استجاب حزب العمال الكردستاني لدعوة زعيمه المسجون في تركيا عبدالله أوجلان، وأعلن في مؤتمر صحافي عقده رئيس الجناح العسكري في الحزب مراد كارايلان في جبال قنديل شمال العراق عن وقف إطلاق للنار من جانب واحد مع الجيش التركي. وقال كارايلان إن فترة وقف النار ستكون مفتوحة، وتتحدد بمجرى التطورات والأحداث، وذلك في إشارة إلى أن احتمال عودة الحزب عن قراره وارد، خصوصاً مع قراره الإبقاء على سلاحه ورفضه التخلي عنه. وأكد كارايلان أن الحزب لن يقوم بأي هجوم لكنه سيدافع عن نفسه في حال هاجمه الجيش التركي. وجدد الحزب دعوته تركيا إلى حل النقاط الست الذي اقترحه قبل شهر من أجل حل القضية الكردية من خلال الاعتراف بحقوق سياسية وقومية للأكراد في تركيا وبناء جمهورية جديدة يتشارك فيها الأكراد والاتراك وتعتمد اللغة الكردية لغة للتعليم، مع إصدار عفو شامل عن زعيم"الكردستاني"وعناصره. وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان رفض عرض وقف النار، قائلاً إنه يتم بين دول وليس بين دولة وحزب إرهابي. وطالب أردوغان الحزب بإلقاء سلاحه وحل نفسه. كما أكد قائد القوات البرية التركي الجنرال الكر باش بوغ أن عمليات الجيش ستستمر داخل تركيا حتى القضاء على آخر عنصر مسلح من عناصر الحزب. وأشار سياسيون أتراك إلى توقيت وقف النار الذي جاء عشية لقاء أردوغان مع الرئيس الاميركي جورج بوش الذي لعب دوراً في الضغط على القيادات الكردية العراقية من أجل إجبار الحزب الكردستاني على وقف النار، كما عين الجنرال المتقاعد جوزيف رالتسون منسقاً لمكافحة حزب العمال الكردستاني بالتعاون مع منسقين آخرين: تركي وعراقي. وجاء وقف النار قبل بدء اللجنة الثلاثية عملها. ودفع التوقيت العديد من السياسيين الأتراك إلى القول لإن الملف الكردي في تركيا، دوِّل، وان واشنطن أصبحت وسيطاً وطرفاً مهماً فيه، وعليه فمن المتوقع أن يتصدر الملف الكردي محادثات أردوغان - بوش، خصوصاً أن تقارير تركية تحدثت عن نية رئيس الوزراء التركي طرح صفقة على نظيره الأميركي، تتضمن تصفية حزب العمال الكردستاني في مقابل دعم تركي عسكري في العراق وسياسي ضد إيران وحل سياسي للقضية الكردية في تركيا، في حال ربح أردوغان الانتخابات البرلمانية المقبلة. وأزعجت هذه التسريبات التي تتحدث عن صفقة تركية - أميركية قيادات الجيش التركي، إذ أعلن قائد أركان الجديد يشار بيوك انيط أنه سيلقي كلمه في غاية الأهمية قبل 5 ساعات فقط من لقاء بوش - أردوغان ستذاع على الهواء مباشرة في سابقة هي الأولى في تركيا. ويتوقع أن تتضمن تلك الكلمة تحذيرات شديدة من الاتجاه إلى حل فيديرالي للقضية الكردية أو أي حل يتجاوز إعطاء الأكراد حقوقاً ثقافية في تركيا يخالف بناء الدولة القومية التركية.