اتسع نطاق المواجهات المسلحة في دارفور، وقُتل عدد من المدنيين وجرح آخرون بينهم موظفون في منظمات إغاثية، فيما أعلنت الأممالمتحدة عزمها على العمل في شكل عاجل لنقل أكثر من 40 ألف لاجىء سوداني الى داخل تشاد. وعززت القوات المسلحة وجودها بكثافة في مدينة الفاشر، كبرى مدن الإقليم، ما فتح الباب إمام إشاعات تتحدث عن هجوم وشيك للمتمردين. لكن مسؤولاً عسكرياً بارزاً اعتبر التعزيز أمراً طبيعياً. وجاء ذلك في وقت اتهم وزير الدفاع السوداني السلطات التشادية بتسليم أحد قادة الجيش إلى المتمردين، معتبراً أن أمر المعارك لم ينجل. وأفادت مصادر محلية أن معارك ضارية تدور في دارفور للأسبوع الثاني. وقُتل ثلاثة مسافرين وجرح سبعة نقلوا الى مستشفى نيالا في أحداث متفرقة وقعت خلال الساعات ال 48 الماضية في نيالا. وفي السياق ذاته، قال مسؤول في منظمة أطباء بلا حدود الثلثاء أن أربعة من موظفي المعونة تعرضوا لاعتداء في دارفور وضُربوا وتلقوا تهديدات بالقتل. وأوضح ان نحو عشرة مسلحين ملثمين هاجموا فريق منظمة أطباء بلا حدود على طريق بين زالنجي ونيرتتي قرب منطقة جبل مرة المضطربة في وسط دارفور في 11 أيلول سبتمبر الماضي. وقال مارك جالينير، نائب رئيس بعثة المنظمة، ان ثلاثة من الموظفين السودانيين ضربوا وان موظفة دولية تعرضت للتحرش الجنسي. وقال جالينير ل"رويترز"ان المهاجمين"قالوا انهم لا يريدون أي أجانب هنا". وقال ان منظمة اطباء بلا حدود قيّدت تحركاتها في المنطقة منذ الهجوم. وقال ان"هذه الهجمات أصبحت متكررة أكثر فأكثر في الشهور الأخيرة"وأدت الى الحد من وصول المنظمات الانسانية. في غضون ذلك، عزز الجيش السوداني وجوده بكثافة في مدينة الفاشر، الأمر الذي فتح الباب أمام إشاعات تتحدث عن هجوم وشيك للمتمردين على المدينة. لكنّ مسؤولاً عسكرياً بارزاً في مكتب الناطق الرسمي للجيش اعتبر التعزيز أمراً طبيعياً، مطمئناً المواطنين إلى عدم وجود أي تهديد للمدينة. وأضاف أن الجيش رصد خلال اليومين الماضيين إشاعات عن هجوم وشيك"لكننا لا نتوقع ذلك". وأكد أن القوات المسلحة"تمسك بزمام المبادرة في مختلف المواقع في دارفور، ناهيك عن الفاشر"التي شدد على أنها"مؤمّنة تماماً". ورأى أن"المتمردين لا يملكون أي قدرات للاحتفاظ بأي ارض في دارفور"، معتبراً أن هجماتهم كلها،"خصوصاً تلك التي تقع على الحدود السودانية - التشادية، عبارة عن هجمات عشوائية تقوم بها جبهة الخلاص". من جهة أخرى، اتهم وزير الدفاع السوداني الفريق عبدالرحيم محمد حسين تشاد بتسليم ضابط برتبة عميد إلى متمردي دارفور. وقال إن"المتمردين لم يأسروا الضابط، لكنهم تسلموه من الشرطة التشادية". واشار إلى أن"المعارك لم تنجل بعد". إلى ذلك، قالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأممالمتحدة إن متمردين معارضين لاتفاق أبوجا اشتبكوا مع قوات حكومية قرب الحدود بين السودان وتشاد السبت الماضي، ما يقدم"مزيداً من الادلة على تزعزع الاستقرار"في المنطقة. وقالت المفوضية التي تدير مخيم أور كاسوني الذي يبعد خمسة كيلومترات فقط من الحدود إن حكومة تشاد وافقت على بناء مخيم جديد للاجئين في عمق اراضيها. وفي سياق متصل، حذر برنامج الغذاء العالمي من أن نحو ربع مليون شخص في دارفور لا يستطيعون الحصول على المساعدات الغذائية التي تقدمها الأممالمتحدة بسبب القتال. وقالت الناطقة باسم البرنامج كريستيان بيرثيومي أمس إن البرنامج الذي يهدف الوصول إلى ثلاثة ملايين شخص في الإقليم، أوصل الطعام إلى نحو 2.8 مليون شخص فقط الشهر الماضي. وأضافت أن"هذا يعني أن نحو 224 الفاً في دارفور، معظمهم شمال المنطقة، سيظلون محرومين من حصص الغذاء ... للشهر الرابع على التوالي".