صعد الجيش التركي من حدة لهجته المحذرة من خطر من سماهم"الرجعيين"على النظام العلماني في البلاد. وأكد قائد الأركان الجنرال يشار بيوك أنيط الذي تسلم منصبه أخيراً، في خطاب في الكلية الحربية في اسطنبول، أن هناك أدلة واضحة على أن العلمانية في خطر، مشدداً على ضرورة اتخاذ تدابير عاجلة وقوية للتصدي للتيار"الرجعي الإسلامي"في تركيا. واعتبر بيوك أنيط أن دعوة رئيس البرلمان بولند أرينش لإعادة تعريف العلمانية، وتطاول بعض الأوساط على الجيش ودوره وعلى"الأتاتوركية"، كلها أدلة واضحة على تنامي القوى الرجعية في تركيا. كما نال رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي لدى أنقره هانس كريشنر نصيبه من تصريحات بيوك أنيط النارية، إذ قال قائد الأركان إن الاتحاد الأوروبي يستقي معلوماته عن الجيش في تركيا من مصادر منحازة وكاذبة تسعى إلى تشويه صورة الجيش. وأضاف:"لا أعرف ما الذي يزعج كريشنر في تصريحاتنا حول نظام التعليم والدين في مدارس الدولة، هل في ما قلناه خطأ؟". واستدرك قائلاً إنه يدعم سعي بلاده إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، لكنه أكد مجدداً أن صلاحيات الجيش مذكورة في الدستور، وهي تخوله التدخل في أي شأن يرى أنه قد يشكل تهديداً أو خطراً على أمن تركيا أو نظامها العلماني. كما جدد بيوك أنيط رفضه عرض وقف النار الذي أعلنه حزب العمال الكردستاني، وأكد أن الجيش لن يوقف هجماته ضد الحزب حتى القضاء على آخر عنصر فيه. وجاءت تصريحات بيوك أنيط على رغم اجتماع رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان به قبل يومين، طالباً عدم نقل أي خلاف إلى الإعلام ومراعاة حساسية الاقتصاد التركي لمثل تلك التصريحات. كما جاءت على رغم نفي أردوغان وجود ما يسمى خطر الرجعية، وذلك تعقيباً على تصريحات الرئيس أحمد نجدت سيزر في افتتاح الدورة البرلمانية الجديدة يوم الأحد، إذ ضم صوته إلى صوت العسكر محذراً من خطر الرجعية الإسلامية في تركيا. كما طالب نائب رئيس الوزراء محمد علي شاهين الجيش، بتوضيح قصده بالقوى الرجعية لأن المواطنين المتدينين متضايقون من توجيه أصابع الاتهام إليهم بهذه الطريقة. كما أن تأكيد الجنرال بيوك أنيط على ضرورة الاستمرار في مقاتلة حزب العمال الكردستاني حتى بعد وقف إطلاق النار، يحمل تحذيراً مبطناً لكل من أردوغان والرئيس الأميركي جورج بوش اللذين يبحثان في واشنطن هذه القضية، مع وجود تسريبات باحتمال عقد صفقة حول هذا الموضوع تمهد لحل سياسي للقضية الكردية في تركيا. ولاحقاً أصيب عشرات في انفجار استهدف مقهى في إزمير غرب، علماً أن مجموعة كردية متطرفة أعلنت هذه السنة مسؤوليتها عن عدد من الإعتداءات التي استهدفت منتجعات سياحية.