توفي"صائد النازيين"سايمون فيزنتال في العاصمة النمسوية فيينا عن عمر ناهز السادسة والتسعين. ويعزى إلى فيزنتال الفضل في المساعدة في إحضار أكثر من ألف ومئة مجرم حرب نازي للعدالة، في العقود التي أعقبت الحرب العالمية الثانية، وذلك في إطار حملة كان هدفها تذكير العالم بما يعرف بجرائم الرايخ الثالث. وأعلن مركز سايمون فيزنتال للدفاع عن اليهودية ومقره الولاياتالمتحدة وفاة الرجل الذي سمي المركز على اسمه. وقال عميد المركز الحاخام مارفن هاير من لوس أنجليس:"أعتقد أنه سيذكر كضمير الهولوكوست فهو كرس حياته لإحضار مقترفي أبشع الجرائم للعدالة". كان فيزنتال اعتقل في معسكر ماوتهاوزن الذي حررته القوات الأميركية في أيار مايو1945، ولقي نحو 90 من أقاربه حتفهم في معسكرات الموت النازية. وهو قال مرة:"عندما يراجع التاريخ سجلاته، أود أن يعرف البشر أن النازيين لم يتمكنوا من أن يقتلوا الملايين ويفلتوا بفعلتهم". شاهد والدته تُقاد أمامه إلى الإعدام، وظن لسنوات أن زوجته سيلا أعدمت بدورها، ليتبين لاحقاً انها نجحت في الفرار. أمضى أربع سنوات في معسكرات الاعتقال، وتعرض لخطر اطلاق النار من جانب كتيبة نازية أوقفت نيرانها قبل بلوغه. ومع دخول الجيش الأحمر إلى ألمانيا، اعتقل في معسكر موثوسن في النمسا إلى أن حرّر الجيش الأميركي المعتقلين فيه عام 1945. بدأت مطارداته للنازيين بعد ذلك مباشرة. إذ كتب أسماء 91 من مسؤولي المخيم، ولاحق أكثر من 70 منهم. ساهم عام 1947 في إنشاء مركز لينز في النمسا لجمع المعلومات بهدف استخدامها لاحقاً في محاكمات جرائم الحرب. وعلى رغم النجاح الذي حققه في محاكمات نورمبرغ، بقي العديد من مسؤولي النظام النازي غير مذكورين. ومع بدء الحرب الباردة بين الشرق والغرب، سقطت مطاردة النازيين من الأجندة السياسية، ما جعل فيزنتال مكرهاً يغلق مركز لينز عام 1954. ثم استعاد النشاط مع اعتقال العميل الإسرائيلي أدولف إيخمان مهندس ما عرف ب"الحل الأخير". أكبر نجاحاته كانت اصطياد فرانز ستانغل ومحاكمته عام 1967، بعدما كان قائد معتقل تريبلينكا حيث أعدم 40 ألف شخص.