أزالت اسرائيل العقبة المتبقية أمام خروج جيشها من قطاع غزة عندما أعلنت"موافقتها"على ما وصف بأنه"حل وسط"اقترحته مصر في شأن معبر رفح الحدودي يقضي بإعلان القاهرة إغلاق هذا المعبر"بشكل موقت لغرض الترميم"على ان يستخدم الفلسطينيون وبضائعهم معبر"كيرم شالوم"الذي اقامته اسرائيل في المثلث الحدودي المصري -الفلسطيني - الاسرائيلي لمدة ستة اشهر يتم بعدها تخصيص معبر رفح لحركة تنقل الاشخاص تحت مراقبة اوروبية، فيما يخصص"كيرم شالوم"لنقل البضائع المصدرة والمستوردة. وتفتح هذه الصيغة الطريق امام بدء قوات الاحتلال الاسرائيلي انسحابها من المستوطنات المخلاة في قطاع غزة الاحد المقبل بالتزامن مع انهاء الوجود العسكري الاسرائيلي على معبر رفح بين قطاع غزة وصحراء سيناء المصرية، فيما تحصل اسرائيل على مطلبها الاساسي بتخصيص المعبر المذكور"بعد اعادة فتحه"لتنقل الاشخاص وتواصل رقابتها العسكرية والجمركية على البضائع الداخلة والخارجة من القطاع وإليه عبر"كيرم شالوم"الذي أنجزت بناءه أخيراً في غضون اسابيع. واكدت مصادر اسرائيلية ان رئيس الوزراء آرييل شارون واركان مطبخه السياسي والأمني المصغر الذي يضم وزيري الدفاع شاؤول موفاز والخارجية سلفان شالوم ونائبيه ايهود اولمرت وشمعون بيريز، أقر"الحل الوسط"المصري في اجتماع عاجل دعا اليه امس. واشارت صحيفة"يديعوت احرونوت"العبرية على موقعها الاليكتروني انه خلال هذه"الفترة الانتقالية"ستنظر اسرائيل الى امور عدة من بينها"الاجراءات التي ستتخذها السلطة الفلسطينية لمحاربة الارهاب ومدى سيطرتها على الاوضاع"، ملمحة الى ان اعادة فتح هذا المعبر"رهن بالاداء الفلسطيني". واضافت انه بعد فترة تتراوح بين ستة وتسعة شهور ستدرس امكان اعادة فتح معبر رفح عبر طرف ثالث على الارجح اوروبي ليقوم بمهمة الرقابة على المعبر الحدودي، مع توفير رقابة اسرائيلية عليه"من بعد"بكاميرات متابعة للعابرين تبث مباشرة الى اسرائيل. وتمنع حركة البضائع ذهابا وايابا عبر هذا المعبر الذي لن يكون لاسرائيل وجود مادي فيه. وذكرت المصادر الاسرائيلية ان مصر"تعهدت عدم فتح اي معبر آخر غير معبر رفح". وقالت ان موفاز طالب بتسريع عملية اخلاء الجيش الاسرائيلي من داخل قطاع غزة قبل الموعد المحدد لذلك في 15 الجاري بيومين. ونقلت وسائل الاعلام الاسرائيلية عن مسؤولين عسكريين كبار استعداد الجيش لبدء الانسحاب غداً، مشيرين الى ان هذه العملية يمكن ان تنتهي في غضون 24 ساعة. ومن المقرر ان تتخذ الحكومة الاسرائيلية الاحد المقبل قرارا نهائيا في شأن موعد تبكير الانسحاب بعد ان"تزن"خيارين، اولهما وهو ما يسانده موفاز نفسه ان يتم الانسحاب قبل توجه الرئيس محمود عباس ابو مازن الى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة، والثاني ارجاء الانسحاب الى ما بعد عودة الرئيس الفلسطيني الى غزة على اساس ان الاخلاء في غيابه"سيعطي فرصة اكبر امام حماس للسيطرة". مستوطنات جنين ستصنف ج وكشفت صحيفة"هآرتس"العبرية ان الحكومة الاسرائيلية ستنقل"السيطرة العملية"على مواقع المستوطنات المخلاة في منطقة جنين،"حومش"و"غانيم"و"كاديم"و"سانور"، الى السلطة الفلسطينية من دون تغيير مكانتها حسب المفهوم الاسرائيلي، اي انها ستبقى جزءاً من المناطق الفلسطينية المصنفة ج حسب اتفاقات اوسلو، ما يعني استمرار السيطرة الاسرائيلية الكاملة عليها. وكتب المراسل الاسرائيلي الوف بن في الصحيفة ان"اتصالات تجري بين ضباط اسرائيليين وفلسطينيين للبحث في شكل سيطرة السلطة الفلسطينية على الاراضي المخلاة، غير ان اسرائيل ستواصل سيطرتها على التخطيط والبناء والصلاحيات العقارية على الارض ... والهدف هو ابقاء المنطقة كورقة مساومة بيدها في المفاوضات المستقبلية على الضفة".