سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سكان مستوطنة في جنوب غربي الخليل يطلبون إجلاءهم لقاء تعويضات . مصادر اسرائيلية تكشف ان ثمن الانسحاب من غزة يشمل غض اميركا النظر عن إخلاء معظم "البؤر" الاستيطانية
كشفت مصادر اسرائيلية عن مزيد من تفاصيل"الثمن"الذي جبته اسرائيل مقابل خطة"الانفصال"عن قطاع غزة من الولاياتالمتحدة الاميركية على حساب الاراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية تتجاوز، في ما يبدو,"وعد بلفور"الجديد الذي قدمه الرئيس الاميركي جورج بوش في العام 2004 خلال لقائه رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون بتخلي واشنطن عن مطالبها بتحديد الخطوط النهائية والخارجية للكتل الاستيطانية الضخمة المقامة في الضفة الغربية, بل التراجع ايضا في شأن المطالبة الاميركية بتنفيذ التعهد الاسرائيلي بتفكيك"البؤر الاستيطانية"الصغيرة التي اقيمت خلال ولاية شارون والاكتفاء بتفكيك بعض منها. ويأتي ذلك في وقت ابدى فيه مستوطنون في احدى المستوطنات الصغيرة المقامة جنوب بلدة الظاهرية في محافظة الخليل تناغماً مع مخططات شارون المعلنة باخلاء عدد من المستوطنات التي ستقع داخل الجدار الاسرائيلي من الجهة الفلسطينية. هذا ما اكده مسؤولون اميركيون للمحلل السياسي في صحيفة"هآرتس"العبرية الوف بن مشيرين الى ان"تحديد خط البناء في المستوطنات في الضفة الغربية ازيل عن جدول اعمال البلدين". واضاف الكاتب ان الولاياتالمتحدة"تخلت عن مطلب ترسيم خط مشترك لحدود البناء في مستوطنات الضفة وازالت الموضوع عن جدول اعمال كل الاتصالات بينهما"مضيفا نقلاً عن المصادر ذاتها ان"اسرائيل والولاياتالمتحدة لا تملكان مصلحة في تحديد البناء في المستوطنات لان اسرائيل تعتبر ذلك"تنازلا"غير مريح فيما تمتنع الادارة الاميركية عن التوصل الى اتفاق يضفي شرعية على البناء القائم في المستوطنات". وكانت واشنطن طلبت من اسرائيل بعد صدور تقرير"ميتشيل"في العام 2001 تجميد البناء في المستوطنات وتحديد خط البناء في هذه المستوطنات. وبحسب المصادر الاسرائيلية فان مستشار رئيس الوزراء الاسرائيلي دوف فايسغلاس تعهد في حضور شارون وبوش بأن يحدد الطرفان بشكل مشترك خط البناء الاخير للمستوطنات اليهودية وفقا لخرائط جوية التقطت للمستوطنات وطرحت على الطاولة خلال لقاء القمة الشهير بين شارون وبوش والذي تعهد فيه بوش بالغاء حق العودة للاجئين الفلسطينيين واحتفاظ اسرائيل بالكتل الاستيطانية الضخمة مقابل"خطة فك الارتباط"التي تنسحب اسرائيل بموجبها من قطاع غزة واربع مستوطنات في منطقة جنين شمال الضفة. واشار التقرير الى ان شارون طالب اللجنة الاميركية المكلفة وضع حدود البناء في المستوطنات اليهودية بالاشتراك مع الجانب الاسرائيلي بان يبدأ العمل في المستوطنات الصغيرة والمتناثرة. ولمح بن في تقريره الى ان الولاياتالمتحدة واسرائيل ابرمتا"صفقة"تراجعت واشنطن بموجبها عن مطلبها الاخر بضرور اخلاء نحو 120 بؤرة استيطانية صغيرة جرى اقامتها منذ تولي شارون رئاسة الحكومة الاسرائيلية وان واشنطن"تكتفي باخلاء بعض من هذه البؤر وتبدي تفهما للضغوط الداخلية التي يتعرض لها شارون"حتى الانتخابات الاسرائيلية المقبلة. الى ذلك, وفي خطوة لافتة تصب في اطار التصريحات التي ادلى بها شارون قبل يومين في شان"اخلاء مستوطنات اخرى"كشف احد المستوطنين اليهود في مستوطنة"تانيه"اليهودية المقامة على اراضي عرب الرماضين جنوب الظاهرية في الضفة الغربية ان 80 في المئة من مستوطني هذه المستوطنة بعثوا برسالة الى رئيس الوزراء الاسرائيلي شارون طالبوا فيها بتعويضهم وفقا لشروط التعويض لمستوطني القطاع الذين تم اخلاؤهم. وقال المستوطن في حديث للاذاعة الاسرائيلية ان معظم المستوطنين في المستوطنة المذكورة التي تضم 85 عائلة"لا يرون مستقبلا لهم في المستوطنة المعزولة التي ستبقى في الجانب الفلسطيني من الجدار"الذي تقيمه اسرائيل في الجهة الغربية من الضفة الغربية بدءاً من شمالها وانتهاء بجنوبها حيث تقع هذه المستوطنة.