ارتفعت حدة التوتر في الصومال أمس بعد إعلان فشل المفاوضات التي ترعاها الجامعة العربية بين"المحاكم الإسلامية"والحكومة الانتقالية في الخرطوم. وفيما حذر مبعوث الأممالمتحدة إلى الصومال فرانسوا فال من أن يؤدي انهيار محادثات السلام إلى نشوب حرب إقليمية واسعة. وقال فال إن"تعنت الطرفين أدى إلى انهيار المفاوضات المقررة والآن هناك خطر وقوع اشتباكات". وكان الوسطاء اعلنوا فشل مفاوضات السلام أول من أمس، بعد محاولات مضنية لإقناع الحكومة الانتقالية بالموافقة على ارجاء المفاوضات، كما يطالب الإسلاميون. وأعلنوا أن محادثات السلام عُلّقت الى أمد غير محدد، بعدما رفضت الحكومة هذا الطلب. وقالوا في بيان:"تمت الموافقة في اتفاق مشترك على ضرورة إجراء مزيد من المشاورات حول المسائل الاساسية والشكلية على السواء بطريقة يتقدم فيها الحوار". وأضاف الوسطاء:"ندعو الأطراف الصومالية إلى ممارسة ضبط النفس والسعي إلى احترام الاتفاقات السابقة التي تم التوصل إليها في الخرطوم". واتهم نائب مسؤول العلاقات الخارجية في"المحاكم"محمد علي إبراهيم كينيا بالسعي إلى تنفيذ مشروع لتخريب الصومال وتقسيمه. وأكد جدية"المحاكم"في إجراء المحادثات،"بدليل حضور وفدها إلى الخرطوم للمرة الثالثة". وقال إنها"تسعى إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية من خلال المفاوضات". وفى المقابل حذر رئيس وفد الحكومة إلى المحادثات عبدالله شيخ إسماعيل من"عواقب وخيمة"لتحركات"المحاكم"وتوسعها عسكرياً. وقال في مؤتمر صحافي في الخرطوم امس:"العالم يعرف أن المحاكم الاسلامية على مشارف بيداوة. وهذا التخويف لن ينال منا. هذه مؤامرة لن نركع لها، وسندافع عن بيداوة ومكاسب الشعب الصومالي والمؤسسات الدستورية التي يعني زوالها بداية الانهيار والفوضى في الصومال". وقال إن انهيار المفاوضات وراءه"مؤامرة خبيثة". وحمل الاسلاميين المسؤولية. لكنه أكد أن الحكومة"على استعداد للعودة إلى طاولة التفاوض حين تكون هنالك بوادر مشجعة". وعزز الإسلاميون والقوات الحكومية مواقعهم على طول الجبهة جنوبالصومال. وقال مرسال حجي علي الذي يقود الميليشيات الاسلامية في قرية موتي موتي قرب بيداوة:"بات مجاهدونا جاهزين في خنادق على طول الجبهة، وعزز كل المقاتلين الباقين مواقعهم في منطقة القتال لأن أعداء الله يريدون شن هجوم واسع". وفر مئات المدنيين من المنطقة بين موتي موتي ومدينة دينوناي التي تسيطر عليها القوات الحكومية. وقال عدن اسكندر نورو، وهو من سكان المنطقة المحاذية لموتي موتي:"شاهدت 25 آلية وأكثر من 100 من عناصر الميليشيات يتوجهون إلى موتي موتي". واضاف:"من الواضح أن معارك عنيفة ستبدأ قريباً". وقال الناطق باسم"المحاكم"عبدالرحيم مودي ل"الحياة"إن"كينيا وإثيوبيا والحكومة تآمرت لإفشال المحادثات". وأضاف أن"القوات الإثيوبية في الصومال. والإثيوبيون يعرقلون دائماً وأبداً جهود المصالحة بين الطرفين. أما الحكومة فتعتقد أنها لن تستمر من دون إثيوبيا وقواتها. وكينيا ليست محايدة، بل منحازة إلى الحكومة ضد المحاكم". وشدد على أن"المحاكم لن تبادر بمهاجمة بيداوة". من جهة أخرى، انضم مئات من جنود الجيش الصومالي السابق إلى"المحاكم"، للدفاع عن بلادهم ضد إثيوبيا. ونظم الإسلاميون حفلة لإعلان انضمام الجنود إليهم في وسط مقديشو، أمس، تضمنت عرضاً عسكرياً. وقال الكولونيل عبدي غوليد:"نحن مستعدون للمشاركة في الدفاع عن بلدنا. وسنصبح جزءاً من المحاكم الإسلامية". وأضاف:"أنا أمثل 692 جندياً صومالياً سابقاً، بينهم 44 ضابطاً رفيعاً".