أعلن الجيش التركي امس، مقتل خمسة من عناصر حزب العمال الكردستاني، عقب اشتباكات بين الطرفين وقعت في محافظة بنغول جنوب شرقي تركيا، فيما اصيب سائق سيارة اجرة بجروح بعدما مرت سيارته فوق لغم ارضي زرعه مقاتلو"الكردستاني"على احدى الطرق الريفية في المحافظة. وهذه اول مرة يصاب مدني في هجمات الحزب الكردستاني التي استأنفها منذ نحو شهرين، واستهدف من خلالها قوات الجيش التركي، وذلك في وقت تستمر عمليات الجيش التركي ضد عناصر الحزب المتمركزين في محافظة تونجلي المجاورة، ضمن سلسلة عمليات بدأها الجيش في نيسان ابريل الماضي. وتعرف تلك العمليات ب"تنظيفات الربيع"السنوية التي يسعى من خلالها الجيش الى تصفية من يستطيع التسلل من عناصر الحزب الكردستاني من شمال العراق الى الاراضي التركية. وكان سفراء الاتحاد الاوروبي في انقرة وجهوا انتقادات لهجمات الجيش التركي في تلك المنطقة واقترحوا وقفها وإصدار عفو عام عن انصار"الكردستاني"كنقطة بداية لحل الملف الكردي في تركيا. ورفض رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان هذا الاقتراح وكذلك قائد القوات البرية الجنرال يشار بيوك انيط الذي قال ان الجيش لن يوقف عملياته طالما أن هناك مسلحين من الحزب داخل الاراضي التركية. وأشار الى ان عشرات الجنود الاتراك قتلوا خلال الشهرين الماضيين، سواء في هجمات نظمها الحزب او من خلال الالغام التي يزرعها على الطرقات. وفي المقابل، يقول حزب العمال الكردستاني ان هجماته محدودة وتأتي في اطار رد فعل على عمليات الجيش التركي وان الحزب لا يبادر الى الاشتباك، وانه اعلن هدنة من طرف واحد. الا ان الحزب يصر في الوقت نفسه على ابقاء عناصر مسلحة له داخل الاراضي التركية الى حين التوصل الى حل سياسي للقضية الكردية. من جهة أخرى، دعا نحو 240 مثقفاً وسياسياً كردياً حزب العمال الكردستاني الى وقف عملياته وسحب عناصره من الاراضي التركية حقناً للدماء، وذلك من خلال اصدار بيان مشترك ايدته الناشطة الكردية ليلى زانا وعدد من المثقفين الاكراد الذين يسعون الى تشكيل حزب سياسي كردي جديد يحاول تناول المسألة الكردية بعيداً من العنف والسلاح. وكان حزب العمال الكردستاني عقد مؤتمراً حزبياً له في جبال قنديل شمال العراق على الحدود العراقية - الايرانية مطلع الشهر الجاري، اعلن على اثره هدنة من طرف واحد لم يعترف الجيش التركي بها.