أعلنت القوات الدولية للمساعدة في إرساء الأمن في أفغانستان إيساف والتابعة لحلف شمال الأطلسي ناتو مقتل جندي في صفوفها وجرح آخر في هجوم شنه مقاتلون من حركة"طالبان"على دوريتهم في منطقة قارا باج بولاية غزني جنوب. وأوضحت قوات"إيساف"أن جنودها اشتبكوا مع المهاجمين بالأسلحة الخفيفة، قبل أن يطلبوا مساندة جوية. ويتوقع أن يعلن قادة الدول الأعضاء في حلف الأطلسي الذين سيجتمعون في ريغا في 28 و29 من الشهر الجاري التزامهم على المدى الطويل بأفغانستان. لكن ديبلوماسيين استبعدوا التوصل إلى موقف موحد حول طريقة إدارة العمليات العسكرية في أفغانستان، ما يتناقض مع رغبة الأميركيين في جعل المهمات في العراق نموذجاً للعمليات"في الحلف الأطلسي الجديد الشامل خلال القرن الحادي والعشرين". وفي مواجهة أعمال العنف الكثيفة التي نفذتها"طالبان"هذه السنة، وأسفرت عن سقوط عشرات القتلى في صفوف"إيساف"، ينتظر القادة العسكريون للحلف قدوم فوج احتياطي وعد به الحلفاء أي حوالى ألفي رجل مع إمكاناتهم اللوجستية ووسائل الاتصال والاستطلاع مدعومين بالمروحيات. وتطرق رئيس الوزراء البريطاني توني بلير والأمين العام للحلف الأطلسي ياب دي هوب شيفر إلى مبادئ التضامن لتقاسم المهمات بين الحلفاء. لكن الالتفاف على قوانين الحلف الأطلسي التي تشترط موافقة السلطات الوطنية على كل تحرك لقواتها وبرلماناتها أحياناً قد تعرقل هذا الأمر. وأفادت وسائل إعلام ألمانية أمس، أن الحكومة تعتزم تقديم مساعدات تنمية إلى جنوبأفغانستان بدلاً من إرسال جنودها إلى مناطقها المضطربة. وقررت الحكومة تشييد طريق في ولاية قندهار بتكلفة مليون يورو، فيما أشارت معلومات إلى أن المستشارة أنغلا مركل ستعرض في اجتماع ريغا تقديم طائرات استطلاع من دون طيار للمشاركة في عمليات جنوبأفغانستان، علماً أنها رفضت الأربعاء الماضي توسيع تفويض نحو ثلاثة آلاف جندي ليشمل منطقة جنوبأفغانستان. ورأى المحلل السياسي الأفغاني قاسم أخجر أن رفع عدد القوات الأجنبية سيزيد تعقيدات الموقف، وقال:"إذا كانت قوات الناتو ترغب في أداء المهمة والعودة إلى بلادها فيجب أن تعزز قوات الأمن الأفغانية والمساعدة في إعمار البلاد، ووقف قتل الأبرياء للاشتباه في أنهم مقاتلون في طالبان". وفي نهاية تشرين الأول أكتوبر الماضي قتل عشرات المدنيين معظمهم من النساء والأطفال في ولاية قندهار، حيث قصفت طائرات حربية للحلف الأطلسي منازلهم. ومازال التحقيق جارياً في هذه العملية. وبعكس الولاياتالجنوبية تلقى قوات"إيساف"ترحيباً كبيراً في العاصمة كابول والشمال والغرب حيث تقل أعمال العنف التي تشنها"طالبان".