باشر قاضي المحكمة الوطنية الاسبانية غيارمو رويث بولانكو أمس التحقيق مع الجزائريين المتهمين بالانتماء الى "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" المنشقة عن "الجماعة الاسلامية المسلحة" والى تنظيم "القاعدة" الذين اعتقلوا أول من أمس في مقاطعة كاتالونيا. وأكدت مصادر في الوحدة المركزية للمعلومات الخارجية التابعة لوزارة الداخلية علاقة المعتقلين بالتيار السلفي، لكنها استبعدت علاقتهم ب"خلية هامبورغ" بزعامة الانتحاري محمد عطا ورمزي بن الشيبه اللذين التقيا في كاتالونيا في تموز يوليو عام 2001. وأوضحت "انهم عناصر في تيار سلفي حاربوا في افغانستان والشيشان والبوسنة ونزلوا في فرنسا وبريطانيا ومقاطعة كاتالونيا الاسبانية، واعتقلت فرنسا بعضهم في تشرين الثاني نوفمبر الماضي". وقالت مصادر أمنية ان المعتقلين ينتمون الى مجموعتين، الأولى يرأسها الجزائري محمد الطهرقي ومقرها برشلونة، اما الثانية فيتزعمها مواطنه بدرالدين فردجي وتعمل في منتجع بانيوليس في محافظة خيرونا. وأُعلن ان بقية المعتقلين هم عبدالقادر لطفي وأيوب سعودي والعربي بن احمد علاق وعثمان شيهان والحاج بنصغير واسماعيل بوجلطية والعربي بلكبير والأمين الغزوي ومحمد نبّار ومحمد بنمحو وسعيد الحوجاد وخالد حوجا. وجميعهم جزائريون، إضافة الى الشقيقين المغربيين علي وسهيل فوقا اللذين أطلقا في ما بعد وعبرا عن استيائهما من الطريقة التي استخدمتها أجهزة الأمن لدى دهم منزلهما واعتقالهما. وعارض المدعي العام لدى المحكمة الوطنية الاسبانية خيسوس الونسو طلب الشرطة عزل المعتقلين في زنزانات منفردة مما سيتيح للمحامي الذي يختارونه حضور جلسات التحقيق. وأوضحت مصادر قضائية ان الاعتقالات تمت بناء على استنابة قضائية وجهتها السلطات الفرنسية الى نظيرتها الاسبانية، في اطار التحقيقات في خطة كان هدفها الاعتداء على كاتدرائية ستراسبورغ والسوق التي تقام في هذه المدينة الفرنسية لمناسبة أعياد الميلاد، وهي خطة اكتشفتها الشرطة الألمانية في كانون الأول ديسمبر 2000. وأضافت المصادر ان أجهزة الأمن الفرنسية اكتفت باشعار اسبانيا بوجودهم على أراضيها، وأنهم كانوا على صلة بمدبري تلك الخطة من دون ان تطالب بتسليمهم. ويقيم في المنطقة التي جرت فيها الاعتقالات عدد كبير من المهاجرين المغاربيين الذين خرجوا للقاء الصحافة والتعبير عن دعمهم المعتقلين الذين وصفوهم ب"المسلمين المتدينين الذين يصلّون مثلما نصلي... ولا علاقة لهم بالقاعدة". وفي برلين رويترز، كتبت صحيفة "بيلد" الواسعة الانتشار ان المخابرات الالمانية حذرت من ان 20 متشدداً افغانياً يستخدمون جوازات سفر باكستانية مزورة في طريقهم الى اوروبا. وذكرت ان من وصفتهم بأنهم "كوماندوس ارهابيون" يتجهون الى المانيا وبريطانيا وفرنسا وجمهورية التشيك عن طريق البحرين. وشارك رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أمس في مأتم حاشد في مانشستر شمال انكلترا للشرطي في "الفرع الخاص" في اسكتلنديارد ستيفن أوك الذي قُتل طعناً خلال دهم شقة يقطنها مغاربيون يُشتبه في علاقتهم بمؤامرة لاستخدام سم "الرايسين" في عمليات إرهابية.