يحاكم آخر رجال النازية الألمانية جون ديميانيوك الملقب ب«إيفان الرهيب» اعتبارا من الإثنين في ميونيخ (جنوبي ألمانيا) لمشاركته في قتل 27900 شخص في أحد معسكرات الموت النازية في 1943، في ما يتوقع أن تكون واحدة من أكبر محاكمات النازيين في التاريخ. وجون?ديميانيوك (89 عاما) الذي يحتل المرتبة الأولى في قائمة مركز سيمون فيزنتال لمجرمي الحرب النازيين،?متهم بأنه كان حارس معسكر التصفية سوبيبور الموجود حاليا في بولندا. وفي مايو (أيار) طرد من الولاياتالمتحدة إذ كان يعيش منذ 1952 بعد معركة قضائية طويلة أوقفت بسبب حالته الصحية السيئة، لكن القضاءين الأمريكي والألماني اعتبرا في النهاية أنه قادر على المثول أمام المحكمة. وستجري هذه المحاكمة، التي تثير اهتماما إعلاميا دوليا في المحكمة الإبتدائية، في ميونيخ عاصمة بافاريا المقاطعة التي عاش فيها المتهم بعد الحرب. وبصفته حارس معتقل سوبيبور من مارس (آذار) إلى سبتمبر (أيلول) 1943 ساعد على ما يبدو في قتل مهجرين، خصوصا من أصل هولندي، بالغاز. لكن أيا من الناجين القلة من المعسكر الذين حضروا المحاكمة قال إنه رأى ديميانيوك شخصيا والشهادات المباشرة التي يملكها الاتهام جاءت من ناجين توفوا حاليا. والجهات المدعية بالحق المدني التي يبلغ عددها 30، هي في الأغلب أبناء هؤلاء الذين قتلوا بالغاز. ويؤكد الاتهام هذه المرة أنه واثق من الوقائع. فهو يملك بطاقة هوية أصدرتها الشرطة السرية النازية باسم ديميانيوك تشير إلى انتقاله من ترافنيكي حيث كان يجري تأهيل حراس معسكرات الاعتقال إلى سوبيبور. أما جون ديميانيوك فيؤكد أنه أسر في 1942 عندما كان يخدم في الجيش الأحمر وأمضى بقية الحرب في المعتقلات قبل أن يهاجر إلى الولاياتالمتحدة، حيث عمل في مصانع فورد في كليفلاند (أوهايو، شمال). وأكد ابنه جون الأصغر أنه «ليس هناك أي دليل على أن والده تسبب في إيذاء أي شخص أو قتل أحدا في أي مكان». إلا أن محاميه في ميونيخ أولريش بوش أدلى بتصريح غريب أوضح فيه أنه إذا كان المتهم عمل في سوبيبور فهذا كان رغما عنه ولا يمكن تحميله مسؤولية الجرائم التي وقعت فيه. وطلب الدفاع من دون جدوى إجراء المحاكمة في جلسات مغلقة لتجنب إصابة الرجل الذي يعاني من مشاكل صحية بينها مرض في النخاع العظمي. وحدد عدد الجلسات باثنتين يوميا مدة كل منها 90 دقيقة لثلاثة أيام في الأسبوع على الأكثر.