تأهب الحزب الديموقراطي الأميركي أمس لاستعادة زمام المبادرة ووضع أجندة جديدة للكونغرس الرقم110 الذي اكتسحه الحزب الأزرق الديموقراطي بمجلسيه، ووعد بإطلاق جلسات استماع وفتح تحقيقات يستدعى خلالها كبار المسؤولين في إدارة الرئيس جورج بوش في شأن ملفات العراق والسياسة النفطية والأمن القومي. وليس بعيداً عن البيت الأبيض حيث التقى الرئيس بوش أمس بالقيادة الجديدة للكونغرس الأميركي يتقدمها زعيم الغالبية في مجلس الشيوخ هاري ريد ورئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي التي وصفت بوش قبلاً بال"غير كفوء"و"الإمبراطور من دون ثياب"، تعهد السناتور جوزف بايدن الذي سيرأس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ بعد حسمه للديموقراطيين بفارق مقعدين، بإطلاق"جلسات استماع صارمة"فور انتقال السلطة الاشتراعية للحزب في كانون الثاني يناير المقبل. ويحتم أي تغيير في الغالبية في الكونغرس تحول في قيادة اللجان وعضويتها إلى الحزب الفائز، وبالتالي ستشهد اللجان الحالية عملية إعادة ترتيب غير مسبوقة منذ العام 1994 عندما سيطر الجمهوريون على الكونغرس. وسيتولى الديموقراطيون قيادة اللجان وستكون لهم الأكثرية، فيما ستتحول أصوات الحزب الجمهوري إلى أقلية داخل تلك اللجان. الشأن العراقي وقال السناتور بايدن، وهو من دعاة الحل الكونفيديرالي في العراق، إن جلسات لجنته ستتمحور حول الشأن العراقي ولن يتردد فيها باستدعاء كبار مسؤولي البيت الأبيض"لإيجاد مخرج من الحفرة التي وقعنا فيها هناك". وأشار بايدن الذي سيخلف السناتور الجمهوري ريتشارد لوغار على رأس أحد أقوى لجان الكونغرس وأكثرها فاعلية، إلى أن الأولوية ستعطى للأزمة العراقية الحالية وليس لفتح ملفات طويت حول قرار خوض الحرب مثل أسلحة الدمار الشامل أو الحجج الأخرى لتبرير الحرب. وسيقابل عمل لجنة الشيوخ، استدعاءات مماثلة في مجلس النواب الذي تعهدت قيادات لجانه الجديدة، مثل تشارلز راينجل لجنة الوسائل والطرق إلى فتح ملفات مثل عقود إعادة الأعمار في العراق، والتي تطاول شركات عملاقة مثل هاليبرتون أدارها نائب الرئيس ديك تشيني من 1995 -2000 أو"لوكهيد مارتن"الدفاعية. وسيحق للكونغرس الجديد إعادة تلزيم العقود وتحويل الملفات إلى القضاء الأميركي في حال ثبوت مخالفات قانونية أو أي تعد على الدستور. وتوقع الخبراء أن يتحاشى الحزب في المدى القصير الدخول في ملفات تضعف صورته في مسائل الأمن القومي، مثل إعادة فتح ملف التنصت وصلاحيات الاستخبارات بعد هجمات 11 أيلول سبتمبر 2001 أو حتى معتقل غوانتانامو. وشددت بيلوسي على أن القيادة ستركز على الملفات التي توحد الحزب والتي ستتضمن أيضاً السياسة النفطية وجلسات استماع حول أسعار النفط تديرها لجنة الطاقة برئاسة النائب جون دينغل. حماس و"حزب الله" وسيحظى النائب توم لانتوس بعد ترؤسه لجنة العلاقات الدولية في مجلس النواب بحق فتح ملفات المساعدات الخارجية للسلطة الفلسطينية والحكومة اللبنانية والتي عارضها سابقاً، في ظل تولي حركة المقاومة الإسلامية حماس السلطة وعدم قيام الحكومة اللبنانية بنزع سلاح"حزب الله". كما سيفتح الديموقراطيون ملفات إدارة الموانئ والعقود الممنوحة لشركات صينية في ولاية كاليفورنيا. وستكثف كل هذه القضايا الضغوط على إدارة بوش كما ستعرقل أجندته الخارجية في السنتين المتبقيتين من ولايته وسيكون لها اليد الطولى في بت التعيينات القضائية أو المسؤولين الجدد في الإدارة.