في وقت أكدت الخرطوم أنها ترغب في تفادي المواجهة مع المجتمع الدولي، كشفت الخارجية السودانية أنها تجري"تحركات مكثفة"لترويج صيغة"الاتحاد الأقريقي زائداً الأممالمتحدة"، للخروج من أزمة رفض الخرطوم قرار مجلس الأمن الرقم 1706 الذي يدعو إلى نشر قوة دولية في دارفور، تقوم على تمديد مهمة القوات الأفريقية في الإقليم على أن"تدعمها"المنظمة الدولية. وأعلنت الخارجية السودانية أن الرئيس عمر البشير يجري مشاورات مكثفة مع الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي للتوصل إلى صيغة"طريق ثالث"بين رفض السودان للقوات الدولية وتنفيذ القرار 1706. وترتكز هذه المبادرة إلى اقتراح تمديد ولاية القوات الأفريقية في دارفور التي ينتهي تفويضها نهاية العام الجاري، على أن تدعمها الأممالمتحدة"مالياً ولوجستياً". وقال الناطق باسم الخارجية علي الصادق إن"هذا الطرح قيد المناقشة"، مشيراً إلى رسائل متبادلة بين البشير والأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان ومفوض الاتحاد الأفريقي ألفا عمر كوناري في هذا الشأن. ولفت إلى أن"مجمل ما ورد في هذه الرسائل هو الحديث عن إمكان التوصل إلى طريق وسط بين تنفيذ القرار 1706 ورفض السودان استقبال قوات دولية". وأضاف أن"الطريق الثالث يعني أنه يمكن التوصل إلى صيغة بين موقف السودان وموقف بعض الدول التي تصر على تنفيذ القرار"، مشدداً على أن"دعم القوات الأفريقية في دارفور مادياً ولوجستياً وفنياً هو أنسب حل لهذه المعضلة... المشاورات كافة تجري حالياً". إلى ذلك، تلقت الحكومة طلباً من أنان للسماح بعودة مبعوثه إلى السودان يان برونك الذي طردته الخرطوم،"لبضعة أيام يجمع خلالها متعلقاته الشخصية ويغادر بعدها نهائياً"، بحسب مسؤول سوداني. وقال نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني الحاكم للشؤون السياسية والتنظيمية الدكتور نافع علي نافع إن"عودة برونك إلى الخرطوم لن تكون بصفته ممثلاً للأمين العام، بل بصفته الشخصية بطلب من كوفي أنان، كي يتمكن من تسليم مهماته"لمبعوث جديد. من جهة أخرى، أ ف ب أعلنت مصادر في الجيش التشادي والمتمردين أن معارك"خطيرة"استؤنفت صباح أمس بين القوات الحكومية ومقاتلي"اتحاد قوى الديموقراطية والتنمية"في أقصى شرق تشاد قرب الحدود مع السودان. وقال وزير الدفاع التشادي بشارة عيسى جادالله إن"المعارك اندلعت صباحاً، وقامت قواتنا التي كانت تطارد المتمردين بمحاصرتهم... لقد أسرنا عدداً كبيراً منهم". وفي المقابل، قال الرجل الثاني في"اتحاد قوى الديموقراطية والتنمية"الشيخ ابن عمر إن"معركة كبيرة اندلعت صباحاً بين قواتنا والقوات الحكومية في محيط حجر ميرام على بعد 150 كلم شمال شرق أم تيمان". وأضاف:"حاصرنا ثلاث كتائب والمعارك مستمرة". واتهمت تشاد السودان بدعم المتمردين وهددت بالرد، مؤكدة أن الطيران الحربي السوداني قصف قرى لمساعدة المتمردين شرق البلاد. لكن الخرطوم نفت كل هذه المزاعم. وأعلنت الأممالمتحدة أنها تبحث في إرسال مراقبين إلى تشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى قرب الحدود مع السودان. وقال مسؤول عمليات حفظ السلام في الأممالمتحدة جان ماري غهينو أول من أمس إن المنظمة الدولية قد ترسل مراقبين إلى البلدين"للتحري عن الاضطرابات قرب النقاط الحدودية، ومراقبة الموقف الامني في المنطقة وانشطة المسلحين عبر الحدود".