سيول، بكين، واشنطن – أ ب، رويترز، أ ف ب – افادت صحيفة كورية جنوبية امس، بأن كوريا الشمالية تعكف على تجميع صاروخ باليستي قادر على الوصول الى الولاياتالمتحدة التي رجحت أن تخفف بيونغيانغ التوتر الذي أثارته بتجاربها النووية والصاروخية، باتخاذها خطوات لإعلان الإبن الثالث للزعيم كيم جونغ ايل خليفة لوالده. وأشارت صحيفة «جونغ انغ ايلبو» الى ان الصاروخ قد يكون نموذجاً معدلاً من صاروخ «تايبودونغ -2» القادر نظرياً على الوصول الى ولاية الاسكا الأميركية، والذي اختُبر في نيسان (أبريل) الماضي وعام 2006. ونقلت عن مصدر حكومي ان «جهاز الدفع يبدو اطول من الذي استخدم في نيسان، وإن كان الشكل يبدو مشابهاً». وأوضحت الصحيفة ان الصاروخ نقل الى مركز التجميع على الساحل الغربي لكوريا الشمالية. ونقلت عن مصدر عسكري قوله: «بعد اطلاق صاروخ، لا بد عادة من ستة أشهر لتصحيح الأخطاء وإعداد عملية الإطلاق الجديدة». وأضاف ان «كوريا الشمالية تستعد (مجدداً لعملية اطلاق)، بعد شهرين فقط من آخر اطلاق، ويبدو ان الشمال على عجل». ويُعتقد ان بيونغيانغ تُعد لإطلاق ثلاثة أو اربعة صواريخ متوسطة المدى، بعد اجرائها تجربة نووية ثانية في 25 ايار (مايو) الماضي. في بكين، ابدت الصين قلقها للمبادرة التي تقودها الولاياتالمتحدة لتفتيش السفن التي يشتبه في نقلها اسلحة نووية وأسلحة دمار شامل، والتي تعتبرها بيونغيانغ «اعلان حرب». وقال الناطق باسم الخارجية الصينية ان «الصين تتفهم مخاوف الدول الأعضاء في المبادرة حول الانتشار النووي وتوافق على هدف تلك المبادرة، لكننا نبدي قلقنا في شأن احتمال ان تقوم بتحركات خارج القانون الدولي في شكل كامل». وأكد الناطق ان تشين تشيلي نائبة رئيسة البرلمان الصيني أرجأت زيارة لكوريا الشمالية «بسبب مواعيدها الداخلية». جاء ذلك بعدما بحث الرئيسان الأميركي باراك اوباما والصيني هو جينتاو الأزمة الكورية الشمالية، في اتصال هاتفي. وفي واشنطن، رجح مسؤول اميركي بارز في ادارة الرئيس باراك اوباما ان «يعود الكوريون الشماليون الى المفاوضات، خصوصاً بعدما أمنوا مسألة الخلافة في ما يبدو». وكانت وسائل إعلامية كورية جنوبية نقلت عن نائب كوري جنوبي ان كوريا الشمالية طلبت من الهيئات الرئيسية في الدولة وبعثاتها في الخارج، الولاء لكيم جونغ اون النجل الأصغر سناً لكيم. واعتبر المسؤول الأميركي إن نجاح خلافة كيم المريض، كان أحد دوافع بيونغيانغ لتصعيد التوتر في شبه الجزيرة الكورية. وقال أن كوريا الشمالية تريد إنهاء المحادثات السداسية لتفكيك برنامجها النووي، من أجل إجراء مفاوضات ثنائية مع الولاياتالمتحدة وضمان الاعتراف بها كدولة نووية وتحسين منشآتها النووية. وأوضح أن الولاياتالمتحدة رفضت تلك الأهداف، مشيراً الى إن استفزازات بيونغيانغ «جعلت من السهل بالنسبة الينا» توحيد الحلفاء والدول الإقليمية لتصعيد الضغوط على كوريا الشمالية، بما في ذلك فرض عقوبات إضافية عليها. اما جيمس ستاينبرغ نائب وزيرة الخارجية الأميركية فقال ان «ثمة حاجة لاتخاذ خطوات توضح لكوريا الشمالية انها تسير في المسار الخاطئ».