سيطرت قوات تابعة للحكومة الصومالية الموقتة أمس، يرافقها جنود إثيوبيون، على بلدة استراتيجية جنوب البلاد. وطردت هذه القوات مقاتلي"المحاكم الإسلامية"من بلدة بور حقابا بعد تبادل قصير لإطلاق النار، ما يهدد محادثات السلام الهشة بين الجانبين التي يفترض أن تستأنف نهاية الشهر الجاري في الخرطوم تحت مظلة الجامعة العربية. وهذه المرة الأولى التي تشتبك فيها قوات الحكومة الضعيفة في شكل مباشر مع الإسلاميين، رغم التوتر المتصاعد بين الجانبين منذ سيطرت"المحاكم"على العاصمة في حزيران يونيو الماضي والأنباء المتواترة عن زحف حكام مقديشو الجدد نحو مدينة بيداوة، مقر السلطات الانتقالية. وكانت بور حقابا بؤرة صراع محتملة، خصوصاً أن سيطرة الإسلاميين عليها الشهر الماضي وضعتهم على بعد 30 كلم فقط من بيداوة. وأكد المسؤول الأمني البارز في"المحاكم"الشيخ مختار الربو أن"المجاهدين تبادلوا إطلاق النار في بور حقابا مع قوات إثيوبيا وأنصارها الصوماليين. وسيطرت هذه القوات بعد ذلك على المدينة". وقال عبد الحكيم أحمد، وهو من سكان البلدة:"اندلع قتال شديد في وقت مبكر بين قوات الحكومة وميليشيا محلية موالية للإسلاميين". وأضاف:"قُتل أحد أفراد الميليشيا وجُرح آخر عندما حاولوا إعادة احتلال البلدة". وأشار شهود إلى أن نحو 400 جندي صومالي وإثيوبي على متن 30 شاحنة محملة أسلحة ثقيلة، تمركزوا عند جسر يبعد خمسة كيلومترات من البلدة، وأن الميليشيا الإسلامية تواجههم هناك. وقال وزير الاعلام الصومالي علي جامع جانغالي إن القوات الحكومية دخلت البلدة"لإحلال الأمن". وأضاف للصحافيين في بيداوة:"بور حقابا هادئة وآمنة تماماً، وقواتنا تسيطر على الأمور". غير أن المسؤول الإعلامي البارز في"المحاكم"بدري حسن أكد أن القوات الإسلامية تجمعت حول ليغو، وهي بلدة صغيرة تبعد نحو 55 كلم غرب بور حقابا، وستضرب القوات الحكومية إذا ظلت هناك. وقال:"لدينا من الأسباب ما يدعونا إلى الدفاع عن حلفائنا. لا يمكن أن نجلس مكتوفي الأيدي ونشاهد هزيمتهم. سنهاجم القوات الحكومية إذا قررت البقاء في بور حقابا". واشار حسن إلى أن قوات إثيوبية كانت تساعد المقاتلين الحكوميين، وأنها تخطط لشن هجمات على الإسلاميين في جبهات مختلفة. وقال:"نحن في انتظار تحركهم ضدنا ... نحن على أهبة الاستعداد لمواجهة أي تحديات". وكشف مصدر إسلامي آخر طلب عدم كشف اسمه أن الحركة تخطط لإرسال مزيد من المقاتلين والإمدادات الى ليغو، وأن"استعدادات كبيرة تجري في مقديشو". ودعا الناطق باسم الإسلاميين عبدالرحيم مودي ومسؤول الشؤون الخارجية في"المحاكم"إبراهيم حسن عداو الشعب الصومالي إلى"الجهاد"ضد إثيوبيا لمشاركتها في احتلال بورحقابا. وقال شهود إن مئات المقاتلين الإسلاميين توجهوا من العاصمة إلى ليغو أمس، مسلحين بأسلحة ثقيلة وصواريخ مضادة للطائرات و30 عربة حربية أخرى. وشدد جانغالي على أن القوات الحكومية سترد على أي هجوم بقوة. وقال:"إذا هاجموا، فإن الحكومة من حقها أن تدافع عن نفسها". ونفى مزاعم مشاركة قوات إثيوبية في هجوم بور حقابا. وقال:"لا توجد قوات إثيوبية في الصومال... أرسلت القوات الحكومية فقط إلى بور حقابا. وهي جزء من المناطق التي تخضع لسيطرة الحكومة".