للمرة الأولى منذ اشهر طويلة أُطلقت خلالها مئات الصواريخ المحلية الصنع على أهداف اسرائيلية، قتل احد هذه الصواريخ امرأة اسرائيلية وتسبب في اصابة عدد آخر من الاسرائيليين في بلدة سديروت جنوب اسرائيل الى الشرق من بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة. ومساء امس، اطلق صاروخ آخر على سديروت اسفر عن اصابة شاب، في حين اصدر رئيس الحكومة ايهود اولمرت اوامره بالرد على مطلقي الصواريخ. وفي وقت سابق امس، بتر الاطباء في مستشفى اسرائيلي ساق احد المصابين، وهو احد حراس وزير الدفاع الاسرائيلي عمير بيرتس الذي توعد بالقصاص من مطلقي الصواريخ، في وقت تعالت فيه اصوات اسرائيلية بتنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق في القطاع على غرار عملية"السور الواقي"في الضفة الغربية في ربيع العام 2002. وكان مسلحون فلسطينيون اطلقوا ستة صواريخ محلية الصنع باتجاه بلدات وقرى تعاونية اسرائيلية تجثم فوق اراضي قرى فلسطينية مدمرة في منطقة النقب الغربي القريبة من قطاع غزة. وبحسب مصادر اسرائيلية، فان صاروخين سقطا في مركز بلدة سديروت، ما ادى الى مقتل المرأة واصابة حارس بيرتس بجروح خطيرة ادت الى بتر ساقه، فيما اصيب ستة آخرون. وتبنى الهجوم كل من"كتائب القسام"، الذراع العسكرية لحركة"حماس"، و"سرايا القدس"، الذراع العسكرية لحركة"الجهاد الاسلامي". ودب خلاف بين الحركتين وانعكس في تصريحات مسؤولين في الحركتين لإذاعتي"الاقصى"التابعة ل"حماس"و"القدس"التابعة ل"الجهاد". وعقد بيرتس في اعقاب الهجوم جلسة تشاورية لكبار القادة الامنيين والعسكريين، وهدد بأن الدولة العبرية ستعاقب مطلقي الصواريخ، بمن فيهم"قادة التنظيمات الارهابية"، وقال ان"هذه المنظمات ستدفع ثمناً باهظاً جراء اعتداءاتها". بدوره، دعا عضو لجنة الخارجية والامن في الكنيست داني نافيه ليكود الى"تنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق في القطاع على جناح السرعة"، كما دعا وزير الداخلية روني بار أون الى توسيع العمليات العسكرية في القطاع بعد مقتل الاسرائيلية. وكان وزير الامن الداخلي آفي ديختر طالب في وقت سابق المستوى السياسي باصدار الاوامر للجيش الاسرائيلي بالعمل على وقف اطلاق الصواريخ الفلسطينية في شكل مطلق وبكل الوسائل المطلوبة، بما في ذلك القصف الجوي والمدفعي والبري وبعمليات عسكرية، حتى لو أدت الى تعريض حياة جنود اسرائيليين للخطر. واعتبر الوزير الذي شغل في السابق منصب رئيس جهاز الامن العام"شاباك"ان ما يمارسه الجيش الاسرائيلي من عمليات ومجازر ومذابح في القطاع"ليس كافياً"، مطالباً"بتوسيع هذه العمليات". وبحسب تقديرات امنية اسرائيلية، فان الصواريخ اطلقت من منطقة قريبة من بلدة بيت حانون التي تعرضت لمجزرة رهيبة راح ضحيتها 18 مدنياً، 16 منهم من عائلة واحدة. وفي البلدة امس، بدا التوجس والخوف سيد الموقف في اعقاب مقتل الاسرائيلية والبازار الاسرائيلي للقصاص من الفلسطينيين. ويخشى سكان البلدة ومخيم جباليا وبلدة بيت لاهيا القريبين منها من قيام قوات الاحتلال باعادة احتلال المنطقة وارتكاب مجازر جديدة مشابهة لتلك التي ارتكبتها في عملية"غيوم الخريف"التي نفذت في بيت حانون اخيرا وادت الى استشهاد اكثر من 80 فلسطينيا، معظمهم من المدنيين. كما اتخذ كثير من رجال المقاومة خصوصا في"حماس"و"الجهاد"احتياطات امنية اضافية في اعقاب الهجوم، واغلقوا هواتفهم النقالة واحجموا عن قيادة السيارات والتنقل بحرية في شوارع القطاع تحسباً لقيام قوات الاحتلال بعمليات اغتيال في حقهم. وصادفت هذه التطورات الذكرى ال18 لاعلان الاستقلال الفلسطيني في ختام دورة للمجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر عام 1988 ابان الانتفاضة الكبرى 87 - 1993. واعتبرت منظمة"بتسيلم"الاسرائيلية للدفاع عن حقوق الانسان ا ف ب ان اطلاق الصواريخ الفلسطينية من قطاع غزة على مدينة سديروت جنوب يوازي"جرائم حرب". وجاء في بيان لهذه المنظمة الناشطة في الاراضي الفلسطينية ان"بتسيلم كانت اعلنت مرات عدة في الماضي ان الهجمات العشوائية ضد المدنيين تشكل خرقا خطيرا للقانون الانساني الدولي وان الذين ينفذونها يواجهون ملاحقات بتهمة ارتكاب جرائم حرب". واضاف البيان ان"بتسيلم تدعو السلطة الفلسطينية الى فرض سلطتها على الاشخاص الضالعين في اطلاق الصواريخ على البلدات الاسرائيلية".