حدّدت السلطات الاسبانية أمس هويّة العقل المدبر لتفجيرات مدريد. وكشفت وثائق رسمية في محكمة مدريد امس، أن التونسي الفار سرحان بن عبدالمجيد فخيت هو قائد ومنسق التفجيرات. وكان القضاء الاسباني اتهم المغربي جمال زوغام بالقتل الجماعي بوصفه أحد المشتبه بهم الرئيسيين في الهجمات، وربطته بخلية "القاعدة" في إسبانيا. أما فخيت 37 عاماً، فهو واحد من ستة رجال صدرت بحقهم مذكرة اعتقال دولية الأربعاء، والباقون هم المغاربة جمال حميدان والياس الشينو وسعيد براج وعبدالنبي قنجاع والياس عبدالله ومحمد أولاد عكشة وشقيقه رشيد أولاد عكشة. وقال قاضي التحقيق خوان دل أولمو أنهم مطلوبون بتهمة القتل والانتماء إلى تنظيم إرهابي. وخصصت الداخلية الاسبانية خطاً هاتفياً لتمكين المواطنين من تقديم أي معلومات عن المطلوبين، فيما استمر اعتقال نعيمة أولاد عكشة، المرأة الوحيدة بين المعتقلين المغاربة. واستمع دل أولمو إلى إفادات معتقلين مغاربة وسوريين، من بينهم المغربي عثمان الغناوت والسوريان وليد التراقجي وعمر العقاد بينما أفرج عن معتقلين اثنين لعدم وجود أدلة تدينهم. وعاود الاستماع إلى إفادات المغربي فؤاد المرابط والاسباني انطونيو كانترو قريب المعتقل خوسيه إيميليو سواريس. أما المتهم المغربي مصطفى حميدان، فقد نفى علاقته بالمشتبه بهم الستة الصادرة بحقهم مذكرة اعتقال دولية. المخدرات لتمويل اعتداءات وقال دل اولمو في قرار احتجاز السوري باسل غايون، ان "تنفيذ عمليات تهريب بالمخدرات سمحت بارساء علاقة ثقة خاصة بين بعض الاشخاص المشبوهين". ويشتبه بأن عامل المناجم الاسباني المعتقل خوسيه ايميليو سواريز زوّد المهاجمين متفجرات "غوما تو ايكو" سرقها من منجم كان يعمل فيه، مقابل ثلاثين كيلوغراماً من الحشيشة. ورأت مصادر أخرى أن جمال حميدان هو رئيس الخلية الاسبانية، وجرى تجنيده على أيدي إسلاميين اثناء تمضيته عقوبة السجن لاتجاره بالمخدرات في المغرب. على صعيد منفصل، تعرض المحل التجاري لبيع غرف وقطع للهاتف الذي يملكه جمال زوغام للسرقة. واستبعد ان تكون السرقة مرتبطة بالتحقيق. كوبنهاغن وفي كوبنهاغن، أخلت الشرطة الدنماركية أمس سبيل سبعة أشخاص وأبقت على ثامن. وكانت اعتقلتهم بعد عملية دهم اول من أمس، لمزرعة في ضاحية العاصمة. وأكدت السلطات الدنماركية اعتقال المغربي محمد موموه 38 عاماً بناء على طلب من السلطات المغربية التي طالبت بتسلمه لانتمائه إلى "الجماعة الاسلامية المغربية المقاتلة" السلفية الجهادية المتورطة بتفجيرات مدريد والدار البيضاء. الكندي خواجة ومعتقلو لندن وفي لندن، انكبّ خبراء الكومبيوتر على مراجعة رسائل إلكترونية مرسلة عبر أحد مقاهي الانترنت في ويست ساسكس، في إطار سعي وكالات الاستخبارات الربط بين ثمانية مشتبه بتخطيطهم لاعتداءات إرهابية اعتقلوا أخيراً والكندي محمد مؤمن خواجة. واستمرت عمليات استجواب المعتقلين الشباب - سبعة منهم من أصول باكستانية - وفقاً لقانون مكافحة الإرهاب في محاولة للحصول على هوية العقل المدبر للعملية. وتقول الاستخبارات أن خواجة الذي اعتقل في أوتاوا ومثل أمام القضاء، متورط في نشاطات إرهابية وسبق أن زار لندن. وتتعاون السلطات البريطانية والكندية معاً في هذا الملف. وانتقد "ابو حمزة المصري"، الإمام السابق لمسجد فنزبري بارك شمال لندن، دعوة المجلس الاسلامي في بريطانيا المسلمين الى الابلاغ عن "المندسين" في صفوفهم الذين يخططون للقيام بعمليات ارهابية. اعتقال "خلية إرهابية" في إيطاليا من جهة أخرى، اعتقلت الشرطة الايطالية خمسة أشخاص بينهم تركيان وثلاثة إيطاليين بتهمة "تشكيل عصابة ارهابية دولية" في عملية دهم واسعة أجريت في بيروجيا وسط ايطاليا، بالتزامن مع اعتقالات في هولندا وبلجيكا وتركيا والمانيا. ومن بين المعتقلين الايطالي مورينو باسكوينيلي الناطق الرسمي باسم جمعية "المعسكر المناوئ للإمبريالية" وزوجته وإيطالية وزوجها التركي لم يفصح عن اسمَيهما. ووضعت الاستخبارات الإيطالية يدها على موقع الجمعية على الإنترنت، بينما يجرى التحقيق في ملفات أربعة مقيمين في تركيا وُجّهت إليهم تهم الإرهاب لم يتضّح ما إذا كانوا من بين المعتقلين السبعة في تركيا. وأدت العملية إلى تفكيك خلية "الحزب الثوري لجبهة تحرير الشعب" الإيطالي التابع لتنظيم تركي يساري متطرف. وقال وزير الداخلية الإيطالي جوزيبي بيزانو إن "عمليات الإعتقال الأخيرة أكدت ما كانت الحكومة ذهبت إليه عن وجود تنسيق خطير بين الإرهاب الأصولي وجماعات من المنظمات الإرهابية اليسارية الإيطالية". أميركا: "تساهل" القضاء الاوروبي أمام ذلك أ ف ب، انتقد كوفر بلاك منسق مكافحة الارهاب في وزارة الخارجية الاميركية بعض البلدان الاوروبية، وقال امام اللجنة الفرعية للشؤون الخارجية لأوروبا في مجلس الشيوخ إن "بعض الدول الاوروبية اظهرت عجزاً مثيراً للقلق عن ملاحقة عدد كبير من الارهابيين الذين مثلوا امام المحاكم او ابقائهم في السجن". واضاف ان "طبيعة المشكلة تختلف من بلد الى آخر"، مؤكداً ان قوانين اللجوء السياسي في بعض البلدان الاوروبية هي التي تشكل عقبة، بينما ليست لدى بلدان اخرى قوانين لمكافحة الارهاب او قوانين تتيح استخدام المعلومات السرية".