خرجت بكين عن صمتها إزاء تقارير عن اعتذار الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ايل عن التجربة النووية التي أجرتها بلاده الشهر الجاري، وأوضحت الخارجية الصينية ان كيم لم يعتذر بل أكد انه لا يعتزم إجراء تجربة ثانية، لكنه احتفظ بخياراته في حال تصاعد الأزمة. تزامن ذلك مع دعوة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأطراف المشاركة في المحادثات السداسية مع كوريا الشمالية الى التحلي بالهدوء والابتعاد عن المواقف المتطرفة لتفادي التصعيد. كما حض بيونغيانغ على عدم إجراء تجارب نووية جديدة بعد العقوبات الدولية التي فرضت عليها. راجع ص 7 في غضون ذلك، أفادت تقارير في كوريا الجنوبية بأنها طورت صاروخاً من طراز"كروز"يمكنه استهداف الشطر الشمالي وكذلك أجزاء من اليابان والصين وروسيا. ونقلت التقارير عن مسؤولين في سيول أن مدى الصاروخ يصل إلى ألف كيلومتر، واختبر بنجاح، وهو قادر على استهداف منصات إطلاق الصواريخ في المناطق الجبلية النائية في كوريا الشمالية. ولم تؤكد وزارة الدفاع الكورية الجنوبية رسمياً ما جاء في التقارير، تحسباً لإثارة مخاوف في الدول المجاورة. من جهة أخرى، حذر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي من ان العقوبات التي فرضها مجلس الأمن على كوريا الشمالية، وتلك التي يجري دراسة فرضها على إيران، قد تقوي شوكة المتشددين في الدولتين. وقال البرادعي انه لا يزال غير مقتنع بأن إيران تقوم بتطوير أسلحة نووية، مشيراً الى انه يعتقد"اعتقاداً تاماً"بأنه ما زال من الممكن التوصل الى اتفاق نووي مع بيونغيانغ. وأضاف في خطاب في جامعة جورجتاون ان العقوبات في حال فرضها، يجب ان تنفذ"بطريقة محسوبة للتحفيز على تغيير السلوك"وان تقترن بجهود للحوار مع الدولتين. في بكين، نفى ليو جيان تشاو الناطق باسم الخارجية الصينية التقارير عن اعتذار الزعيم الكوري الشمالي عن إجراء التجربة النووية، ما عزز الآمال بتراجعه عن المواجهة مع المجتمع الدولي. وقال ليو في مؤتمر صحافي ان"هذه التقارير غير دقيقة. لم أسمع باعتذار كيم جونغ ايل"كما تردد بعد استقباله المبعوث الصيني تانغ جياشوان الأسبوع الماضي. وأضاف الناطق ان كيم جونغ ايل"أشار الى ان بلاده لا تعتزم إجراء تجربة نووية ثانية"، لكنه لوح ب"اتخاذ خطوات أخرى"إذا ازدادت الضغوط الخارجية عليها. وكانت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس شككت أيضاً في التقارير عن اعتذار كيم، قائلة ان كوريا الشمالية تميل الى تصعيد الأزمة. وصرحت للصحافيين لدى مغادرتها بكين السبت الماضي، بأن تانغ لم يبلغها بأي اعتذار من كيم أو تعهد بعدم إجراء تجربة أخرى.