكم"إلى المفاوضات غادروا أمس إلى الخرطوم، فإن عداو أكد أنهم لن يشاركوا في المحادثات حتى تسحب أديس أبابا جنودها. وأضاف:"لا يمكننا المضي قدماً في المصالحة وعملية السلام، فيما تنتشر قوات إثيوبية في بلدنا". وكانت إثيوبيا أقرت بإرسال"خبراء عسكريين"إلى الصومال لتدريب القوات الحكومية. غير أن ديبلوماسيين غربيين وشهوداً أكدوا مشاركة جنود إثيوبيين في الهجمات التي شنتها ميليشيات حكومية على بعض القرى جنوب البلاد. وأعلن الإسلاميون الجهاد ضد أديس أبابا. وفي المقابل، اتهم علي جيلي، وهو أحد نواب رئيس الوزراء الصومالي،"المحاكم"بمحاولة الالتفاف على المحادثات. وقال إن"الإسلاميين يحاولون تطويق جهود السلام... إنهم لا يريدون سلاماً". غير أنه رفض التعليق على وجود القوات الإثيوبية في البلاد. وشدد عداو على رفض الإسلاميين الرئاسة الكينية لجولة المفاوضات، بسبب موقف نيروبي المؤيد لنشر قوات أفريقية لحفظ السلام في البلاد، ما تعارضه"المحاكم"في شدة. وكانت الجامعة العربية قررت إشراك كينيا في رئاسة المحادثات، بعدما اتهمها الرئيس الانتقالي عبدالله يوسف بالانحياز إلى الإسلاميين. وفي القاهرة، أكد مسؤول الشؤون الأفريقي في الجامعة العربية السفير سمير حسني أن المحادثات ستعقد اليوم في الخرطوم، معرباً عن أمل الجامعة في"أن تؤتي هذه الجولة ثمارها في حل المشكلات العالقة، خصوصاً ما يتعلق بالمشاركة في السلطة والترتيبات الأمنية". وقال أمس للصحافيين قبل أن يغادر إلى الخرطوم، لرئاسة وفد الجامعة في المحادثات، إن المفاوضات"تعقد في ظل تدخلات لدول الجوار في الشأن الصومالي"، في إشارة إلى إثيوبيا.