يقدم الرئيس الفرنسي جاك شيراك، اقتراحاً الى قمة حلف شمال الأطلسي ناتو التي تعقد في العاصمة اللاتفية ريغا اليوم الثلثاء، يقضي بإنشاء"مجموعة اتصال"للتنسيق بين الدول المعنية بالوضع في أفغانستان. وتضم المجموعة الدول المساهمة بقواتها على الأرض في أفغانستان والمنظمات الدولية الكبرى مثل البنك الدولي والاتحاد الأوروبي. في الوقت ذاته، يتوقع ان يحض الرئيس الأميركي جورج بوش خلال مشاركته في قمة حلف شمال الأطلسي دول ال"ناتو"على الالتزام في شكل اكبر في أفغانستان حيث يمكن لأي تدهور للوضع ان يوجه له ضربة موجعة للتحالف الغربي في ظل الصعوبات التي يواجهها في العراق. ويفترض ان اجتماع قادة الأطلسي الثلثاء والأربعاء، مخصص للتحول في دور الحلف وتوسيعه وعلاقاته مع الاتحاد الأوروبي او روسيا، لكن المسؤول الثالث في وزارة الخارجية الأميركية نيكولاس بيرنز أكد ان"المسألة التي تحتل الأولوية بالنسبة إلينا هي أفغانستان". ورأى الجنرال جوزف رالستون، قائد قوات الحلف الأطلسي في أوروبا بين سنتي 2000 و2003، ان أي"فشل عسكري في أفغانستان ... سيكون كارثياً بالنسبة الى الحلف"، فيما أكد بوش ان أفغانستان هي أيضاً مسرح"للحرب الشاملة"التي أعلنها على الإرهاب، لذلك فان اي فشل سيكون كارثياً بالنسبة إليه أيضاً. وتعززت ضرورة الحسم في أفغانستان، في ظل هجمات جديدة على قوات ال"ناتو"في جنوب البلاد. وأعلنت القوة الدولية للمساعدة في إحلال الأمن في أفغانستان"ايساف"التي يقودها الأطلسي، مقتل اثنين من جنودها في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة في مدينة قندهار أمس. وأشارت في بيان تلقت"الحياة"نسخة منه إلى استقدام قوات إضافية لتطويق المنطقة والبحث عن مقاتلين يشتبه بانتمائهم لحركة"طالبان". ولم تحدد"ايساف"جنسية القتيلين، لكن الكنديين يشكلون الجزء الأكبر من القوة في قندهار. وقال مدنيون في المنطقة ان القوة الأجنبية طوقت مكان الهجوم الذي وقع على طريق فيه مبان حكومية. وأضافوا ان المهاجم الانتحاري اقتحم قافلة ل"ايساف"بسيارته. وشوهدت ألسنة اللهب وأعمدة الدخان تتصاعد من إحدى المركبات، فيما حلقت مروحية ل"ايساف"فوق المكان. شيراك من جهة أخرى، يفصل شيراك اقتراحه في شأن أفغانستان في مقال ينشر اليوم في صحف 26 من الدول الأعضاء في الأطلسي. ويقدر عدد القوات الفرنسية في كابول بحوالى 1100 عنصر، وتعتبر فرنسا ان زيادة عدد القوات العاملة في أفغانستان وعددها 32 ألف عنصر من 37 دولة، ليس الحل الأفضل، وتفضل على ذلك تعزيز دعم حكومة الرئيس الأفغاني حميد كارزاي وأجهزتها، من شرطة وجيش وتدريب القوات المعنية على مكافحة المخدرات. وقال مصدر فرنسي رفيع، انه ينبغي إشراك دول المنطقة بما فيها إيران في هذه الاستراتيجية. وذكر ان فرنسا وافقت على ان يخرج جنودها من كابول لمساعدة جنود الحلفاء على مواجهة مقاتلي"طالبان"في جنوب البلاد في الحالات الطارئة، وذلك تجاوباً مع طلب قيادة الحلف. لكن الرئاسة الفرنسية تعتبر ان مثل هذه المساعدة ستقرر من قبل القيادة الفرنسية عند بروز حالات طارئة. ورأى المصدر ان هذا الموقف يعبر عن ليونة الموقف الفرنسي من دون ان تتراجع فرنسا عن موقفها الرافض لانتشار القوات خارج كابول. وأشار الى ان 200 من القوات الخاصة الفرنسية كانت انتشرت في الجنوب في إطار عملية محددة وهي بصدد سحب هذه القوات تدريجاً. حذر أوروبي في باكستان، أبلغت"الحياة"مصادر على صلة بالملا داد الله القائد العسكري ل"طالبان"في الجنوب الأفغاني أن الحركة رفضت أخيراً، عرضاً من دولة أوروبية مهمة تشارك في القوات المتعددة الجنسية في الجنوب الأفغاني، لوقف لإطلاق النار بين الجانبين. واشترطت"طالبان"البحث في انسحاب القوات الأجنبية من البلاد. يذكر ان العديد من الدول الأعضاء في الحلف والمشاركة في القوات الدولية في أفغانستان أعلنت عدم رغبتها بالزج بقوات بلادها في المناطق الملتهبة جنوب البلاد حيث تخوض قوات"طالبان"حرب عصابات ضد"الأطلسي". ورفضت ألمانيا وبولندا صراحة الزج بقواتهما في الجنوب الأفغاني أو القيام بعمليات مطاردة لمقاتلي الحركة في المناطق الأفغانية. توسيع الحلف ويتوقع ان تبحث قمة ريغا توسيع حلف الأطلسي ليشمل ثلاث دول هي كرواتيا وألبانيا ومقدونيا، التي ستدعى الى المشاركة في مهمات الحلف سنة 2008 اذا حققت الشروط اللازمة لعضويتها.