وقع ممثلو أكثر من ثلاثين دولة أمس اتفاقاً على بناء أحدث مفاعل نووي في العالم يعمل بأسلوب التحام النوى الذرية ويهدف إلى تطوير مصدر رخيص ووفير للطاقة. وبعد شهور من الجدل، تغلبت فرنسا على اليابان في مساعيهما لاستضافة المفاعل التجريبي النووي الحراري الدولي إيتر الذي سيكلف عشرة بلايين يورو 12.8 بلايين دولار والذي تقرر أن يقام في كاداراش بالقرب من مدينة مارسيليا في جنوبفرنسا. وفي حفلة استضافها الرئيس الفرنسي جاك شيراك في قصر إليزيه في باريس، وقع ممثلون عن الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدةواليابان والهند وروسيا وكوريا الجنوبيةوالصين الاتفاق الذي يضع اللمسات النهائية على المشروع بعد مفاوضات استغرقت سنوات. وقال شيراك مؤكداً أهمية المشروع:"إذا لم يتغير شيء سيستهلك البشر في غضون مئتي سنة موارد الوقود الأحفوري التي تراكمت على مر مئات ملايين السنوات"، مضيفاً:"مشروع إيتر انتصار لمصالح الإنسانية". ويهدف مفاعل"إيتر"إلى تحويل مياه البحر إلى وقود من طريق محاكاة الأسلوب الذي تنتج به الشمس الطاقة. ويقول مؤيدوه إن الطاقة التي ينتجها ستكون أقل تلويثاً للبيئة من المفاعلات النووية القائمة، لكن منتقديه يقولون إن بناء مفاعل مجد اقتصادياً من هذا النوع قد لا يكون ممكناً قبل 50 سنة إذا أمكن بناؤه أصلاً. وعلى عكس المفاعلات القائمة التي تنتج الطاقة من طريق الانشطار النووي، سينتج المفاعل الجديد الطاقة من طريق التحام النوى الذرية. وعلى رغم البحوث التي أجريت على مدى عشرات السنوات، لم تتمكن المفاعلات التجريبية من هذا النوع من إنتاج طاقة تفوق ما تستهلكه. في غضون ذلك، أفادت الصين بأنها ستبني أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم في إقليم جانسو الشمالي الغربي الفقير، وذلك في إطار مساعيها لتقليل اعتمادها على الفحم لدعم ازدهارها الاقتصادي. وأشارت وكالة أنباء "شينخوا"إلى أن المشروع سيكلف 766 مليون دولار ويستغرق تشييده خمس سنوات. ومن المقرر أن تصل طاقة المشروع إلى مئة ميغاوات. واختار مخططون مدينة دونهوانغ لإقامة المحطة. وأكبر محطة في العالم حالياً مشروع محطة طاقتها 5 ميغاوات في لايبزيغ في ألمانيا وتضم 33500 لوحة شمسية. خيارات أستراليا وفي أستراليا، أظهرت دراسة أجريت بناء على طلب الحكومة أن الطاقة النووية هي أحد الخيارات العملية المطروحة أمام أستراليا التي تمتلك أكبر مخزون من اليورانيوم في العالم. وتوصل عالم الفيزياء النووية الأسترالي زيغي سويتكويسكي بعد خمسة شهور من البحث إلى أن من الممكن استغلال الطاقة النووية لإمداد شبكة الكهرباء المحلية بالطاقة في غضون 10 إلى 15 سنة، وتوليد أكثر من ثلث احتياجات البلاد من الكهرباء بواسطة 25محطة نووية. ووجدت الدراسة أن تصميمات المحطات النووية الحديثة أصبحت توفر مستوى أمان أعلى كثيراً من مستويات الأمان الموجودة في مفاعل تشيرنوبيل في أوكرانيا أو مفاعل ثري ميل آيلاند في الولاياتالمتحدة اللذين تعرضا لحوادث، كما أن في أستراليا مناطق مناسبة جغرافياً لتخزين النفايات النووية من دون مخاطر. وتمتلك أستراليا حوالى ثلاثين في المئة من المخزون العالمي لليورانيوم. وقال سويتكويسكي إنها إذا نجحت في استغلال هذه العناصر لإنتاج الطاقة النووية، فإنها ستقلل من الانبعاثات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري بنسبة 18 في المئة. ورفض كيم بيزلي زعيم حزب العمل المعارض أي مساعٍ لمعالجة اليورانيوم على المستوى المحلي وصرح بأن مستقبل أستراليا يعتمد على استخدام مصادر الطاقة المتجددة وتقنيات الاستخدام النظيف للفحم.