عقد الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في السودان يان برونك لقاء غير معلن مع زعماء المعارضة الأساسيين في الخرطوم، وسط تكتم حول فحوى المحادثات ونتائجها، في وقت تحركت فيه مبادرتان لجمع حزبي المؤتمر الوطني للرئيس عمر البشير والمؤتمر الشعبي للدكتور حسن الترابي في سياق"توحيد الجبهة الداخلية". وأفيد ان برونك التقى عصر الأحد في الخرطوم الدكتور الترابي وزعيم حزب الأمة الصادق المهدي وزعيم الحزب الشيوعي السوداني محمد ابراهيم نقد في لقاء بعيد عن المراقبين وأجهزة الإعلام. ورفض مسؤول في بعثة الأممالمتحدة في السودان الإدلاء بأي تفاصيل حول اللقاء الذي يعتبر الثاني بين برونك والزعماء المعارضين. كذلك رفضت الأحزاب الافصاح عن تفاصيل اللقاء. وسبق أن هاجمت الحكومة اجتماعاً لبرونك مع الزعماء الثلاثة في ايار مايو الماضي ووصفته ب"لقاء الهيلتون"حيث تم اللقاء وسط حضور إعلامي في داخل الفندق، وأكد فيه المعارضون دعم التدخل الدولي في دارفور ونشر قوات دولية في الاقليم المضطرب مما اثار حنق الحكومة. ويرجح ان يكون اللقاء تناول التطورات ذاتها في السودان والأزمة بين الخرطوم والمجتمع الدولي وجهود تفادي"الصدام والمواجهة". في غضون ذلك، كشف المسؤول الاعلامي لحزب الترابي المحبوب عبدالسلام تحركات لجمع حزبي"المؤتمر الوطني"و"المؤتمر الشعبي". وقال:"لقد كانت المبادرة من قيادات في قبيلة الكواهلة"قالت انها تنتمي الى"الوطني". كما اشار الى مبادرة"الاجماع الوطني"التي يتزعمها الرئيس السابق المشير عبدالرحمن سوار الذهب. وأكد عبدالسلام"حصول لقاءات بين قيادات من الوطني والشعبي". وحول موقف حزبه من مسألة القوات في دارفور، أكد"دعم نشر قوات دولية لحفظ السلام والأمن"، لكنه ابدى تحفظاً عن قرار مجلس الأمن الرقم 1706 في بعض جوانبه التي تنص على تقديم الرافضين لاتفاق ابوجا بين الحكومة وبعض الفصائل المسلحة في دارفور، الى محاكمات دولية. وفي أديس أبابا رويترز قال مفوض المساعدات في الاتحاد الأوروبي لويس ميشيل إن الاتحاد الأفريقي يحتاج إلى دعم متزايد من الأممالمتحدة ليواصل مهمته في حفظ السلام في دارفور. وأبلغ ميشيل الصحافيين في مقر الاتحاد الأفريقي في العاصمة الاثيوبية:"لا يمكن للاتحاد الأفريقي حالياً الاضطلاع بالمهمة تماماً من دون اسهام كبير من الاممالمتحدة". ووصل رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو وميشيل الى اديس أبابا لاجراء محادثات مع نظيريها في الاتحاد الأفريقي بعد زيارة استمرت 24 ساعة للسودان في محاولة لكسر الجمود في شأن قوات حفظ السلام في غرب السودان. وقال كينت ديغرفلت، مسؤول الاتحاد الأوروبي في السودان، ل"رويترز"ان الرئيس عمر البشير بدا خلال المحادثات مع مبعوثي الاتحاد الأوروبي مساء السبت الماضي في الخرطوم مستعداً لتقبل فكرة تعزيز قوات الاتحاد الافريقي بدعم من الأممالمتحدة. وقال ان الدعم"لن يكون بقوات بل بدعم من الامدادات والتمويل". وفي القاهرة "الحياة"، طلب الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى من وزراء الخارجية العرب، في رسائل عاجلة أمس، العمل على الوفاء بالتزاماتهم تجاه توفير الدعم المالي الذي قررته القمة العربية الأخيرة في الخرطوم لدعم مهمة قوات الاتحاد الأفريقي في دارفور والتي تقدر بحوالي 150 مليون دولار تسدد على ثلاث دفعات. وغادر موسى القاهرة الى الخرطوم لإجراء محادثات مع الرئيس البشير، الرئيس الحالي للقمة العربية. وقطر الدولة العربية الوحيدة التي سددت مساهماتها في دعم مهمة الاتحاد الافريقي.