عقد الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي السوداني المعارض الدكتور حسن الترابي لقاء نادراًَ مع الرئيس الاريتري أسياس أفورقي في أسمرا، وناقش مع مساعديه في الخارج إمكان عودتهم إلى الداخل والإسهام في تطوير الحزب. وقال الناطق باسم المؤتمر الشعبي السيد المحبوب عبدالسلام ان الترابي وأفورقي بحثا في لقاء مطول العلاقات بين المؤتمر الشعبي والجبهة الشعبية للعدالة والديموقراطية الحزب الحاكم في أسمرا، إلى جانب نقاش ما أسماه ب"الروابط التاريخية"التي تجمع شعوب القرن الافريقي، مشيراً الى أن حزبه كان بادر في وقت سابق بلقاءات مع المسؤولين الاريتريين توجت بتوقيع مذكرة تفاهم في شباط فبراير الماضي. وأكد اتفاق أفورقي والترابي على مواصلة المساعي لتعزيز العلاقات والتنسيق المشترك. وذكرعبدالسلام أن اجتماعاً جزئياً عقد بين وفد المؤتمر الشعبي وممثلين لتنظيم مؤتمر البجا المعارض في شرق السودان. وينتظر أن يكون الترابي التقى مساء أمس قيادات من متمردي دارفور الموجودين في اسمرا. وأضاف ان الترابي ناقش مع مساعديه في الخارج تطوير الحزب وتحويله إلى حزب"شعبي"بتوسيع هيكليته وأماناته بجانب عودة قيادات الحزب النافذة إلى الداخل، لكنه أشار إلى أنه ونائب الأمين العام الدكتور علي الحاج محمد ومسؤول التنظيم في الحزب الدكتور الحاج آدم يوسف تمنعهم ظروف خاصة من العودة، لافتاً إلى أن عدداً من القيادات يمكنها العودة الى الداخل في أي لحظة. وينتظر أن ينهي الترابي ومرافقوه زيارتهم لأسمرا اليوم. الى ذلك، وفي خطوة لافتة، شارك رئيس مجموعة الاصلاح والتجديد السيد مبارك الفاضل المهدي في الإفطار الذي نظمه ابن عمه زعيم حزب الأمة القومي المعارض السيد الصادق المهدي في داره. وأكد الصادق أن مبارك ومجموعته الذين انشقوا عنه قبل أكثر من ثلاث سنوات وشاركوا في السلطة قبل ان يقالوا من مناصبهم، لا يزالون أعضاء في حزبه، ولم يصدر قرار بفصلهم. لكنه حدد شروطاً لممارسة نشاطهم في الحزب. وتبادل الصادق ومبارك الحديث وأخذا صوراً تذكارية تخللتها ابتسامات متبادلة. ووصف الصادق لقاءهما بأنه نوع من"التطبيع الاجتماعي"وقال إن مبارك ومجموعته يمكنهم العودة إلى حزب الأمة القومي وممارسة نشاطهم اذا اعترفوا بالمؤتمر العام السادس للحزب وما تمخض عنه، والاعتراف بالقيادة الشرعية والاعتراف ضمناً بأن خروجهم على حزبهم وتعاونهم مع السلطة كان خطأً جسيماً. وأضاف الصادق أن مبارك ومجموعته لم يصدر قرار بفصلهم من حزب الأمة ولا يزالون أعضاء فيه، ولكنهم ليسوا أعضاء في الهياكل القيادية التي شكلها المؤتمر العام. وحول ما إذا كان يعترف بمجموعة"الاصلاح والتجديد"، قال الصادق إنه لا يعترف بهم، موضحاً أن حزب الأمة اذا كان يعترف بأي تجمعات تخرج عنه فهذا يعني دماراً وخراباً له. ووصف مبارك الفاضل، من جانبه، ما جرى بأنه"مناظرة"، في اشارة الى انها بداية لوحدة الحزب. في غضون ذلك، جددت الأممالمتحدة قلقها ازاء تدهور الأوضاع الأمنية في اقليم دارفور في غرب السودان واعلنت وقف المساعدات الانسانية براً في غرب الاقليم وتعهدت ممارسة ضغوط على"حركة تحرير السودان"لتوحيد صفوفها وعقد مؤتمر مصالحة بين قيادتها في نيروبي، وذكرت ان الخرطوم بدأت في سحب قواتها من جنوب البلاد بحسب اتفاق السلام تمهيداً لتشكيل قوات مشتركة. وقال مبعوث الأممالمتحدة الى السودان يان برونك في مؤتمر صحافي في الخرطوم أمس إن مسحاً مشتركاً بين وكالات الأممالمتحدة ووزارة الزراعة السودانية أوضح انخفاض معدلات سوء التغذية والوفيات وسط الاطفال، لكنه اعتبر التحسن في هذين المجالين هشاً لأنه يعتمد على الدعم الخارجي. ووصف الأوضاع الأمنية في غرب دارفور بأنها متدهورة. وتشهد المنطقة اعمال عصابات ونهب مما دفع الأممالمتحدة الى اغلاق الطرق أمام قوافل الاغاثة واللجوء الى استخدام الطيران. وأشار الى ازدياد الهجمات على موظفي الاغاثة في منازلهم في داخل الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور. وشكا برونك من وجود فراغ حكومي في غرب دارفور، وقال ان حكومة الولاية لا تعمل بكفاءة. ودعا الى حكومة قوية تتصدى للوضع الأمني المتردي، موضحاً انه سيجري محادثات مع المسؤولين في هذا الشأن لكنه لا ينوي المطالبة باقالة حكومة الولاية. وأضاف ان جنوب دارفور يشهد اعمال نهب وسلب ما ادى الى منع السير في بعض الطرق. ورأى ان الأوضاع في شمال الاقليم أفضل نسبياً على رغم وجود مشاكل بين الأممالمتحدة وبعض عناصر"حركة تحرير السودان"التي هاجمت سيارات اغاثة تابعة للمنظمة الدولية. وكشف المبعوث الدولي ضغوطاً من الأممالمتحدة والاتحاد الافريقي والولايات المتحدة على رئيس"حركة تحرير السودان"السيد عبدالواحد محمد نور والأمين العام للحركة السيد مني اركو ميناوي من أجل تسوية خلافاتهما وعقد اجتماع للمصالحة بينهما يعقد في نيروبي الشهر المقبل. في غضون ذلك رويترز، قال زعيم حركة العدل والمساواة خليل ابراهيم ان المحادثات التي يتوسط فيها الاتحاد الافريقي في نيجيريا لن تكون نزيهة اذا انتقلت رئاسة الجهاز الافريقي الى الرئيس السوداني عمر البشير كما هو مقرر العام المقبل. وحركة العدل والمساواة هي واحدة من جماعتين متمردتين في دارفور. وقال ابراهيم ل"رويترز"في اتصال هاتفي:"الاتحاد الافريقي يتوسط في عملية السلام في ابوجا وهو ايضاً لديه قوات في دارفور. لا نستطيع تصور ان يرأس الرئيس عمر البشير هذه المنظمة". وأضاف:"اذا اصبح البشير رئيساً للاتحاد الافريقي ستنسحب الحركة من محادثات سلام ابوجا لأن الاتحاد الافريقي سيصبح طرفاً في المشكلة ولن يستطيع حلها". وقال اساني با المتحدث باسم الاتحاد الافريقي ان القمة ستعقد في الخرطوم في كانون الثاني يناير وانه من المعروف ان الدولة المضيفة تتولى رئاسة الاتحاد لسنة. ولم يكن لدى الاتحاد تعليق على تهديد الحركة المتمردة بالانسحاب، وقال با ان الاتحاد لم يُخطر بشكواها. وتأجلت الجولة السادسة من محادثات السلام الخاصة بدارفور الاسبوع الماضي حتى تشرين الثاني نوفمبر المقبل.